أومكار يجول الشوارع بحثاً عن الدواء للفقراء. أرشيفية

«بابا دواء» يجمع العقاقير للفقراء

عندما يقترب أومكار ناث من المنازل يبدأ بالصراخ منادياً: «اذا كان لديكم اية ادوية لستم بحاجة اليها، وتريدون مساعدة الفقراء، من فضلكم تبرعوا بها»، ومنذ ثلاثة اعوام يتنقل هذا الرجل البالغ عمره 75 عاما في شوارع نيودلهي، يجمع الادوية التي تزيد على حاجة اصحابها في حقيبتي تسوق مصنوعتين من البلاستيك، ومن ثم يتبرع بها الى العيادات التي تقدم الرعاية الصحية للفقراء.

واصبح ناث من مشاهير المدينة، ونال لقب «بابا دواء»، وهو يقول: «افضل الاماكن التي يقدم فيها المتبرعون الادوية التي تزيد على الحاجة، هي في احياء الطبقات المتوسطة، والمتوسطة المنخفضة». موضحاً انه من النادر ان يتلقى تبرعات في المناطق الثرية. ويرتدي ناث خلال تجوله في العاصمة قميصا ارجوانياً كتبت عليه ارقام هاتفين نقالين يحملهما، وهي التي تدل على مدى تصميم هذا الشخص الذي يواجه الكثير من التحديات.

وعندما كان في الثانية عشرة من العمر تعرضت قدماه لأضرار بالغة نتيجة حادث سيارة، عندما كان يعبر الشارع. وظل عاجزاً عن المشي لمدة شهرين ونمت عظام قدميه بصورة غير صحيحة وسيئة. وبناء عليه فان رحلته التي تستمر لمسافة سبعة اميال في نيودلهي، ومن ثم العودة الى الحي الفقير الذي يعيش فيه قرب المطار ليست عملية سهلة.

ويواجه هذا الرجل الذي كان يعمل فنياً في احد المستشفيات، تحديات اخرى، فعندما أعلن عن خطته البدء في جمع الادوية، لم تكن عائلته موافقة على ذلك. وقال ناث: «كانت العائلة تشعر بأني سأجلب لها العار، لان هذا العمل اعتبروه تسولاً، وقللوا من اهميته، لكنهم قبلوه الان».

وفي احد الايام، خلال الشهر الماضي، الذي كانت تشرق فيه شمس الشتاء رافقت صحيفة «الاندبندنت» السيد ناث في رحلته لجمع ادوية التبرعات في حي لاكسمي باي ناغار، جنوب نيودلهي. وكان أول من قدّم اليه بعض الأدوية، هو السيد مانجو شارمان الذي قدم أدوية مسكنة كانت تستخدمها امه. وقال إنه يعرف من هو «بابا دواء»، واضاف «انه يأتي الى هناك كل ثلاثة او اربعة اشهر. ونعتقد انه يقوم بعمل رائع جداً». ومن ثم جاء رجل اخر، وقال انه لا يعرف «بابا دواء»، وانه لا يدري لماذا يقوم بهذا العمل، فردّ ناث قائلاً: «انه نداء داخلي يدعوني لذلك. وعندما تقاعدت من العمل قررت ان أكرس وقتي في عمل نافع، انه يمنحني السعادة».

وإثر انتشار شهرة السيد ناث على نطاق واسع، قررت محطات التلفزيون ان تعرف من هو هذا الرجل. وهو غالباً يدعو الناس الى ان يشاهدوه في نشرات اخبار المساء. وعندما يجيب على هاتفه يطلق هذه الجملة متباهياً «بابا دواء معكم».

الأكثر مشاركة