زوجات السياسيين الفـــرنسيين يتمرّدن

حدثت ردة نسائية شاملة بعد انكشاف قصة رئيس البنك الدولي دومينيك ستروس كان، واعتدائه على عاملة فندق، حيث تشجعت النساء اللواتي يتحملن الكثير من المعاناة، على ان يكسرن حاجز الصمت الذي يغلف معاناتهن مع السياسيين الفرنسيين. وكانت دومينيك كانتين، وهي منتجة تلفزيونية تزوجت وزير الخارجية الفرنسي السابق، فيليب دوستبليزي، قد ألّفت كتاباً تصف فيه شجاراً عنيفاً وقع بينهما عام ،2005 اثناء احتفالهما برأس السنة الجديدة في أحد الفنادق الراقية في المغرب، وقالت معترفة الأسبوع الماضي: «نشب الشجار بسبب امرأة اخرى، وتسبب في أضرار تقدر بآلاف الجنيهات الإسترلينية للجناح الذي كانا يقيمان فيه، وشوهد دوستبليزي، البالغ عمره 58 عاماً، يختبئ في رواق الفندق بملابسه الداخلية، وفي نهاية المطاف نام في غرفة حارسه الشخصي». وأحجمت كانتين عن تقديم تفاصيل اضافية عن المرأة الأخرى، وقالت إن الأخبار التي نشرت على الإنترنت التي مفادها ان دوستبليزي، الذي يعمل الآن في الأمم المتحدة، شارك في انتهاكات جنسية جماعية في المغرب، ما هي الا شائعات كاذبة تهدف الى تشويه السمعة. وقالت «أريد ان اقول الحقيقة لأن ما قيل يومها كان مزعجاً جداً».

وكان وزير التربية السابق، لوك فيري، قد قال في برنامج تلفزيوني ان الشرطة اعتقلت وزيراً فرنسياً في حفل إباحي مع قُصّر، غير انه تم التعتيم على الخبر في حينه، وقال الوزير انه علم بذلك من أعلى المستويات في المغرب. وكانت جمعية «ألوية من اجل حماية القُصّر» قد فتحت تحقيقاً في الموضوع. وقال ايفز برتراند، الذي كان رئيس المخابرات حينها، انه في عام ،2001 أبلغ ليونيل جوسبان الذي كان رئيس الحكومة الاشتراكية في حينها، عن شائعات تتحدث عن الموضوع ذاته.

من جهته، كان وزير الثقافة، جاك لانغ، خلال فترة الرئيس فرانسوا ميتران، قد شجب شائعات على الإنترنت تربطه بفضيحة قذرة وهدد بمقاضاة مصدرها. وبدأت عملية تخمين شخصية الوزير المقصود اثر اعتقال رئيس البنك الدولي السابق دومينيك ستروس، الذي كان من المفترض ان يكون مرشحاً للرئاسة الفرنسية العام المقبل، في نيويورك بتهمة الاعتداء الجنسي على عاملة فندق.

واثار اعتقال الرجل في 14 مايو الماضي، موجة عارمة من شكاوى التحرش الجنسي، واضطر وزير فرنسي إلى الاستقالة بتهمة التحرش الجنسي بنساء تحت قيادته. وثارت ثائرة النساء العاملات في البرلمان الذي يسيطر عليه الرجال وقررت اثنتان تكريس يوم في الأسبوع الماضي اطلقتا عليه «يوم التنورة» التي لا يرغبنها في العادة.

وقبل ان تصبح زوجة دوستبليزي كانت كانتين زوجة نكولاس هولتو، وهو سياسي من «الخضر». وتعتزم كانتين إصدار كتاب في شهر سبتمبر المقبل الأمر الذي سيجعل الرجلين يعيشان في توتر مستمر. وكانت زوجات سياسيين اخريات قد أعلنّ ثورتهن ايضا بقوة. واعلنت ماري لور دوفيليبان الزوجة الحسناء لرئيس الوزراء الفرنسي السابق، على مجلة «باري ماتش» انها هجرته كي تكرس كل وقتها لحياتها المهنية في فن النحت، إذ شعرت بالضجر من الوحدة لكونها متزوجة من رجل يجبره عمله على البقاء بعيداً عنها.

وفي الأيام الخوالي، كانت زوجات السياسيين الفرنسيين راضيات بقانون غير مكتوب يقضي بالصمت وتحمل المعاناة، ولكن برناديت شيراك، زوجة رئيس الجمهورية السابق جاك شيراك، كسرت هذا القانون عندما اشتكت في كتاب ألّفته من مغامرات زوجها مع النساء.

وكانت سيسليا الزوجة السابقة للرئيس الفرنسي الحالي قد ذهبت الى ابعد من ذلك حيث اتهمته بأنه مطبوع على اغواء النساء، وانه يتصرف مثل طفل مدلل. وأخيراً، ألفت سيلفي برونيل كتاباً اتهمت فيه زوجها السابق وزير الصناعة بأنه عابث قليل الحياء.

الأكثر مشاركة