وزير الخارجية الفنلندي.

وزير الخارجية الفنلندي: حرب أوكرانيا تُجبر هلسنكي على التوجه نحو «الناتو»

تحدّث وزير الخارجية الفنلندي، بيكا هافيستو، عن الأسباب التي دفعت بلاده إلى الانضمام الكامل لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وقال في مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي» إن بلاده ترغب في الانضمام إلى «الناتو» نتيجة حرب أوكرانيا، وإن ذلك سيجلب لها مزيداً من الأمن. وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:

• عام 2014 أيد ربع سكان فنلندا فقط الانضمام إلى «الناتو» حتى وقوع حرب أوكرانيا، لماذا تغيرت الآراء بسرعة الآن؟

•• أعتقد أن آراء الناس تغيرت منذ الهجوم الروسي على جورجيا، وكذلك احتلال القرم، وتغيرت سريعاً بعد الحرب على أوكرانيا. وذلك نتيجة ثلاثة عوامل: الأول، تزايد استعداد موسكو للمخاطرة بأمنها وحياة جنودها، والذي أصبح الآن أكبر من أي وقت مضى، كما هي الحال في حرب أوكرانيا. والثاني، قدرة روسيا على حشد نحو 100 ألف جندي في بقعة واحدة دون إعلان التعبئة الشاملة في جيشها، وهذا أعتبره غير عادي.

والثالث، هو الحديث الروسي عن الأسلحة غير التقليدية، والأسلحة النووية التكتيكية وحتى الكيماوية، وهذا وضع جديد في أوروبا.

• ما هي إجراءات انضمام فنلندا إلى الحلف، وماذا سيحدث بعد ذلك؟

•• قدمت وزارة الخارجية ورقة بيضاء إلى البرلمان، تتعلق بالوضع الأمني بعد 24 فبراير، أي بعد حرب أوكرانيا. وأصبحت هذه الورقة مثار نقاش البرلمان. وسيتمحور رأي البرلمان حول المناخ الأمني، إضافة إلى إمكانية تقديم النصح بالانضمام إلى «الناتو». وعندما ينتهي البرلمان من تداولاته ستكون الحكومة مستعدة عملياً لتقديم ورقة بيضاء أخرى تلخص الخطوات اللازمة. وهي مسألة معقدة، ولكن الأمور تجري نحو الأمام.

• ما إيجابيات الانضمام إلى «الناتو»؟

•• أعتقد أن الأمر الأهم هو الأمن الإضافي الذي سيجلبه «الناتو». ولدينا 280 ألف جندي احتياطي، إضافة إلى جيش من الخدمة الإلزامية، والذي يعتبر أحد أقوى الجيوش في أوروبا. وطلبنا شراء طائرات «إف-35» من الولايات المتحدة، وقمنا بتحديث معدات جيشنا. ويكمن ضعفنا أمام التهديدات الكيماوية والنووية فقط، وهو الأمر الذي لا نستطيع معالجته بأنفسنا.

• ما النتائج المترتبة على خسارة روسيا لحيادية فنلندا بعد انضمامها إلى «الناتو»؟

•• بالطبع عند الانضمام إلى «الناتو» سيتغير المشهد العسكري في منطقة بحر البلطيق، الأمر الذي سيتطلب رداً معيناً من ناحية روسيا، لأنه في هذه الحالة سيكون حلف «الناتو» على الحدود الروسية، الأمر الذي سيتطلب من موسكو تغيير خططها. ونحن نتفهم ذلك، إذ إن روسيا ستعزز قدراتها النووية في بحر البلطيق.

• هل تشعرون بالقلق من حدوث أي شيء في الفترة التي تسبق شهر يونيو، موعد انضمامكم الفعلي إلى الحلف؟

•• بالطبع علينا أن نكون مستعدين لكل شيء.

• هل حدث وجود طلعات روسية جوية فوق بلادكم اعتُبرت استفزازية؟

•• نعم حدثت مثل هذه الطلعات في غوتلند، في السويد في الربيع الماضي.

• كيف تصف العلاقات الروسية الفنلندية حالياً؟

•• أصفها بأنها رسمية، فالسلطات الحدودية لدى البلدين تتعاونان في القضايا الضرورية.

• أدرك بأن القطار المعروف باسم «اليغرو» الذي يصل بين البلدين قد توقف الآن. هل هذا صحيح؟

•• نعم توقف «اليغرو» نتيجة العقوبات ضد روسيا.

• هل هناك أي تعاون مع روسيا وعلى أي مستوى؟

•• نحن نواصل التعاون مع الروس في القضايا الحدودية. ونرغب برؤية مزيد من حركة المواطنين بين البلدين، ولكن هذا الأمر يبدو صعباً حالياً، نظراً للسيطرة المشددة التي يفرضها الروس من جانبهم. وأتمنى أن تعود العلاقات ذات يوم إلى حالتها الطبيعية كما كانت في السابق، وأن يعود السياح من البلدين إلى تبادل الزيارات، ولكن ذلك يبدو مستحيلاً في الوقت الحالي.

• ما رأيك بإعادة انتخاب إيمانويل ماكرون في فرنسا. هل تشعر بالراحة لذلك؟

•• بالطبع، إذ إنه يوجد تعاون وثيق للغاية مع فرنسا.

• عند الانضمام إلى «الناتو» سيتغير المشهد العسكري في منطقة بحر البلطيق، الأمر الذي سيتطلب رداً معيناً من ناحية روسيا، لأنه في هذه الحالة سيكون حلف «الناتو» على الحدود الروسية، الأمر الذي سيتطلب من موسكو تغيير خططها.

 

الأكثر مشاركة