سوريون يحملون ما تبقّى لهم من متاع ويغادرون إحدى البلدات في الغوطة. أ.ف.ب

أهل الغوطة لم يتخلّوا عن كرمهم وسط الفاقة والعوز

تقول الناشطة (لبنى - 38 عاماً): «لم أكن أفهم ما يرمي إليه النظام عندما أغلق طريق الغوطة الشرقية في المرة الأولى قبل خمس سنوات، ماذا يعني أن نكون محاصرين؟». وتضيف «ثم بدأت أرفف المتاجر تخلو تدريجياً من البضائع. نفد الغذاء والوقود، والضروريات الأساسية، كل شيء بدأ يتلاشى، ومع ذلك، كان الناس كرماء»، وتضيف «كانت جارتي ترسل لي ملعقتين من الطعام في فنجان شاي، كانت تقول لي إنها بالكاد تغذي أطفالها، لكنها لاتزال تفكر في جيرانها».

• تلقى نشطاء المجتمع المدني تهديدات بالقتل من جماعات متطرفة، خصوصاً أولئك الذين تجرؤوا على انتقادها.

وتؤكد (لبنى) أنه «من المحرج أن يشكو الواحد منا مثل هذه التفاصيل الصغيرة. صار الناس في الضاحية يصنعون حفّاضات الأطفال من البلاستيك. لم تكن نظيفة، ولكن هذا كل ما يمكننا القيام به. في تلك الأيام، كان أكبر مخاوفي يتمثل في تعرّضي للاختطاف أو القتل. وتلقى نشطاء المجتمع المدني تهديدات بالقتل من جماعات متطرفة، خصوصاً أولئك الذين تجرؤوا على انتقاد مثل هذه الجماعات، وهذا ما دفعهم للخروج»، وتقول: «مركزنا (النساء الآن من أجل التنمية)، يقدم دروساً في اللغة الإنجليزية، ومحو الأمية، والخياطة، وأي شيء لتمكين المرأة. وتدرس فيه ما يقرب من 100 امرأة كل يوم، بعضهن يسرن على أقدامهن ساعات للوصول اليه. ويبدو أن تفانيهن للتعلم على الرغم من كل ظروف الرعب المحيطة بهن أمر يبعث حقاً على الإلهام. هؤلاء هن أبطال الحصار».

الأكثر مشاركة