انتخابات الكونغرس النصفية المقبلة تختلف عن سابقاتها

لماذا تكون انتخابات الكونغرس النصفية للعام الجاري مختلفة عن كل ما سبقها من الانتخابات النصفية؟ في جميع انتخابات الكونغرس النصفية السابقة كان الحكم على أداء رئيس الجمهورية هو العامل الرئيس لتحديد نتيجتها. وإذا كان تصنيف الأداء منخفضاً في حدود 40%، كان ذلك بمثابة الكارثة لحزب الرئيس بايدن. وخلال الانتخابات الأولى النصفية للرئيس باراك أوباما عام 2010، حصل على نسبة قبول تعادل 45% فخسر حزبه 63 مقعداً في الكونغرس. وفي عام 2018، كانت نسبة قبول أداء الرئيس دونالد ترامب 40% فخسر حزبه 40 مقعداً في الكونغرس.

الغالبية الجمهورية مرجحة

وحصل الرئيس الحالي جو بايدن على قبول أداء بلغت نسبته 44%، وبناء عليه يتوقع العديد من الجمهوريين أن يفوزوا بالسيطرة على مجلس النواب عن طريق تحقيق أغلبية ساحقة. ولكن على الرغم من أن الغالبية الجمهورية لاتزال تبدو مرجحة، إلا أن كسب خمس مقاعد في مجلس النواب يمكن أن يحقق الأغلبية للجمهوريين. ويتقدم الديمقراطيون في الوقت الحاضر على الجمهوريين بنسبة 44%على 38% وفق ما قاله الناخبون عندما سئلوا كيف سيصوتون في انتخابات الكونغرس النصفية.

ويمكن أن يساعد كسب الجمهوريين لمقعد واحد على منحهم السيطرة على الكونغرس. ولكن بالنظر إلى مقاعد الكونغرس المختلطة لهذا العام، والحظوظ السيئة للعديد من المرشحين الجمهوريين، فإن حظوظ الجمهوريين في الكونغرس لا تبدو جيدة.

وكانت جميع انتخابات الكونغرس النصفية تركز على الاقتصاد. وبالطبع فإن الاقتصاد الضعيف لهذا العام مهم، ولكن ليس إلى الدرجة التي تطغى على القضايا الأخرى. ولكن ثمة بوادر على تحسن الاقتصاد في الولايات المتحدة. وهبطت أسعار البترول بنسبة 25% منذ يونيو الماضي، ويبدو أن المستهلكين مستسلمون للتضخم المرتفع، ويتعايشون معه.

وثمة قضية تتسم بأهمية كبيرة وهي حقوق الإجهاض. ولا يمكن نزع الحقوق من الأميركيين، سواء كانت حقوق الإجهاض، أو حقوق مدنية، أو حقوق امتلاك الأسلحة، دون أن يؤدي ذلك إلى ردة فعل سياسية عنيفة. وهذا ما يحدث بالضبط هذا العام، لأن قرار المحكمة العليا في شهر يونيو الماضي، يعكس قرارها الصادر في عام 1973 ويضع نهاية لوضع حقوق الإجهاض المحمي دستورياً.

ونحن نرى زيادة حادة في عدد الناخبين الذين يقولون إن الإجهاض سيكون قضية مهمة جداً في تحديد الانتخابات النصفية، خصوصاً بين النساء والناخبين الشبان، الذين يدعمون حقوق الإجهاض والذين يسجلون من أجل الانتخاب بأعداد متزايدة.

وفي فترات انتخاب نصفية أخرى كان الحزب المعارض هو الحزب الأكثر غضباً. وفي العام الجاري، حزب الرئيس بايدن هو الأكثر غضباً. وبلغت نسبة الذين يقولون إنهم سيصوتون ضد المرشح المدعوم من الرئيس السابق دونالد ترامب نحو 45%. وهي نسبة أعلى بكثير من نسبة الذين يقولون إنهم سيصوتون ضد المرشح المدعوم من الرئيس بايدن (نسبتهم 38%).الرئيس يحدد النتيجة

وفي جميع انتخابات الكونغرس النصفية، كان الدعم أو المعارضة للرئيس هو العامل الأهم الذي يحدد النتيجة. وفي هذا العام، يقول نصف الناخبين فقط إن الرئيس بايدن سيلعب دوراً كبيراً في تحديد قرار التصويت. وعندما خاطب بايدن الأمة في خطاب ألقاه في الأول من سبتمبر، أعلن أن القضية المركزية هي التطرف، وأضاف «دونالد ترامب والمجموعات اليمينية المتطرفة التي تدعمه تمثل التطرف الذي يهدد أساس جمهوريتنا»

وتبدو انتخابات نصف الكونغرس لهذا العام بأنها ستكون بمثابة استفتاء على الرئيس السابق ترامب، الذي ربما يرشح نفسه، أكثر منها استفتاء على الرئيس الحالي، الذي ربما يرشح نفسه أيضاً. وحظي الديمقراطيون بالنصر في الانتخابات النصفية عام 2018 عندما كان ترامب في السلطة. وربما تلعب القوى المعادية لترامب دوراً مهماً في خسارة الجمهوريين للانتخابات هذا العام.

الديمقراطيون يتفوقون على رئيسهم

وفي جميع انتخابات الكونغرس النصفية يحدد الرئيس جاذبية حزبه من عدمها. ولكن في هذا العام الحزب الديمقراطي في وضع أفضل من الرئيس الديمقراطي نفسه. ويشير استطلاع «مورننغ كونسلت» إلى أن «الديمقراطيين يتفوقون على رئيسهم من حيث الشعبية» ويشير الاستطلاع إلى أنه بين المستقلين، يتفوق الديمقراطيون في الاقتراع العام بـ30 نقطة أكثر من نسبة قبول الرئيس بايدن. ويبدو أن ثمة شيئاً ما يدفع العديد من الناخبين إلى التصويت للحزب الديمقراطي. وبالطبع ليس الرئيس الديمقراطي.

ويراهن الديمقراطيون بمن فيهم الرئيس بايدن، على أن النفور من الحزب الجمهوري الملوث بالتطرف هو السبب. والدليل على تطرف هؤلاء رفضهم القبول لنتائج انتخابات عام 2020.

استراتيجية ساخرة

وفي انتخابات الكونغرس النصفية الأخرى، يحاول كل حزب الابتعاد عن الشؤون الداخلية للحزب الآخر. ولكن في العام الجاري، ينفق الديمقراطيون عشرات الملايين من الدولارات لمساعدة المرشحين اليمينيين المتطرفين، وكذلك الرافضين لنتائج انتخابات 2020 على هزيمة الجمهوريين الأكثر اعتدالاً. والغرض من ذلك أن الجمهوريين المتطرفين المرفوضين من الناخبين سيكونون هدفاً سهلاً يتغلب عليه الديمقراطيون في انتخابات نوفمبر المقبل. ويبدو ذلك استراتيجية ساخرة، ولكنها تنطوي على المخاطر.

وبعض هؤلاء الجمهوريين المتطرفين يمكن انتخابهم فعلاً، خصوصاً إذا كان عدد كبير من الناخبين قد شعروا بالضجر من الوضع الراهن، وأخذوا يبحثون عن أي مرشح يطرح أجندة «للتغيير».

ولطالما كانت انتخابات الكونغرس النصفية عبارة عن ثلاث حلقات، جميعها عروض جانبية بدون حدث رئيس. وربما تكون عام 2022 مختلفة. ويقول ثلثا الناخبين لهذا العام إنها فعلاً مشكلة معرفة أي الحزبين الذي سيفوز بالسيطرة على الكونغرس. وهذه النسبة ذاتها التي قالت ذلك عام 2018، عندما كان ترامب لايزال في السلطة. وكانت الانتخابات النصفية في عام 2018 تتركز كلها على ترامب. وربما ستكون كذلك هذه المرة.

• ثمة بوادر على تحسن الاقتصاد في الولايات المتحدة. وهبطت أسعار البترول بنسبة 25% منذ يونيو الماضي، ويبدو أن المستهلكين مستسلمون للتضخم المرتفع، ويتعايشون معه.

• حصل الرئيس بايدن على قبول أداء بلغت نسبته 44%، وبناء عليه يتوقع العديد من الجمهوريين أن يفوزوا بالسيطرة على مجلس النواب عن طريق تحقيق أغلبية ساحقة.

* بيل شنايدر ■ أستاذ السياسة والإدارة في جامعة جورج ماسون

الأكثر مشاركة