ميركل امرأة قوية قادت بلادها بحكمة خلال 16 عاماً. عن المصدر

كاتب سيرة يكشف الجانب الغامض من أنغيلا ميركل

كثيراً ما ترفض المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها، أنغيلا ميركل، بشكل روتيني إجراء أي مقابلة للحديث عن نفسها. ويبدو أن ميركل لم تحتفظ بأي سجلات يومية تتحدث عن تحركاتها وممارساتها، ولم تترك أي أثر من الرسائل القلبية. وترفض الكشف عن أمورها الشخصية، ما دفع العديد من أقربائها لعدم التعاون مع الصحافة للحديث عنها. ولم يتحدث شقيقاها أبداً عن أمور تخصها. وأصدر زوجها السابق بياناً عاماً واحداً للدفاع عن قرارها المثير للجدل في عام 2015 بقبول تدفق اللاجئين.

وتمثل ميركل شخصية غامضة حتى بعد قضائها في السلطة وقتاً طويلاً، بما في ذلك أربع سنوات ظهرت فيها كقائدة غير رسمية للغرب ضد القوى اليمينية المتصاعدة في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.

لكن لحسن الحظ استطاعت الكاتبة، كاتي مارتون، استغلال أصول شخصية كبيرة لفهم ميركل، وسجلت ذلك في كتابها «المستشارة: ملحمة الأوديسة الرائعة، أنغيلا ميركل»، ويأتي هذا الكتاب في الوقت الذي تستعد فيه المستشارة لتترك منصبها بعد أن قضت فيه 16 عاماً، وهو رقم قياسي لم ينافسها فيه خلال القرن الماضي فقط سوى المستشار السابق، هلموت كول.

تشكل الشخصية

تشكلت شخصية ميركل من خلال تناقضات طفولة غريبة وغامضة، والدها المنعزل القس اللوثري اختار أن ينقل عائلته إلى ألمانيا الشرقية من الغرب، في وقت كان العديد من الألمان الشرقيين يائسين من بلادهم ويريدون التوجه للاتجاه المعاكس. ويعكس حذرها ورغبتها في الصمت، وإدراكها الشديد لاستخدام وإساءة استخدام السلطة، الدروس المستفادة لابنة قس من ألمانيا الشرقية الملحدة، والتي كانت دولة بوليسية خاضعة للسيطرة السوفييتية.

تعلمت ميركل أن تستمع أكثر من أن تتكلم، وأن تكون «واقعية حذرة» بدلاً من «مثالية ساخطة»، وأن تدع الآخرين يأخذون الفضل منها لكي توطن نفسها بأن تكون قاسية عندما يتطلب الأمر ذلك. كانت بوليسية بشكل غير محتمل - امرأة وعالمة أبحاث من ألمانيا الشرقية، وشخص غير قادر دستورياً على إلقاء خطاب ملهم. صعودها إلى السلطة، وتمسكها بالسلطة، لم يكن يعتقد أحد أن يكتب له النجاح. ومع ذلك استطاعت أن تنجح فيه.

ملحمة

تؤرخ هذه السيرة الذاتية لـ«ملحمة ميركل الرائعة»، حيث كانت تنسج حياتها المهنية وفقاً لسياق السياسة الأوروبية في ذلك الوقت. الجانب الشخصي من تلك الرحلة ظل مترابطاً بآلاف الخيوط من التفاصيل التي كشفت عنها الكاتبة. ولكن حتى في عصر وفرت فيه وسائل التواصل الاجتماعي إمكانية التدقيق في كل لحظة وكل حركة للقادة الدوليين، تمكنت ميركل الخاصة جداً من إبقاء جزء من شخصيتها بعيداً عن الأنظار.

الأكثر مشاركة