نائب برلماني ياباني يثير جدلاً حول قدسية الإمبراطور
نشب جدال حاد في البرلمان الياباني بعد أن خرج أحد البرلمانيين عن التقاليد المرعية بشأن التعامل مع الإمبراطور، حيث أثار البرلماني المستقل، تارو ياماموتو، الذي تم انتخابه على خلفية مناهضته للأسلحة النووية، غضب زملائه البرلمانيين بعد أن تعمد تسليم رسالة بخط يده الى الامبراطور اكيهيتو، خلال حفل في الحديقة الامبراطورية في 31 اكتوبر الماضي، في مسعى منه لاطلاع الامبراطور عن حقيقة محنة المتضررين من كارثة فوكوشيما النووية.
ويدعي ياماموتو انه كان يخشى أن يحجب الوفد المرافق للإمبراطور عنه حقيقة معاناة المواطنين من هذه الكارثة على مدى عامين ونصف العام، بعد موجة تسونامي الضخمة التي دمرت المحطة الكهربائية النووية، ما تسبب في انهيارات أجبرت عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم .
ياماموتو، الممثل السابق، اعتذر في وقت لاحق واعترف بأن أفعاله كانت «غير ملائمة»، وقال في مؤتمر صحافي، انه كان يائساً ويحاول لفت انتباه الامبراطور للأزمة الراهنة في فوكوشيما.
إلا أن هذا الاعتذار لم يرضِ النواب، لاسيما قدامى المحافظين في الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، الذين قالوا ان هذا النائب المبتدئ في السياسة ارتكب خطيئة لا تغتفر، بعد أن حاول جر الامبراطور المبجل الى الحلبة السياسية.
واستطاع ياماموتو حتى الآن السيطرة على أعصابه ورفض الاستقالة، على الرغم من تقريع رئيس مجلس النواب الذي منعه من حضور أي احتفالات تجري في القصر الإمبراطوري.
الصحافي المستقل، ري شيفا، يقول إن الكثير من السياسيين لايزالون يخشون الامبراطور، معلقا على ذلك بأن «البعض في هذه البلاد لايزال ينظر الى الامبراطور بقدسية».
تجدر الاشارة الى ان امبراطور اليابان يحظى بوضع اشبه بالقدسية لدى معظم اليابانيين، ولا ينبغي لأحد ان يمسه، ولا ان ينتقده، فهو شخصية فوق المساءلة، انه إمبراطور دولة اليابان، وقائد الدولة، وعميد العائلة الإمبراطورية اليابانية، كما أنه أعلى سلطة لديانة «الشينتو»، ويعتبر بحسب تعريف الدستور الياباني الحديث على أنه «رمز للدولة ولوحدة الشعب».