الشاعر أحمد فؤاد نجم. أرشيفية

كتاب عن الشاعر المصري فؤاد نجم يكشف أسراراً ومعارك ومواقف طريفة

فيما شهدت القاهرة أول من أمس، احتفالات متزامنة مع ذكرى رحيل الشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم (الفاجومي)، أثار كتاب صدر عنه، واستضافت نقابة الصحافيين ندوة حوله ضجة واسعة، بسبب الأسرار الجديدة التي أماط اللثام عنها، والمعارك التي وثقها حول «المثقف المشاكس»، الذي كما عود الجمهور ضجيجه في حياته واصل الضجيج نفسه بعد وفاته.

مواقف طريفة

** أمسك نجم بخناق قائد السجن الحربي، حمزة البسيوني، المشهور بملك التعذيب، وهو على حوض مياه في السجن، حتى اضطر البسيوني للاستغاثة بالضباط والمخبرين للتدخل لإنقاذه.

** ذهب عادل إلى شقة نجم لإجراء حوار معه فوجده يقطّع البطاطس في شقته بالمقطم، وطلب منه أن يقطع معه ثم يتفرغا لاحقاً للحوارات.

عنوان الكتاب «كلمات أحمد فؤاد نجم الأخيرة»، للكاتب الصحافي عادل سعد، وكتبت مقدمته زوجة نجم السابقة، الكاتبة الصحافية، صافيناز كاظم، كما ختمته ابنته الصحافية والناشطة نوارة نجم، بمحطات كثيرة في حياة نجم واعتقالاته ومشاغباته، وحكاياته في السجون، والنضال، ورأيه في أم كلثوم، وعبدالوهاب، وزكريا أحمد، والشيخ محمد رفعت، ومعركته البدنية مع قائد السجن الحربي والمشهور بملك التعذيب في مصر الستينات، حمزة البسيوني، حين أمسك بخناقه وهو على حوض مياه في السجن، حتى اضطر البسيوني للاستغاثة بالضباط والمخبرين للتدخل لإنقاذه. ويوثق الكتاب معركتين صحافيتين دارتا حول نجم قبيل وفاته، فجر الأولى حين صرح لصحيفة «الصباح» المصرية بأن قصيدة «يعيش أهل بلدي» وصلت الى الأمن وإلى الضابط حسن ابوباشا (وزير الداخلية لاحقاً)، وتم التحقيق معه فيها بعد ان كانت في يد الكاتب والصحافي الناصري الراحل محمد عودة، وكيف انتفض المثقفون يدافعون بشراسة عن عودة، الذي يملك مكانة واحتراماً واسعاً وسطهم، ويرفضون أي تلميح تجاهه، وكيف تسبب ذلك في انهمار سيل من الكتابات المهاجمة لنجم، أبرزها مقال امينة النقاش التي استهجنت ان يلمح الى عودة سلباً، مذكرة بأنه رغم ايمان الأخير بنظام عبدالناصر فقد رفض الدفاع عن سياسته الخاطئة، ومقال تحية عبدالوهاب التي وصفت فيه تصريح نجم عن عودة بأنه «كلام بايخ»، ومقال عبدالمنعم تليمة الذي قال فيه إن «نجم غاوي شهرة وفرقعات»، ومقال عزة بلبع التي قالت ان زوجها نجم يعشق المعارك الوهمية، وإنه سبق أن اتهم الشاعر سيد حجاب وصلاح جاهين وعبدالرحمن الأبنودي بتهم مماثلة، بل وسبق واتهمها هي بالعمالة لجهاز أمن الدولة، وانتهى الكتاب الى توثيق نهاية المعركة بتراجع نجم بشكل ضمني، حيث قال إنه يقبل تفسير امينة النقاش بأن محمد عودة ارسل القصيدة لناشر فسربها الأخير الى الأمن، وهو يتمسك بهذا التفسير كالغريق لأنه يحب عودة.

كذلك يوثق الكتاب لمعركة لا تقل خطورة، وضع نجم نفسه فيها، وهي التي قال فيها إن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر كان اسمه (عتريس) وهو صبي وقبل دخوله إلى الكلية الحربية، وهي رواية – رغم أنها لا تمثل تجاوزاً أو أي معنى سلبي - أصرّ كتاب ومثقفون ناصريون ومحبون للزعيم الراحل على تكذيبها ونفيها بالمطلق.

وقد علق مؤلف الكتاب عادل سعد في الندوة بنقابة الصحافيين بالقول إنه وثق هذه المعارك ليس لصحة تصريحات نجم أو خطئها، وإنما لأنها جزء من التاريخ، ونوه بأن الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم رغم كل ما يبدو عليه من هجومية على الآخرين، الا أنه يملك طيبة شديدة ويحمل بداخله قلب طفل، كما يروي سعد مواقف عدة عن تلقائية نجم، ابرزها حين بدأت علاقتهما لعمل حوارات صحافية وكيف وجده يقطّع البطاطس في شقته بالمقطم، وكيف طلب منه أن يقطع معه ثم يتفرغا لاحقاً للحوارات، كما روى ذهاب نجم مرة بـ «الترنج سوت» الى احد فنادق القاهرة الكبرى لمقابلة الفنان مدحت صالح، وتهجمه على إدارة الفندق حين رفضت السماح له بالهيئة المذكورة لأنها اعتبرتها غير لائقة.

 

الأكثر مشاركة