الصحف المطبوعة تحافظ على إنجازاتها
ذكر تقرير صدر أخيراً، عن «جمعية ناشري الأخبار والصحف»، أنه على الرغم من تنامي الإعلام الرقمي في السنوات الأخيرة، إلا أنه لايزال يمثل جزءاً صغيراً من صناعة الإعلام على مستوى العالم مقارنة بالإعلام الورقي. وأشار تقرير بعنوان «توجهات الإعلام في العالم»، إلى أن 93% من عائدات الصحف تعود إلى المطبوعات اليومية والأسبوعية والدوريات، ومن المرجح أن يستمر هذا التوجه خلال السنوات المقبلة، خصوصاً أن صناعة الصحافة الورقية ازدهرت خلال العام الماضي، على مستوى العالم، بعد سنوات من التراجع. وجاءت الولايات المتحدة واليابان في مقدمة أسواق النشر من حيث الحجم والمداخيل تلتهما كل من الصين وألمانيا والمملكة المتحدة. وتستحوذ الأسواق الخمس على 55% من المدخول العالمي للمطبوعات. ويقول التقرير إن مؤسسات إعلامية عدة باتت تختبر وتتبنى مصادر جديدة للدخل منها الإعلانات الرقمية والتسويق المباشر والاعتماد على المناسبات ومداخيل الأعمال الخيرية.
| لمشاهدة مداخيل الصحف الرقمية مقارنة بالورقية 2009 - 2013 (مليار دولار)، يرجى الضغط على هذا الرابط. جذب رواد الإنترنت شملت الدراسة التي أجرتها «جمعية ناشري الأخبار والصحف» 70 دولة حول العالم. ومن التحديات التي تواجه الصحف حالياً، جذب رواد الإنترنت إذ تقول البيانات إن مواقع الصحف تستقطب 6% فقط من الزيارات على الإنترنت. ومن أجل التغلب على هذه المشكلة عمدت مؤسسات إعلامية إلى ترسيخ مكانها في المواقع الاجتماعية والتسويق المباشر والاهتمام باحتياجات زوّار المواقع من خلال تصميم الموقع وفقاً لهذه الاحتياجات. وقال الأمين العام لـ«جمعية ناشري الأخبار والصحف»، لاري كيلمان، إنه يتعين فعل الكثير والاستفادة من أفكار الآخرين لتطوير صناعة الصحافة الورقية. دخل الصحافة الورقية في 2013: • من التوزيع: 78 مليار دولار • الإعلانات: 85 مليار دولار |
ويطالع نحو 2.5 مليار شخص حول العالم الصحف والمجلات الورقية، في حين يفضل 800 مليون شخص المواقع الرقمية للحصول على الأخبار والخدمات الإعلامية. وارتفع توزيع الصحف المطبوعة 2% في 2013. وتستمر الصحف في الازدهار في المجتمعات التي تشهد تطوراً في الطبقة الوسطى، في حين تراجعت في البلدان التي تمتلك اقتصاداً متطوراً. وتحاول الصحف إقناع قرائها بالدفع من أجل الوصول إلى المحتويات على الإنترنت بعد أن كان ذلك يتم مجاناً، الأمر الذي يبدو صعباً إلى الآن. وفي هذا السياق تقول التقارير إن نصف الصحف الأميركية وضعت آليات للدفع على مواقعها الإلكترونية. وباتت الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية من أكثر الوسائل استخداماً للولوج إلى مواقع الصحف وأغلبها يتم عن طريق الدفع مقابل الحصول على الخدمة. وتراجعت الإعلانات على الصحف الورقية بنسبة 6% خلال العام الماضي في حين ارتفع الإعلان الرقمي للصحف 11% في الفترة نفسها.
وارتفعت الإعلانات على المطبوعات الآسيوية بنسبة 3% وفي أميركا اللاتينية 50% تقريباً. وباتت وسائل الإعلام الورقية الوسيلة الثالثة للإعلان عالمياً بنسبة 16.9%، في الوقت الذي يتصدر فيه التلفزيون هذه الوسائل يليه الإنترنت. ويتوقع خبراء أن يستمر هذا التوجه خلال السنوات الـ10 المقبلة وما بعدها. وعلى الرغم من ذهاب بعض التقارير إلى القول إن عصر الصحافة المكتوبة قد انتهى، فإن البيانات تقول إن صناعة المطبوعات مازالت مزدهرة وتمكنت من الوصول للمزيد من الجمهور. ففي أستراليا والنرويج أظهر مسح أجري أخيراً أن الإقبال على الصحف الورقية أكبر من الرقمية. ويبقى استقطاب القراء على مواقع الأخبار تحدياً يواجه الكثير من الصحف حول العالم. واستفادت صحف بريطانية عريقة من الإنترنت لتستقطب المزيد من القراء من دون إهمال النسخ الورقية، وتأتي «ديلي ميل» على رأس قائمة الصحف المقروءة في بريطانيا تليها «الغارديان» و«ديلي تلغراف»، إلا أن «ديلي ميل» تحظى بتوزيع قوي يعادل ما توزعه الصحيفتان مجتمعتين.
وطالب الأمين العام لـ«جمعية ناشري الأخبار والصحف»، لاري كيلمان، بضرورة تمويل الصحف الورقية من أجل مساعدتها على القيام بمهامها المجتمعية. وقال إنه «يجب عدم التقليل من دور الصحف الورقية في خدمة المجتمع، والظرف الحالي لهذه الصحف حاسم». وأشار إلى أن الوعي لدى القراء يزداد يوماً بعد يوم في ما يخص ضرورة دفع المال مقابل الحصول على الأخبار والخدمات على المواقع الإخبارية. وأضاف أن الصحف وفرت خدمات لقرائها على مدى 400 سنة وتستمر في ذلك بالوسائل المتاحة، مشيراً إلى الثورة الرقمية وضرورة الاستفادة منها لدعم المطبوعات.