صورة من برومو برنامج سما المصري التي تروج له في قناتها على «يوتيوب». الإمارات اليوم

انتقادات ودعاوى قضائية تنتظر برنامــج سما المصري في رمضان

واجه إعلان الراقصة المصرية، سما المصري، عن تقديمها لبرنامج ديني في شهر رمضان، بانتقادات واسعة في الصحف وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، منذ بدء الدعاية له، ورفع محامون دعاوى على سما المصري لإثنائها عن الخطوة، فيما أكدت سما المصري الخبر بظهورها على قناة «يوتيوب» الخاصة بها، وهي تقدم «برومو» للبرنامج، لكنها لم تحدد أي قناة مصرية أو عربية سيتم بثه من خلالها، فيما اكتفى المجلس الوطني للإعلام بتصريح مقتضب قال فيه «إنه لم تصله حتى الآن خرائط برامج رمضان، ولم يصله أيضاً أي إخطارات بشأن البرنامج المشار إليه، ولا أي برنامج تقدمه سما المصري في القنوات الكبيرة ذات الأسماء المعروفة».

الداعية الإسلامية، الدكتورة ملك زرار،

وصفت تقديم البرنامج بأنه «تخطٍّ لكل الحدود

وإهانة لكل مسلم».

بدورها، قالت سما المصري إن برنامجها سيتناول خلال شهر رمضان القضايا الدينية والاجتماعية، وستستضيف خلاله علماء دين وفقه لمناقشة قضايا مثيرة للجدل، مؤكدة أنها سترتدي الحجاب، وطالبت «بعدم إصدار أحكام مسبقة عليه استناداً للسوشيال ميديا»، وأكدت المصري أنها لم تتعاقد مع أي قناة لعرض برنامجها حتى الآن: «ليس لي علاقة بقناة (دي إم سي)»، مشيرة إلى وجود احتمالية كبيرة لعرضه عبر قناتها على «يوتيوب»، ومؤكدة أنها «ستستفيد من ذلك».

وهاجمت الداعية الإسلامية، الدكتورة ملك زرار، في مداخلة إعلامية، سما المصري على قناة «إل. تي.سي»، ووصفت تقديم البرنامج بأنه «تخطٍّ لكل الحدود وإهانة لكل مسلم»، وأضافت أن «اللوم لا يقع على سما المصري، وإنما على القناة التي ستسمح لها بذلك».

ودخلت سما المصري، أثناء مداخلة مع برنامج «صح النوم» المذاع على قناة «إل.تي.سي» أيضاً، في تراشق مع المحامي سمير صبري، الذي قاضاها في وقت سابق، وتقدم ببلاغ ضدها هذه المرة.

من جهته، تقدم المحامي، طارق محمود، ببلاغ يتهم فيه سما المصري بـ«إهانة مشاعر المصريين الدينية»، وقال البلاغ الذي حمل رقم 2974 إنه «انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لسما المصري، نقلت من خلاله قيامها بتقديم برنامج ديني في رمضان أطلق عليه اسم (أهل العلم)، وهو الأمر الذي أهان المشاعر الدينية للمسلمين المصريين، لأنه في الوقت ذاته تنتشر لها، على مواقع الاتصال الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية وصفحتها الشخصية، فيديوهات مثيرة للغرائز وتقترب من الإباحية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة كل من شاهد هذا الإعلان عن البرنامج الذي أعلنت سما عن تقديمه، وأن الشكل الذي ظهرت به المصري في إعلان برنامجها الديني، لا يتناسب مع هيبة البرامج الدينية في شهر رمضان الكريم»، مطالباً «بإجراء تحقيق عاجل في البلاغ وإحالة سما المصري للمحاكمة».

وفي السياق نفسه، أعلن المحامي، عمر فتحي، إنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الراقصة بازدراء الأديان، والاستهزاء بقدسية شهر رمضان الكريم، كما سيتقدم بدعوى قضائية لمحكمة القضاء الإداري لوقف عرض البرنامج، ومعاقبة القناة الفضائية التي ستذيعه.

وقال فتحي إن القضاء له أحكام سابقة ضد المصري نفسها، بعد دعاوى قضائية قدمها عدد من المحامين، اتهموها فيها بازدراء الأديان، مثل الدعوى التي قدمها المحامي بالنقض، نبيه الوحش، والدعوى التي قدمها المحامي شريف أبوالدهب.

كما طالب المحامي، ياسر قناوي، بالتريث وعدم الانسياق لشهوة الوجود في الحدث، لإيجاد مقاومة فعالة لمفاجآت سما المصري. وقال قناوي لـ«الإمارات اليوم» إن «الأمر يستلزم الانتظار لنزول البرنامج فعلاً، ومشاهدة حلقاته ودراستها واكتشاف ما فيها، قبل أي تحرك قانوني»، وشدد قناوي على أن «القانون لا يجرّم أشخاصاً بصفتهم ولا بمهنتهم ولا بشخوصهم، ولا يجرّم أفعالاً محتملة من أفراد، ونحن بحاجة إلى أن يكون بين يدينا جسم لما يحتمل أن يكون جريمة».

من جانبه، قال الخبير الإعلامي، سيد حسين، إن «إعلان سما المصري عن تقديم البرنامج لم يعد جديداً، فقد تم اقتراحه في سنوات سابقة ولم ينفذ، وغالب الظن أنه لن يتم هذا العام، وإذا تم سيتم وقفه من جهات رقابية»، وتابع حسين لـ«الإمارات اليوم» أن «القصة برمتها دعائية، وسما المصري تعرف أنها حين ستلقي حجراً ستتوالى ردود الأفعال لمصلحتها، فالقانونيون سيرفعون دعاوى والإعلاميون سيكتبون تقارير وناشطو (فيس بوك) سيوجهون انتقادات، وربما هم استفادوا من الحدث، لكن هذا كله سيعود عليها بالنفع».

ونوه حسين بأن «سما المصري تستفيد من كل مناسبة بطريقة ما، كما فعلت مع انتخابات الرئاسة وحتى برامج رمضان»، موضحاً: «نحن الذين نصنع لها الدعاية تطوعاً».

وتوقع حسين ألا يتم تقديم البرنامج المزعوم على قناة كبرى من الأصل، لأن «ردة الفعل، سواء من الهيئة الوطنية للإعلام أو من الأزهر الشريف، ستكون سريعة وحاسمة»، كما أن «من الصعب أن تكون صورت كل الحلقات واستضافت الشخصيات المؤثرة، واستطاعت أن تحافظ على الكتمان من دون أن يتسرب منها الخبر، في بلد كمصر يتابع فيه الإعلام كل زاوية».

وأكد حسين أن «السكوت على مثل هذه الفرقعات والاستغراق غير المدروس فيها، سيفهم منهما الإلهاء، لذلك لابد من ردة فعل متوازنة».

الأكثر مشاركة