الفضاء مجال حيوي بالنسبة لجيش الولايات المتحدة

سباق الفضاء على قدم وساق.. وروسيا في المركز الأول

صاروخ سايوز الروسي يعتمد عليه العالم للصعود إلى محطة الفضاء الدولية. أ.ف.ب

من القطب الشمالي إلى أفغانستان، تشكل روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين تهديداً لمصالح الأمن القومي الأميركي. وتستمتع روسيا في كل المناسبات بإيصال الولايات المتحدة الى حالة من الإحباط. وخلال السنوات الأخيرة، تضمنت قائمة الأعمال العدوانية التي قامت بها موسكو والتي تعارض مصالح الولايات المتحدة، غزو واحتلال أجزاء من جورجيا وأوكرانيا، والتدخل في الانتخابات الأميركية، والألمانية، والفرنسية والبريطانية، إضافة إلى انتخابات أخرى. وأسقطت طائرة تجارية ماليزية، وسمّمت اشخاصاً عدة من معارضيها على الأراضي البريطانية، وقامت بمناورات خطرة تنطوي على تهديد لمصالح الغرب في البحر والسماء، وشاركت في الحرب الأهلية في سورية، حيث قامت بدعم الرئيس السوري بشار الأسد، كما دعمت رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو.

وإزاء ذلك قامت واشنطن باتخاذ خطوات مهمة تتناسب مع أعمال روسيا، وتبنت سياسات تهدف إلى الضغط على الحكومة الروسية. ولكي ننسب الفضل لإدارة ترامب حيث تستحق، فإن سياستها للرد على أعمال روسيا كانت قوية، حيث اتخذت هذه الإدارة أقوى المواقف السياسية ضد روسيا منذ نهاية الحرب الباردة.

وأحد هذه الضغوط المستقبلية التي يمكن أن توظفها الولايات المتحدة ضد روسيا هو التوقف عن اعتمادها على الصواريخ الروسية، للقيام برحلات ذات طبيعة أمنية مهمة الى الفضاء.

وبالطبع فإن الفضاء مجال حيوي بالنسبة لجيش الولايات المتحدة، ومنظومة المخابرات التابعة لها، إضافة إلى اقتصادها. وتتركز الاستخدامات العسكرية الأميركية في الفضاء في مجال الاتصال والقيادة والسيطرة. وأما الوسط الاستخباراتي فإنه يجمع الإشارات والمعلومات الاستخباراتية الجيو - فضائية من الفضاء. ويعتمد اقتصادنا على الفضاء من أجل تطبيقات مهمة في معظم نواحي الحياة اليومية الأميركية، مثل تطبيق تحديد الموقع «جي بي إس».

وفي الحقيقة فإن التهديدات الروسية لمصالح الفضاء الأميركية تنطوي على أبعاد متعددة. ويواصل الجيش الروسي ووكالة الفضاء التابعة له إجراء الكثير من التطوير ونشر الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية، التي تحمل قدرات عدوانية. وكان بوتين قد أعلن أن الأسلحة الفضائية «مقبولة أكثر من الناحية السياسية والعسكرية».

وقلة من الأميركيين يدركون أنه حتى في أيامنا هذه فإن القوات الجوية الأميركية تستخدم صاروخاً مزوداً بمحرك روسي من أجل إطلاق تجهيزات مهمة بالنسبة للأمن القومي الى الفضاء. ولكن من الناحية القانونية يجب على الولايات المتحدة التوقف عن استخدام صواريخ فضاء تعتمد على محركات صاروخية روسية بحلول 31 ديسمبر 2022. وعمل الكونغرس الأميركي على إنهاء عملية استخدام المحركات الصاروخية الروسية، بحيث يكون البديل مصنوعاً في أميركا بصورة شاملة، بهدف تقليل الاعتماد الخطر على روسيا من أجل إطلاق الصواريخ.

وتقوم القوات الجوية الأميركية حالياً باختيار صواريخ مصنوعة أميركياً بصورة شاملة، والتي يمكن أن تؤمّن إطلاق الرحلات الفضائية المقبلة خلال معظم العقد المقبل. وسيكون لمثل هذا الصاروخ معانٍ عميقة بالنسبة لصناعة الفضاء الوطنية الأميركية. ويجب على واشنطن أن تعمل بسرعة قصوى كي تصبح الولايات المتحدة قادرة على إطلاق مراكبها الفضائية إلى الفضاء بنفسها، لأن مزيداً من التأجيل يمكن أن يعزز قوة بوتين ويقوّض أمننا القومي.

آندي كيسر مستشار سابق للجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي


أحد الضغوط المستقبلية التي يمكن أن توظفها الولايات المتحدة ضد روسيا هو التوقف عن اعتمادها على الصواريخ الروسية، للقيام برحلات ذات طبيعة أمنية مهمة إلى الفضاء.

تختار القوات الجوية الأميركية حالياً صواريخ مصنوعة أميركياً بصورة شاملة، والتي يمكن أن تؤمّن إطلاق الرحلات الفضائية خلال معظم العقد المقبل.

تويتر