الغرب يواجه المشكلات في التفاهم مع بوتين
خلال الأشهر الماضية انخرط الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وزملاؤه الغربيون، في المفاوضات خلال مناسبات عدة، بهدف إيجاد حل لأزمة أوكرانيا. وتحادث أوباما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسع مرات، والتقيا فترة قصيرة في فرنسا في يونيو الماضي. وتحدثت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، مع بوتين خلال 40 مناسبة، والتقت معه في فرنسا وفي البرازيل خلال مسابقة كأس العالم.
لكن يبدو أن المشكلة لا تكمن في الافتقار إلى التحاور مع بوتين، وإنما في الزعيم الروسي الذي يهدف إلى زعزعة استقرار جيرانه، ويمنعهم من تبني النظام الديمقراطي، والانخراط مع العالم الغربي، وفي الوقت نفسه، فإنه يعمل على فرض القمع داخل بلاده.
ولو أن أوكرانيا وجورجيا وملدوفيا والدول الأخرى في المنطقة حققت النجاح، فإن تقدمها يشكل تحدياً لنظام بوتين الفاسد والشمولي في روسيا، ولا شيء يثير مخاوف بوتين مثل الإطاحة بقادة أمثاله من قبل الحركات الشعبية التي تطالب بوضع حد للفساد، وإيجاد مستقبل أفضل.
وعند ملاحظة المعدلات العالية لشعبيته، يعتقد المرء أن بوتين يشعر بالأمان، لكن بعد غزوه أوكرانيا تراجعت شعبية الرجل. وكان الاقتصاد الروسي يعاني المتاعب أصلاً، قبل أن يبدأ العالم الغربي بفرض العقوبات الاقتصادية عليه لغزوه أوكرانيا. ويتسم النظام السياسي الروسي بأنه فاسد بصورة شاملة، وأن مستوى المعيشة في روسيا في حال تدهور مستمرة حالياً.
ومنذ أكثر من عقد من الزمن، يعمد بوتين إلى تكريس فكرة أن الغرب والولايات المتحدة هم التهديد الأكبر لروسيا، وهو يفعل ذلك لتبرير وسائله القمعية للسيطرة على المجتمع، إذ إنه يريد أن يكرس مفهوماً بأن قيادته لروسيا هي الضمان الأمثل أمام هذا التهديد، ويصرف النظر عن المتاعب الداخلية. وهذا ليس بالجديد على سياسة بوتين، ففي عام 2004 عندما أخذ طلاب مدرسة بيسلان في جنوب روسيا رهائن، وقتل نحو 300 شخص خلال محاولة لتخليص الرهائن، قال بوتين إن «البعض يريد ابتلاع مساحات كبيرة من بلدنا، وإن هناك آخرين يساعدونهم على ذلك».