الأمير تشارلز يتدخل في سياسة الحكومة البريطانية
زواج الأمير ويليام عام 2011 واليوبيل الماسي للملكة، ووصول الأمير الصغير جورج، أدى الى تعزيز المحبة بين الشعب البريطاني والعائلة الملكية الى مستوى غير مسبوق، لكن للأسف فإن الأمير تشارلز تصرف على نحو مغاير لذلك، فقد ذكرت صحيفة الـ«ديلي ميل» أنه منذ الانتخابات الماضية طلب الأمير 36 لقاءً خاصاً مع وزراء حكوميين، كي يناقش قضايا تتعلق بتغير البيئة، والقضايا الريفية، وتخطيط الصحة والمدن.
ولسنوات عدة، اشتكى الوزراء في الدوائر الخاصة من تلقيهم العديد من الرسائل القادمة من ولي العهد البريطاني، ومع ذلك، فان القصر الملكي لم يهتم لذلك، وأكد متحدث باسم القصر أن «الأمير له الحق في للاتصال مع الحكومة بصورة خاصة في ما يتعلق بأي مسألة يختارها»،
ومن السهل السخرية من الامير تشارلز الذي لم يستقر في وظيفة عامة مريحة حتى الآن، على الرغم من أن عمره بلغ 64 عاما. ومما يحسب للأمير اهتمامه بقضايا مثل الطاقة والعمارة، بخلاف العديد من أسلافه، وفي واقع الأمر فإن الامير يرتكب أمراً أكثر من خطر، لأنه عندما ينتهك حالة الحيادية التي تعيشها الاسرة المالكة فإنه يعرضها للخطر، وكذلك استمراريتها.
والمعروف أن الملكة تحكم، في حين أن الحكومة هي التي تدير شؤون البلاد، وذلك منذ عام 1688، عندما أصبحت بريطانيا ملكية دستورية، وهذا هو سر استمرارية الملكية، فعندما تسوء الامور فإن الشعب يلقي بإحباطه على السياسيين وليس على العائلة الملكية.
لكن لنتصور أن الشعب البريطاني علم بأن الملكة تمارس الضغط من أجل زيادة الضرائب، كما فعلت رئيسة الحكومة السابقة مارغريت تاتشر، أو غزو العراق كما فعل توني بلير، ما الذي يمكن أن يحدث اذا كانت تلح على الوزراء بأفكار تتعلق بإصلاح وزارة الصحة؟ عندها فإن القصة ستكون مختلفة تماماً.
ويمكن أن يكون تدخل الامير مفهوماً إذا كان لايزال في الرابعة والعشرين من العمر، ولايزال مفعماً بالصحة والشباب، ومتعطشاً لإثبات نفسه في الحياة العامة، لكن الامير تشارلز يفصله بضعة أشهر عن التقاعد.