خبراء يوضحون حقيقة الخطر من محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

أثارت التقارير عن قصف أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، مخاوف من حدوث كارثة نووية، لكن الخبراء مازالوا واثقين من أن خطر وقوع كارثة شبيهة بتشرنوبل منخفض. وتعرّض المصنع الواقع في زابوريجيا الأوكرانية، الذي يخضع لسيطرة القوات الروسية، منذ مارس، للقصف الأسبوع الماضي.

وتبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن الضربات، إذ قالت أوكرانيا إن هجوماً روسياً دمر ثلاثة أجهزة رصد إشعاعية، وتسبب في نقل أحد موظفي المصنع إلى المستشفى مصاباً بشظايا. وسرعان ما أثارت أنباء الضربات إدانة دولية، إذ وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس «أي هجوم» على المنشآت النووية بأنه «انتحاري»؛ بينما حث مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، الطرفين على «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس».

وفي غضون ذلك، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدول الغربية على الفور على فرض عقوبات جديدة على روسيا، مردداً تحذيرات سابقة من كارثة على نطاق واسع مثل التي حدثت في تشيرنوبل في أبريل من عام 1986.

وقال زيلينسكي: «لا ينبغي على العالم أن ينسى تشيرنوبل، وأن يتذكر أن محطة زابوريجيا (محطة الطاقة النووية) هي الأكبر في أوروبا»، متابعاً «كارثة تشيرنوبل هي انفجار في مفاعل واحد فقط، و(محطة) زابوريجيا عبارة عن ست وحدات طاقة».

لكن الخبراء يقولون إن الوضع في زابوريجيا، حيث يتمركز 500 جندي روسي و50 قطعة من المعدات الثقيلة، بما في ذلك الدبابات، وفقاً لأوكرانيا؛ لا يستدعي تحذيرات من حدوث كارثة على مستوى أوروبا.

وقال رئيس الجمعية النووية الأوروبية، ليون سيزيل، إن مخاطر القصف محدودة، نظراً لأن المفاعلات محمية بما يصل إلى 10 أمتار من الخرسانة. وأوضح أن وابلاً من القصف الجوي المستهدف للمحطة، فقط، هو الذي من المرجح أن يخترق جدران المفاعل. وأضاف أن الهجوم على مواقع تخزين الوقود المستنفد سيكون له تأثير محدود، لأن أي مادة مشعة يتم إطلاقها لن تنتقل إلا لمسافة تراوح بين 10 و20 كيلومتراً.

من جهته، وافق المدير المشارك لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، جيمس أكتون، على أن القصف ليس الخطر الحقيقي، مشيراً إلى ضعف أنظمة تبريد المحطة بدلاً من ذلك. وقال: «القياس الصحيح هنا هو فوكوشيما وليس تشيرنوبل».

وتم تصميم محطات الطاقة النووية بأنظمة أمان مستقلة متعددة، بما في ذلك العديد من وصلات الشبكة ومولدات الديزل الاحتياطية. وتستخدم محطة زابوريجيا، أيضاً، بركة رش للتبريد، ما يعني رش الماء في الهواء الخارجي لخفض درجة حرارته.

وقال أكتون إن «بعض مرافق المحطة، في الواقع، معرضة للخطر نسبياً، لأنها يجب أن تكون على اتصال بالعالم الخارجي»، ما يجعلها أهدافاً محتملة للهجوم. ويوافق أكتون وغروسي على أنه حتى في أسوأ السيناريوهات - إذا فشلت أنظمة التبريد، ما يؤدي إلى انهيار المفاعل - فلن يتسبب ذلك إلا في أضرار جسيمة على المستوى المحلي، وسيؤثر في قطر يبلغ 60 كيلومتراً، تقريباً.

وقال أكتون: «ستكون مأساة للسكان المحليين»، حتى لو لم تتسبب في وقوع إصابات فورية، ولكن «بالنسبة لنا في أوروبا، سيكون حدثاً غير مهم للغاية، من حيث العواقب على الصحة أو أي شيء آخر على البيئة».

فلماذا تتهم روسيا وأوكرانيا بعضهما بعضاً بالقصف وتؤكدان على مخاطر وقوع كارثة؟

وفي ذلك يقول كبير مديري السياسات في مركز الحد من التسلح وعدم الانتشار، وهو منظمة غير ربحية، جون إيراث، إنه بالنسبة لروسيا، هذه طريقة «لرفع المخاطر لزيادة المخاوف (المحلية)، ولتسليط الضوء على أهمية مواصلة العملية العسكرية».

وقد تكون استراتيجية «اللعب على المخاوف الغربية من وقوع كارثة نووية، وتقويض الإرادة الغربية لتقديم دعم عسكري إضافي لأوكرانيا»، وفقاً لتحليل من معهد دراسة الحرب نُشر الأسبوع الماضي. أما بالنسبة لأوكرانيا، فإن الهدف هو بناء «تعاطف شعبي» حول المصنع الذي تم الاستيلاء عليه، وفقاً لإيراث.

• ضعف أنظمة تبريد المحطة هو الخطر الحقيقي.

• مخاطر القصف محدودة، نظراً لأن المفاعلات محمية بما يصل إلى 10 أمتار من الخرسانة؛ ووابل من القصف الجوي المستهدف للمحطة، فقط، هو الذي من المرجح أن يخترق جدران المفاعل.

• 60 كيلومتراً هو قطر الدائرة التي ستتأثر بالإشعاعات في حال حدوث كارثة.

• 5.7 غيغاواط هي السعة الكهربائية الصافية لوحدات زابوريجيا الست.

 

5 حقائق

أصبحت محطة الطاقة زابوريجيا، في أوكرانيا، محط اهتمام في الحرب، بعد أن اتهمت كييف روسيا بقصف المحطة مرة أخرى، وإلحاق الضرر بأجهزة استشعار الإشعاع. وتعرّض المصنع الواقع في الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية للقصف.

وفي ما يلي خمس حقائق عن أكبر منشأة نووية في أوروبا:

- زابوريجيا هي أكبر أربع محطات للطاقة النووية في أوكرانيا، والتي توفر مجتمعة نحو نصف الكهرباء في البلاد.

- قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الحرب الروسية ضد أوكرانيا في 24 فبراير كانت المرة الأولى التي تندلع فيها حرب في بلد به مثل هذا البرنامج النووي الضخم والراسخ.

- تمتلك كل وحدة من وحدات زابوريجيا الست سعة كهربائية صافية تبلغ 950 ميغاواط، أو ما مجموعه 5.7 غيغاواط، وفقاً لقاعدة بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتم توصيل الوحدة الأولى بالشبكة عام 1984، والأخيرة عام 1995.

- المحطة ذات أهمية استراتيجية لروسيا، لأنها تبعد نحو 200 كيلومتر فقط عن شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014. وقد استولت القوات الروسية على المصنع بداية الحرب، لكنه لايزال يديره فنيون أوكرانيون.

- وقعت قذائف على خط كهرباء عالي الجهد في المنشأة، الجمعة، ما دفع مشغليها إلى فصل المفاعل، على الرغم من عدم اكتشاف أي تسرب إشعاعي.

الأكثر مشاركة