خالد علم الدين حمل على «الإخوان» عقب إقالته من منصبه مستشاراً لرئيس الجمهورية. الإمارات اليوم

خلافات السلفيين و«الإخوان» تهدّد بخـسارتهما الانتخابات البرلمانية

ضربت الخلافات التيار الإسلامي، قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في ‬22 أبريل المقبل، واحتدت تلك الخلافات بين قطبي البرلمان المصري، «حزب الحرية والعدالة» الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين و«حزب النور» السلفي، وفيما وصف بأنه بلوغ للخط الاحمر في الخلاف، قدم ثلاثة من قيادات «حزب النور» استقالاتهم من الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح، احتجاجاً على «أخونة» الهيئة بانحيازها للاخوان المسلمين، كما رفضت قيادات من «حزب النور» التحالف الانتخابي مع جماعة الاخوان، وقالت إن الحزب يفضل التحالف مع أحزاب مدنية على جماعة تريد حكم البلاد بمفردها.

وكشف نائب الشورى في «حزب النور»، صلاح عبدالمعبود، عن رفض معظم قيادات الحزب التحالف أو التنسيق الانتخابي مع حزب الحرية والعدالة، وقال لـ«الإمارات اليوم»، إن حزب النور نفض يده تماماً من اي تعاون او تحالف مع حزب الاخوان، بعد التجربة المريرة في البرلمان، ومؤسسة الرئاسة، والوزارة، وتعيين المحافظين.

وأضاف أن رئاسة مجلس الشعب المنحل والشورى الحالية تتعمد تجاهل نواب حزب النور، واستبعادهم من اللجان الرئيسة «إذ نعطى الفرصة للحديث امام البرلمان بصعوبة شديدة»، مشيراً الى أن «(الإخوان) اعتادوا العمل بمفردهم، ويرفضون مشاركتنا في إدارة الدولة كوزراء ومحافظين ورؤساء هيئات».

وأوضح أن «المنصب الوحيد الذي عرض علينا هو منصب وزير البيئة في حكومة هشام قنديل، الذي رفضناه على الرغم من اننا نحتل المركز الثاني في البرلمان».

واعترف عبدالمعبود، بأن حزبه يحاول الهروب من «سفينة الاخوان»، التي تفقد شعبيتها بسرعة، وقال: «إنهم يخسرون الشارع بسبب قراراتهم المترددة، وعدم الاستماع للقوى السياسية، وإصرارهم على ان يحكموا بمفردهم، ويحاولون استغلالنا غطاءً دينياً لقراراتهم الربوية في القروض، خصوصاً قرض البنك الدولي».

وشدد على ان حزبه سيحصد اكبر عدد من مقاعد البرلمان المقبل، وانه لم يتأثر بالانشقاق الذي قاده رئيس الحزب السابق الدكتور عماد عبدالغفور، وقال إن حزبه يقبل التحالف أو التنسيق الانتخابي مع الاحزاب المدنية التي لا تعارض الشريعة الاسلامية.

وكان «حزب النور» قد دخل في معركة إعلامية كبيرة مع جماعة الاخوان ومؤسسة الرئاسة، عقب إقالة القيادي في الحزب، الدكتور خالد علم الدين من منصبه مستشاراً لرئيس الجمهورية لشؤون البيئة، وطالب الحزب، الرئيس محمد مرسي، بالاعتذار عن اتهامات وجهت لعلم الدين، بإساءة استخدام السلطة.

من جهته، قال القيادي الشاب في «حزب النور»، محمد نصرالله، إن الخلاف بين حزبه وحزب الحرية والعدالة «قديم وعميق ولا يمكن إصلاحه».

وأوضح، لـ«الإمارات اليوم»، أن قيادات من «الحرية والعدالة» وجهت اتهامات صريحة لقيادات من «النور» بالعمل مع فلول النظام السابق ضد جماعة الاخوان، مشيراً الى أن مطالب حزبه بالمشاركة في السلطة وإدارة البلاد كانت تصطدم دائما بأجواء من الشكوك والريبة، كما ان حزب النور كان يواجه الاخوان بمحاولة «أخونة الدولة» واستبعاد قيادات حزبه، على الرغم من أن الحزبين يمثلان اتجاهاً اسلامياً واحداً، مؤكداً ان أجواءً من عدم الثقة سيطرت على العلاقة بين الطرفين، منذ مساندة حزب النور للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، في الانتخابات الرئاسية.

وأضاف نصرالله، أن الخلاف السياسي أظهر بدوره الخلافات الدينية بين الطرفين، خصوصاً في قضايا القروض التي يستحلها الاخوان، بينما يراها حزب النور ربوية، والعلاقة مع ايران، التي يرفضها «النور» وتعتبرها جماعة الإخوان مفيدة للبلاد.

وكان الخلاف بين الطرفين قد امتد للهيئة الشرعية للاصلاح والحقوق، والمشكّلة من كبار العلماء والدعاة، والتي تختص بإدارة الشان الاسلامي بعيداً عن الانتماءات الحزبية والسياسية.

وقال أمين عام حزب النور، الشيخ جلال المرة، إن استقالته من الهيئة مع القياديين بحزب النور المهندس صلاح عبدالمعبود، والشيخ عادل نصر، جاءت عقب تدخل الهيئة بصورة غير محايدة في الصراع مع جماعة الاخوان، وتوجيه عدد من رموزها انتقادات عنيفة لحزب النور، من دون التروي والبحث عن الحقيقة، وأضاف أن منهج الحزب هو الانفتاح على التيارات السياسية لمصلحة استقرار البلاد، وهم يرون ان حوارنا مع «جبهة الانقاذ» وتأييدنا لمطالبها باقالة الحكومة والنائب العام، هو تخلٍ وتنصل عن منهجنا الاسلامي، واوضح المرة، لـ «الإمارات اليوم»، أن الهيئة المكونة من ‬90 عالماً، مطالبة برأب الصدع بين التيارات الاسلامية وليس توجيه اتهام لطرف دون آخر.

بدوره، قال القيادي في جماعة الاخوان المسلمين، علي عبدالفتاح لـ«الإمارات اليوم»، ان حزب النور يصعّد من خلافاته مع الاخوان بقصد حصد اصوات الشارع في انتخابات البرلمان المقبل، مشيراً الى ان خلافات الحزب كانت مع مؤسسة الرئاسة بخصوص اقالة مستشار الرئيس خالد علم الدين، ولكن الحزب لجأ الى استخدام جميع وسائل الاعلام التي تهاجم الاخوان، وقاد هجوماً ضد جماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة، وقدم نفسه باعتباره ضحية عملية «أخونة الدولة» المزعومة، وقال إنه لم تكن هناك على الاطلاق نية للتحالف بين الحزبين، خصوصاً ان حزب النور خسر معظم قياداته بانشقاق عماد عبدالغفور ويسري حماد.

واعتبر الباحث في الشأن الاسلامي، سيد زايد، أن الصراع داخل التيار الاسلامي مرشح للتصاعد والتوسع بشكل كبير، مشيرا الى ان حزب النور ذاته انشقت معظم قياداته لتشكل «حزب الوطن»، وهناك خلافات بين حزب الجماعة الاسلامية وبعض الاحزاب السلفية وحزب الاخوان، موضحاً أن هناك اربعة تحالفات اسلامية ستتنافس في الانتخابات المقبلة، منها تحالف «الوطن الحر» الذي يقوده حازم صلاح أبواسماعيل وتحالف «حزب النور» مع «الدعوة السلفية» وبعض الاحزاب السلفية، وتحالف «الوسط ومصر القوية»، إضافة الى حزب الحرية والعدالة.

وأكد أن الانقسامات في جوهرها صراع على السلطة، ولكن كل طرف يحاول استخدام الدين لتأييد وجهة نظره.

وقال زايد لـ«الإمارات اليوم»، إن الهجوم الذي شنه عدد من قيادات حزب النور والدعوة السلفية ضد جماعة الاخوان، اكثر شراسة من هجوم الاحزاب العلمانية، مشيراً الى ان الدعوة السلفية تعتبر جماعة الاخوان تخلت عن دينها بموافقتها على قروض البنك الدولي والاتحاد الاوروبي والسعودية، مؤكداً ان العمل السياسي والصراع على السلطة سيدفع الطرفين للتناحر في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو ما يمكن ان تستغله القوى المدنية للحصول على نسبة كبيرة، إذا ما قررت المشاركة في الانتخابات.

الأكثر مشاركة