ظاهرة جديدة جلبها وباء «كورونا»

صحافة عالمية.. الشعب الأميركي يعاني مشكلة الأمن الغذائي

صورة

أظهر استطلاع حديث للرأي أن العديد من الأميركيين لايزالون يواجهون انعدام الأمن الغذائي، ولا يحصلون على ما يحتاجونه من المنتجات الطازجة، حيث يشكل نقص الوعي ببرامج المساعدة الحكومية أكبر العوائق أمامهم. ويقول أميركيون ظلوا يكافحون لإطعام أسرهم خلال العام الوبائي الماضي، إنهم واجهوا صعوبة في معرفة كيفية الحصول على المساعدات الحكومية، وواجهوا أيضاً صعوبة في العثور على الأطعمة الصحية التي يمكنهم تحمل كلفتها.

وأظهر استطلاع نظمته وكالة «أسوشيتد بريس»، ومركز «إن أو آر سي» لشؤون الأبحاث العامة، و«امباكت جينوم»، أن 23٪ من الأميركيين يقولون إنهم لم يتمكنوا من الحصول على ما يكفي من الطعام أو أنواع الأطعمة التي يريدونها. واشترك معظم الذين يواجهون تحديات غذائية في برنامج مساعدات غذائية حكومي أو غير ربحي في العام الماضي، لكن 58٪ منهم مازالوا يواجهون صعوبة في الوصول إلى خدمة واحدة على الأقل من هذا البرنامج.

ويقول 21٪ من البالغين الذين يواجهون تحديات في تلبية احتياجاتهم الغذائية إنهم لم يتمكنوا من الحصول على أي مساعدة على الإطلاق. وكان التحدي الأكثر شيوعاً للمحتاجين هو الافتقار الأساسي للوعي بمدى أحقيتهم بالخدمات الحكومية وغير الربحية.

وترسم نتائج الاستطلاع صورة قاتمة لدولة تجد فيها مئات الآلاف من الأسر نفسها فجأة غارقة في انعدام الأمن الغذائي بسبب الاضطراب الاقتصادي لوباء «كوفيد-19». وغالباً ما تجد هذه الأسر نفسها تتعامل مع البيروقراطية المخيفة لبرامج المساعدة الحكومية مع معرفتهم المحدودة ببنوك الطعام المحلية أو الخيارات الخيرية الأخرى المتاحة.

ووفقاً للاستطلاع، من المرجح بشكل خاص أن يواجه الأميركيون السود والإسبان، والأميركيون الذين يعيشون تحت خط الفقر الفيدرالي والشباب تحديات غذائية.

بالنسبة إلى ربة المنزل أكاسيا بارازا في لوس لوناس، وهي بلدة ريفية بمنطقة ألبوكيرك، نيو مكسيكو، كان التحدي يتمثل في العثور على إمدادات ثابتة من الفواكه والخضراوات الطازجة في حدود ميزانية الأسرة لابنها البالغ من العمر عامين أثناء الإغلاق. وتركت بارازا عملها كنادلة قبل انتشار الوباء عندما ولدت ابنها. وقالت إنها فكرت في العودة إلى العمل، لكن النقص في خدمات رعاية الأطفال مع انتشار الوباء جعل ذلك مستحيلاً. وتعيش بارازا على راتب زوجها الذي يعمل ميكانيكياً بينما تتلقى المساعدة من البرنامج الحكومي من خلال قسائم الطعام.

وعلى الرغم من المساعدة الحكومية، قالت بارازا إنها لاتزال تسعى جاهدة للعثور على مصادر بأسعار معقولة للخضراوات الطازجة، وتبحث بنشاط في الأسواق المحلية عن صفقات مثل كيس من السبانخ الطازج مقابل 2.99 دولار.

حتى أولئك الذين لم يفقدوا دخلهم أثناء الوباء يضطرون إلى ضغط ميزانيتهم الغذائية في نهاية الشهر. تقول تريليسيا مورنس، التي تعمل في خدمة العملاء في إحدى الشركات في تكساس عبر الهاتف، إنها تمكنت من العمل من منزلها دون انقطاع، وتكسب الكثير من المال، الذي يؤهلها لبرنامج قسائم الطعام الحكومية، ولكن كل ذلك لا يكفي لإطعام الأسرة بسهولة.

واضطرت لتعليم أبنائها عن بعد بسبب مخاوف من تفشي «كوفيد-19» في المدارس، وتسبب ذلك في حرمانهم من وجبات الغذاء المدرسية. وتمنعها مسؤوليات عملها من الحصول على وجبات غذاء مجانية تقدمها المنطقة التعليمية. وتعتني بأخيها المعاق الذي يعيش معهم ويحصل بالفعل على مخصصات برنامج قسائم الطعام الحكومية، لكن مورنس قالت إن مبلغ 284 دولاراً في الشهر «لا يكفي إلا لنحو أسبوع ونصف الأسبوع».

وقالت رادها موثيا، رئيسة بنك الطعام في «كابيتال إيريا» في واشنطن، إن المعاناة التي انعكست في الاستطلاع هي دليل على ظاهرة جديدة جلبها الوباء، فالعائلات التي ليس لديها خبرة في انعدام الأمن الغذائي أصبحت فجأة في حاجة ماسة للمساعدة، وتفتقر لمعرفة خيارات المساعدة أو خبرة في الاتصال ببرامج المساعدة الحكومية. وأضافت: «أصبح كل شيء جديداً بالنسبة لهم. العديد من الأفراد والأسر، خصوصاً أولئك الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي لأول مرة أصبحوا غير مدركين لمجموعة الخيارات الكاملة المتاحة لهم».

ترسم نتائج الاستطلاع صورة قاتمة لدولة تجد فيها مئات الآلاف من الأسر نفسها فجأة غارقة في انعدام الأمن الغذائي، بسبب الاضطراب الاقتصادي لوباء «كوفيد-19».

يقول 21٪ من البالغين الذين يواجهون تحديات في تلبية احتياجاتهم الغذائية إنهم لم يتمكنوا من الحصول على أي مساعدة على الإطلاق.

تويتر