زوجات الحكام الاستبداديين يعشـــن حياة البذخ كالعادة
ربما تكون ماري أنطوانيت زوجة ملك فرنسا لويس السادس عشر، أسوأ مثال لزوجة الزعيم الفاسدة التي عاشت حياة البذخ، في الوقت الذي تعيش بلادها وضعاً اقتصادياً سيئاً، واضطراباً اجتماعياً، انتهى بالإطاحة بالملك، وقطع رأسه هو وزوجته.
وقبل سنتين تمت الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي واضطرت زوجته التي كانت تعيش حياة البذخ، إلى الهروب من البلاد تاركة وراءها القصور والأموال. واليوم تصر زوجات بعض الزعماء الديكتاتوريين على عدم الاكتراث بما يحدث حولهن، والاستمرار في الاستمتاع برغد العيش، والبذخ غير المبرر.
ففي سورية التي تتعرض للتدمير منذ أكثر من عامين، تقتني أسماء الأسد أفخر اللباس والمجوهرات، وتقضي أوقاتها في اللهو مع أطفالها، ولا تهتم بما يحدث في بلادها من دمار. وكما تفعل سيدات أول أخريات، تهتم زوجة الأسد بالموضة، ونشر صورها على الإنترنت لتنال إعجاب الفضوليين، في الوقت الذي يواجه زوجها ثورة عارمة وضربة عسكرية وشيكة، قد تنهي حكمه قريباً. وقد صنفت مجلة متخصصة في الأزياء أسماء الأسد على رأس قائمة الأنيقات في عالم السياسة، وفي الوقت الذي تتسوق فيه زوجته في المحال العالمية وتشتري أغلى المقتنيات، يقوم الأسد بالإشراف على خطط الهجوم على خصومه من أبناء شعبه. ونشرت تقارير تقول إن عائلة الأسد حولت جزءاً مهماً من ثروتها إلى الخارج، لاستخدامها إذا ساءت الأمور واضطرت للخروج من البلاد.
في إفريقيا لايزال زعيم زيمبابوي روبرت موغابي متمسكاً بالحكم، وعن طريق الانتخاب أيضاً، فقد فاز قبل أسابيع بولاية جديدة، ليضمن لزوجته غرايس، سنوات أخرى في أعلى الهرم الاجتماعي. وعوضاً عن تخصيص الأموال لبناء المنازل للفقراء، حولت الملايين لبناء قصر فخم يضم 30 غرفة للسيدة الأولى، التي كانت سكرتيرة قبل ان يتزوجها موغابي في 1996. وبدأت علاقة موغابي بزوجته غريس حين كانت تعمل كاتبة على الآلة الطابعة في مكتبه، وكان لم يزل متزوجاً من سالي المصابة بمرض لا شفاء منه. ويقال إن لديها أكثر من 3000 زوج من الأحذية، موزعة في منازلها الفخمة حول العالم.
وفي كوريا الشمالية، ابتسم الحظ لفتاة جميلة نالت إعجاب الزعيم الشاب، الذي تزوجها بعد شائعات كثيرة حول هويتها. وأعلن الرئيس الكوري زواجه من ري سول جو، بعد أن ظهرت إلى جانبه مرات عدة. وكما هي العادة في هذا البلد، فإن المعلومات حول حاشية الرئيس شحيحة، إلا أن الانباء تؤكد أنها أنجبت طفلاً، يعتقد أنه سيكون ولي العهد في المستقبل. وعلى الرغم من التعتيم الإعلامي على المستوى المعيشي للسيدة الأولى، إلا أنه من المؤكد أنها تعيش أفضل بكثير من عموم الشعب الكوري الشمالي، الذي يقبع معظمه تحت خط الفقر. واختفت السيدة الأولى العام الماضي فجأة ولم تظهر إلا بعد أشهر، بسبب ما قيل من أن كبار المسؤولين في الدولة ربما يكونون قد استاءوا من ممارساتها.
بذخ انتهى إلى المقصلة
كان لزوجة الملك لويس السادس عشر قصر خاص تستخدمه مع أصدقائها للترويح عن النفس. وباتت ماري أنطوانيت مكروهة جداً من قبل الشعب الفرنسي بسبب حياة البذخ والفساد، إذ كانت تسرف في إغداق الأموال. ولم تعط سيدة فرنسا الأولى أي اهتمام للأزمة المالية الخانقة في فرنسا آنذاك. وقد رويت القصص الكاذبة والسيئة عنها، إلى حد أن أثيرت الشائعات على أنها كانت جاسوسة لحساب النمسا. ومن هذه القصص أنها سألت ذات مرة مسؤولاً رسمياً عن سبب غضب الباريسيين، فكانت إجابته: ليس لديهم خبز، فكان ردها، إذن دعهم يأكلون كعكاً. وأعدمت 1793، بعد أن اقتيدت بعربة مكشوفة دارت بها في شوارع باريس، حيث رماها الناس بالأوساخ والحجارة، وقصوا شعرها الطويل، ثم وضعوا رأسها الصغير في المكان المخصص في المقصلة، وهوت السكين الحادة فأطاحت برأسها في السلة الجانبية.
ماري أنطوانيت نموذج للحاكم المتسلط الذي لا يأبه لآلام شعبه.