منصب السيدة الأولى في فرنسا غير مفروش بالزهور
على الرغم من أنها تكون عادة محاطة بالبذخ وأبهة أعلى منصب في فرنسا، إلا أن السيدة الأولى لا تكون سعيدة دائماً، إذ ليس لها دور رسمي، وتتعرض للانتقاد إذا ما قررت أن تصبح مستقلة لوحدها، وتنتهي بها الحال إلى أن تكون سجينة في قصر الأليزيه. وقد صدر حديثاً كتاب يحمل عنوان «السيدات الأول» يسلط الضوء على حياة ثمانٍ من السيدات الأول، بدءاً من ايفون ديغول زوجة الرئيس تشارلز ديغول، حتى فاليري تريرويلر صديقة الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، ووصل إلى نتيجة مفادها أنه باستثناء محتمل لبرناديت شيراك، زوجة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، فإنهن جميعاً كن تعيسات.
وحسب مقتطفات من الكتاب الذي ألفه الكاتب روبرت شنايدر، اشتكت زوجة الرئيس شيراك بقولها «أنا لا شيء»، وذلك بعد أن منعت من مشاهدة مباريات كأس العالم عام 1998 من المنصة الرئاسية، فقاطعت الحفل الذي أقيم في حديقة القصر احتفالاً بانتصار الفريق الفرنسي بعد يومين على ذلك. وتقول ايضاً «لم أكن هناك لأراهم، ولا لاستقبالهم»، وقال شنايدر لصحيفة اندبندنت إن السيدة شيراك عانت على يديّ زوجها وابنته كلود خلال الفترة الأولى من حكم الرئيس، بعد أن قام بحملة انتخابية من منبر شبيه بيسار الوسط. وقال شنايدر «كانت برناديت تعتبر رجعية جداً».
ولكن دانييلا ميتراند عانت على نحو أكثر سوءاً من زوجها الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتراند، بعد أن واصلت هذه المرأة حملتها وهي رئيسة مؤسسة «فرانس لتحرير حقوق الإنسان» في الوقت الذي كانت فيه السيدة الأولى. وكان زوجها قد اعترض على سلوكها بالقول «لقد طعنتني في الظهر»، وذلك احتجاجاَ على توقيعها رسالة مفتوحة للرئيسين الجزائري والفرنسي، تدين فيها مجزرة الطلاب في الجزائر عام 1991.
وعندما كانت في واشنطن عام 1993 لتسلم جائزة حقوق الإنسان بعد حملتها اثر حرب الخليج الأولى لحماية الأكراد، وجهت انتقادات لاذعة «للحصار عديم الرحمة»، الذي تفرضه واشنطن على كوبا، ويخنق شعبها. وكان ميتراند يعرف أكثر من غيره أنه من الصعب ترويض زوجته دانييلا، حسب ما قاله شنايدر.
وأما بالنسبة للسيدة سيسيليا ساركوزي، التي فرت من القصر الرئاسي بعد خمسة أشهر من انتخاب زوجها، فقد كانت ردة فعلها كالتالي «لكوني السيدة الأولى، فإن ذلك يفرض ضغوطاً كبيرة على أعصابي»، ولكن شنايدر يقول إنه من بين جميع السيدات الأول الثماني خلال نصف القرن الماضي، كانت سيسيليا هي صاحبة النفوذ السياسي الأقوى.
ونشر الكثير عن علاقة ساركوزي بزوجته الحالية المغنية وعارضة الأزياء السابقة كارلا بروني، ولكن علاقة الرئيس الحالي فرانسوا هولاند مع السيدة تريرويغار كانت موضوعاً للعديد من الكتب.
وبمعزل عن كونهن تعيسات، فهل ثمة ما هو مشترك بين السيدات الأول الثماني؟ يقول شنايدر «نعم، على الرغم من خيانة أزواجهن إلا أنهن كن جميعاً يحببن أزواجهن».