«مسبار الأمل» سيلقي نظرة شاملة على الكوكب الأحمر

تمكّن «مسبار الأمل» من التغلب على الصعاب، في الوصول إلى المريخ، في وقت فشلت فيه نصف المهمات، منذ توجه البشر أول مرة إلى الكوكب الأحمر، في الستينات. وكان ذلك ضمن حسابات فريق العمل الإماراتي، منذ البداية. وتهدف المهمة الإماراتية إلى إلهام الشباب في الوقت الذي تحاول فيه الدولة تنويع أنشطة الإنتاج واحتضان صناعات جديدة.

وتعاونت العديد من المؤسسات الأميركية في مشروع المسبار، وقضت الإمارات سنوات في التحضير للمهمة من خلال التحدث مع مهندسي المريخ ذوي الخبرة. ولكن كان هناك توتر وعنصر عدم اليقين مع اقتراب لحظة الوصول. ومن بين المعاهد الأميركية المشاركة في المشروع، معمل فيزياء الغلاف الجوي والفضاء، في جامعة كولورادو.

واتبع المسبار، الذي يبلغ وزنه 1350 كيلوغراماً، مساراً إهليلجياً للغاية، يراوح من 1000 إلى 49 ألف كيلومتر من السطح. وسيتم اختبار ومعايرة أدوات المسبار الثلاث (كاميرا ملونة عالية الدقة، ومقياسان للطيف - الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء)، بينما ستضع المركبة الفضائية نفسها تدريجياً في مدارها النهائي (المقرر في أبريل)، على ارتفاع محدد.

ويقول مدير أبحاث المركز الوطني للبحث العلمي في مختبر الأرصاد الجوية الديناميكي في معهد بيير سيمون لابلاس، فرانسوا فورجيه، إن هذه المهمة «غير مسبوقة بطموح علمي حقيقي»، وأضاف الباحث الفرنسي وعضو الفريق العلمي للبعثة، أن هذه هي المهمة الأولى التي توفر «رؤية كاملة لنظام الطقس في جميع مناطق الكوكب الأحمر في جميع أوقات اليوم»، وسيلاحظ المسبار، على وجه الخصوص، التغيرات في مناخ المريخ بين الغلاف الجوي العلوي والسفلي، وعلى كامل سطح الكوكب، في أي وقت من اليوم وخلال جميع فصول السنة.

ومن هذا المسار، الذي لم تسلكه أي مركبة فلكية أخرى من قبل، ما يشكل ميزة واضحة للبعثة العلمية، سيستفيد «مسبار الأمل» من رؤية شاملة للكوكب الأحمر. وبالتالي سيكون قادراً على استكشاف غلافه الجوي، ورسم خريطة له في جميع النقاط، وفي أوقات مختلفة من اليوم، لمدة عام مريخي واحد، على الأقل (أي نحو عامين على الأرض)، وبالتالي جميع الفصول. وسيقوم المسبار بعد ذلك بدراسة ديناميكيات الظواهر المناخية على المريخ، وكذلك طريقة تسرب الأكسجين والهيدروجين إلى الفضاء. وسيقوم المسبار بدورة حول المريخ كل 55 ساعة، وسيرسل صورة كاملة للكوكب كل تسعة أيام.

 

الأكثر مشاركة