بيونغ يانغ هددت بالقيام به رداً على التهديدات الأميركية

تأثيرات كارثية في الحياة جراء تفجير قنبلة هيدروجينية في المحيط الهادي

انفجار قنبلة هيدروجينية في المحيط الهادي عام 1952 قرب جزر مارشال. أرشيفية

أدت الاتهامات المتبادلة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية إلى ظهور نوع جديد من التهديدات، ففي يوم الثلاثاء الماضي، خلال خطابه في الأمم المتحدة، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن حكومته يمكن أن تقوم «بتدمير كوريا الشمالية بصورة شاملة» إذا كان ذلك ضرورياً من أجل حماية الولايات المتحدة وحلفائها.

زيادة التوتر

يرجح أن يؤدي حديث بيونغ يانغ عن اختبار محتمل بالقنبلة الهيدروجينية في المحيط الهادي، إلى زيادة التوتر السياسي، ويسهم في زيادة الجدل المتزايد دائماً بشأن القدرات الحقيقية لبرنامج كوريا الشمالية النووي. من المؤكد أن إجراء اختبار بالقنبلة الهيدروجينية في المحيط الهادي سيؤدي إلى توقف التكهنات بشأن قدرات بيونغ يانغ النووية.


- يمكن أن يؤدي الدخان الناجم عن انفجار القنبلة الهيدروجينية إلى حجب نور الشمس، ويدمر حياة العديد من الأنواع البحرية التي تعتمد في عيشها على عملية التركيب الضوئي. وسينجم عن التعرض للإشعاع حدوث مشكلات صحية خطيرة جداً للحياة البحرية المجاورة لمنطقة التفجير.

19

تجربة لصواريخ باليستية، وتجربة نووية واحدة أجرتها كوريا الشمالية هذا العام.

وفي يوم الجمعة الماضي، ردّ عليه رئيس كوريا الشمالية، كيم يونغ أون، بالقول إن كوريا الشمالية «ستدرس اتخاذ أقسى أنواع الإجراءات في التاريخ، للرد على واشنطن»، ولم يفصل الزعيم الكوري بشأن طبيعة هذه الإجراءات القاسية، بيد أن وزير خارجيته، رو يونغ هو، ألمح إلى أن كوريا يمكن أن تفجر قنبلة هيدروجينية في المحيط الهادي. وقال الوزير للصحافيين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك «يمكن أن تكون هذه القنبلة أقوى قنبلة هيدروجينية يتم تفجيرها في المحيط الهادي، وليس لدينا أي فكرة عن الإجراءات التي يمكن اتخاذها، إذ أنه سيأمر بها القائد كيم يونغ أون».

ونفذت كوريا الشمالية حتى الآن العديد من التفجيرات النووية في أماكن تحت الأرض، كما أنها أطلقت صواريخ بالستية في السماء. ويمكن أن يتم تفجير القنبلة الهيدروجينية عن طريق حملها على صاروخ بالستي، ويتم إطلاقهما معا نحو البحر. وإذا نفذت كوريا الشمالية تهديدها فإن هذا التفجير سيكون الأول من نوعه في الهواء منذ 40 عاماً. وسيؤدي إلى حدوث آثار بيئية كارثية، ناهيك عن النتائج الجيوسياسية الأخرى غير المعروفة.

ومن المعروف أن القنابل الهيدروجينية أقوى بكثير من القنابل النووية، إذ إنها قادرة على إنتاج قدرة تدميرية تفوق بمرات عدة نظيرتها النووية. وإذا ضربت قنبلة هيدروجينية المحيط الهادي فستنفجر مولدة وميضاً يعمي الأبصار، إضافة إلى سحابتها الشبيهة بالفطر. وستعتمد الآثار الآنية الناجمة عن تفجير القنبلة على ارتفاع التفجير فوق الماء. ويمكن أن يؤدي التفجير الأوّلي للقنبلة إلى قتل كل ما هو حي في منطقة التفجير، أي العشرات من أنواع الأسماك، إضافة إلى أنواع أخرى من الحياة البحرية، بشكل فوري. وعندما ألقت الولايات المتحدة قنبلة نووية على مدينة هيروشيما اليابانية عام 1945، اندثرت جميع أنواع الحياة التي تعيش في منطقة نصف قطرها 1600 قدم في الحال. ويمكن أن ينجم عن التفجير انتشار ذرات مشعة تطير عبر الهواء وفي الماء.

حجب نور الشمس

يمكن أن يؤدي الدخان الناجم عن الانفجار إلى حجب نور الشمس، ويدمر حياة العديد من الأنواع البحرية التي تعتمد في عيشها على عملية التركيب الضوئي. وسينجم عن التعرض للإشعاع حدوث مشكلات صحية خطيرة جداً للحياة البحرية المجاورة لمنطقة التفجير. ومن المعروف أن النشاط الإشعاعي يؤدي إلى حدوث ضرر كبير في الخلايا البشرية والحيوانية والنباتية، لكونها تؤدي إلى تغيرات في المنظومة الجينية الخاصة بها. ويؤدي هذا التغيير إلى حدوث تشوهات خلقية في الأجيال المقبلة. ويقول العلماء إن بيوض ويرقات العضويات البحرية تتمتع بحساسية زائدة للإشعاع النووي. ويمكن أن تنقل الحيوانات المتأثرة بهذه الأشعة الضرر الإشعاعي إلى السلسلة الغذائية.

ويمكن أن ينطوي هذا التفجير التجريبي للقنبلة الهيدروجينية على آثار تستمر لفترة طويلة على الإنسان والحياة البرية الأخرى، إذا وصلت الذرات المشعة إلى الأرض. ويمكن أن تعمل هذه الذرات على تلويث الهواء والتربة، وإمدادات مياه الشرب. وعلى الرغم من مضي نحو 60 عاماً على قيام الولايات المتحدة بتجريب سلسلة من التجارب النووية بالقرب من جزيرة يطلق عليها «بيكيني اتول»، قريبة من جزر مارشال في المحيط الهادي، إلا أن هذه الجزيرة لاتزال غير ملائمة لعيش البشر حسب التقرير الذي نشرته صحيفة «غارديان» عام 2014. وكان سكان الجزيرة، الذين تم إبعادهم عنها قبل اختبارات التفجير، قد عادوا في سبعينات القرن الماضي ليكتشفوا أن ثمة معدلات مرتفعة جداً من الإشعاع موجودة في الخضراوات التي تم زرعها بالقرب من موقع الاختبارات النووية، واضطروا إلى مغادرة الجزيرة مرة ثانية.

وخلال الفترة بين 1945 و1996 تم تنفيذ نحو 2000 اختبار تفجير نووي من قبل دول عدة في غرف تحت الأرض، وفوق الأرض، وتحت الماء، حسب التقرير الصادر عن منظمة الحظر الشامل للاختبارات النووية، التي تشكلت عام 1996، والتي عملت على منع إجراء جميع الاختبارات النووية في العالم. وكانت الولايات المتحدة قد أجرت آخر تجربة على قنبلة محمولة على صاروخ نووي، كالتي وصفها وزير خارجية كوريا الشمالية، في المحيط الهادي عام 1962، أما آخر اختبار نووي حدث فوق الأرض فقد قامت به الصين عام 1980.

19 تجربة

لكن خلال العام الجاري وحده قامت كوريا الشمالية بإجراء 19 تجربة لصواريخ بالستية، وتجربة نووية واحدة، حسب المعلومات الصادرة عن منظمة «مبادرة التهديد النووي»، وفي بداية الشهر الجاري، قالت كوريا الشمالية إنها نفذت اختباراً نووياً ناجحاً تحت الأرض لقنبلة هيدروجينية. ونجم عن التجربة حدوث زلزال اصطناعي بالقرب من منطقة التجربة، تم قياسه من قبل محطات قياس النشاط الزلزالي في شتى أنحاء العالم.

تويتر