صحافة الـ «لايف ستايل» تكتسح

إحدى ثمار جائحة «كوفيد-19»، هي أن صحافة الـ«لايف ستايل» أو «أنماط الحياة»، كسبت المباراة وأصبحت الآمر الناهي في بلاط صاحبة الجلالة، بعد أن أصبحت الأخيرة ذاتها في خدمة أبسط وأتفه احتياجات الإنسان البسيط.

يعرّف موقع «أي جي أي غلوبال» صحافة الـ«لايف ستايل» بأنها هي تلك «التي تعرّف القارئ ماذا يأكل، وماذا يشرب، وماذا يلبس»، وعلاوة على ما سبق يمكن إضافة أنها معنية بماذا يتسلى، وكيف يتريض، وكيف تختار الفتاة تسريحة شعرها، والشاب «نيولوكه»، بل وكيف يجلس أثناء مقابلته الوظيفية، وأي قميص يرتدي وهو ذاهب إلى المقابلة، وطبيعة الابتسامة التي يمكن أن يرسمها أثناء المقابلة.

تقول الكاتبة الأميركية، ميشال كوخ مورلو، إن «صحافة الـ(لايف ستايل) هي الأكثر تحدياً في الكتابة وإن الخديعة تكمن في أن الصحافي باختيارها، يعتقد أنه انتقل من الصحافة الصعبة، إلى الصحافة الخفيفة»، وتشير إلى أن «هذا النوع من الصحافة، عكس السائد، يحتاج إلى مزيد من القوة الذهنية، لأنه يتطلب علاوة على المعلومة، لمسة خيال، كما أن الصحافي في هذا المجال، يعمل في منطقة المشاعر والأمزجة مع إمساكه في الوقت نفسه بالحقائق والأرقام، كما أن هذا النوع من الصحافة لا يخلو من التسويق الخفي أو الناعم، كما أن الصحافي في هذا الحقل، يعمل في مساحة لها قارئها المؤكد، فموضوع صحافي عن الاحتباس الحراري، أو ضبط الأسلحة الخفيفة، لن يجتذب بالتأكيد العدد نفسه من القراء في موضوع يخص احتياجات القارئ المباشرة من طعام، أو لباس، أو سلوك».

وترى الصحافية رئيس تحرير مجلة «أيقونة» المعنية بصحافة الـ«لايف ستايل»، سيلفيا النقادي، أن «جائحة كورونا أعادت نسج محتوى صحافي يمس حياة الناس عن قرب، وفي وقت كان صعب فيه تغطية أخبار الجائحة (بلا حذر)»، وتضيف النقادي أن «صحافة الـ(لايف ستايل) كانت قادرة على توفير إجابات أسئلة مهمة تتعلق بكيفية ممارسة الحياة تحت تهديد الجائحة، وكانت مهمومة بالإجابة عن السؤال الأهم الذي يتردد في كل بيت وهو: كيف نعيش؟».

ويضيف خبراء أسباباً أخرى لتسيد صحافة الـ«لايف ستايل»، منها افتقاد الناس للاهتمام بالقضايا الكبرى، بل أن كثيراً منهم حتى يبحث وسط تغطيات هذه القضايا عما يخصه شخصياً منها، مثل تأثيرها في أسهم له أو سفر ابنه للتعليم في هذه المنطقة أو تلك أو ما شابه، كما أن ملل الناس من الحروب والأوبئة والمشكلات خلق منهم كائنات فردانية تبحث أكثر عن التسلية والمتعة. وسط كل هذا التسليم بأهمية النوع من الصحافة يقفز السؤال، لكن هل الصحافة وحدها هي القادرة على تملك إعلام الـ«لايف ستايل»؟ أليس المدونات مثلاً، بحكم شخصانيتها وفردانيتها هي الأقرب على اختطافه؟ سؤال مهم، لكن إجابته متروكة للأيام.

 

الأكثر مشاركة