بطء التطعيم وعدم احترام التدابير أهم الأسباب

خبراء الصحة يخشون تكرار السيناريو الهندي في إفريقيا

تأمل «كوفاكس» تلقيح 20% من سكان الدول الأكثر حرماناً. أرشيفية

تدق جميع السلطات الصحية في بلدان إفريقية ناقوس الخطر، وبدأت التحضير لحماية القارة من سيناريو هندي محتمل، وفي إفريقيا تتجه كل الأنظار إلى الهند، وفي ذلك يقول مدير مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، الذي يقدم تقاريره إلى الاتحاد الإفريقي، جون نكينجاسونغ: «نشاهد بذهول كامل ما يحدث في الهند، والوضع هناك مقلق للغاية بالنسبة لنا كقارة»، ويخشى المسؤول الإفريقي أن تغرق القارة السمراء بسرعة كبيرة في أزمة صحية بسبب عدوى فيروس «كورونا». ومن المتوقع أن يجتمع قادة 55 دولة لاتخاذ إجراءات عاجلة إذا لزم الأمر، لتجنب وضع مشابه لما يجري حالياً في الهند. وأضاف نكينجاسونغ: «إنه يعزز فكرة أننا كقارة يجب أن نكون مستعدين». وإفريقيا، التي تعاني هياكلها الصحية من الهشاشة، نجت نسبياً، حتى الآن، من فيروس «كورونا»، حيث سجلت رسمياً حالات بنسبة 3.1% من إجمالي السكان، ونحو 4% من الوفيات، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض في إفريقيا.

تدابير صارمة

واتخذت الهند، مثل العديد من البلدان الإفريقية، تدابير صارمة في بداية الوباء، وتمكنت من النجاة نسبياً، على الرغم من ازدحام مدنها، ونظامها الصحي المتهالك، لكن ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، وهو عدد يضاهي سكان إفريقيا، تواجه منذ أيام ارتفاعاً قياسياً لمرضى «كورونا»، وهذا ناجم بشكل خاص عن سلالة جديدة من الفيروس، والتجمعات الجماهيرية، والهند، التي سجلت 3645 حالة وفاة في 24 ساعة، حطمت الأرقام القياسية العالمية للعدوى، بنحو 380 ألف إصابة جديدة.

وحذر نكينجاسونغ من أن ما يحدث حالياً في الهند هو إنذار لإفريقيا «لا يمكننا أن نبقى غير مبالين بما يحدث في الهند»، متابعاً: «يجب أن نتصرف الآن بحزم وبشكل جماعي»، وقد دعا مركز السيطرة على الأمراض في إفريقيا، إلى العودة إلى التطبيق الصارم للتدابير الاحترازية والوقائية، ويضيف مدير المركز: «الأقنعة تعمل، وهي اللقاحات الوحيدة التي لدينا».

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن خطر عودة ظهور جائحة «كوفيد-19» لايزال مرتفعاً، في العديد من البلدان الإفريقية بسبب عدم احترام تدابير الصحة العامة، ويُضاف إلى عدم احترام تدابير الصحة العامة عقد التجمعات الجماهيرية، وانخفاض معدلات الفحص والتطعيم، وفقاً للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، في برازافيل.

لا ركون للراحة

من جهته، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا، ماتشيديسو مويتي: «لا يمكننا السماح لأنفسنا بأن نركن إلى الراحة، في شعور زائف بالأمان»، موضحاً «إن الزيادة المدمرة في الحالات والوفيات في الهند، والارتفاع الواضح الذي شوهد في أجزاء أخرى من العالم، هما علامتان واضحتان على أن الوباء لم ينتهِ بعد في البلدان الإفريقية».

ويمثل الارتفاع الجديد في الإصابات بفيروس «كورونا» خطراً حقيقياً في العديد من البلدان، حتى لو بدا عدد الحالات في المنطقة مستقراً في الأسابيع الأخيرة، خصوصاً أن الصعوبات التي تواجهها الهند تؤثر بشكل مباشر في حملات التطعيم بإفريقيا، وقد توقف معهد «سيروم إنستيتيوت» في الهند، الذي يصنع لقاحات «أسترازينيكا» لمبادرة التضامن الدولي «كوفاكس»، عن التصدير لأسابيع عدة من أجل تلبية الطلب المحلي، ومع ذلك فإن هذا اللقاح غير المكلف وسهل النقل، يشكّل اليوم الجزء الأكبر من التطعيمات.

وتأمل «كوفاكس» تسليم 238 مليون جرعة إلى 142 دولة مشاركة، بحلول 31 مايو، والهدف هو تلقيح 20% على الأقل من سكان 92 دولة الأكثر حرماناً بحلول نهاية العام. وتم حتى الآن إعطاء 17 مليون جرعة فقط في إفريقيا، بما فيها 8.9 ملايين جرعة في المغرب، والبلدان الآخران اللذان لديهما أكبر عدد من التطعيمات هما نيجيريا وإثيوبيا.

ويحاول الاتحاد الإفريقي الحصول على لقاحات خارج برنامج «كوفاكس»، وأعلنت شركة «جونسون آند جونسون»، في مارس، أنها ستوفر نحو 400 مليون جرعة من لقاحها المتاح على شكل جرعة واحدة، في إفريقيا، لكن لا يُتوقع تسليم أول دفعة حتى الربع الثالث من عام 2021.

شكوك

وحصلت جنوب إفريقيا على لقاحات «جونسون آند جونسون»، لكن علقت التطعيم بعد أن حثّ المسؤولون الأميركيون على أخذ استراحة بسبب الشكوك المحيطة في حالات جلطات الدم، وكما أشار مركز مكافحة الأمراض في إفريقيا فإن التردد في أخذ اللقاحات، التي تم إعطاء 17.9 مليون جرعة منها، أسهم أيضاً في التأخير. واضطرت بعض البلدان، بما فيها جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى إعادة الجرعات التي كانت تقترب من تاريخ انتهاء صلاحيتها، بسبب نقص الراغبين في التلقيح.


400

مليون جرعة من لقاح «جونسون آند جونسون»، سيتم توفيرها في إفريقيا.

- تمّ حتى الآن إعطاء 17 مليون جرعة فقط في إفريقيا، بما فيها 8.9 ملايين جرعة في المغرب، والبلدان الآخران اللذان لديهما أكبر عدد من التطعيمات هما نيجيريا وإثيوبيا.

تويتر