الأحزاب الدينية والسلفية تبرأت من الفكر الذي يؤدي إلى شرطة دينية في مصر. من المصدر

فزع مصري بسبب إعلان «هيئة الأمر بالمعروف»

فجرت صفحة أطلقها شباب على «فيس بوك»، نسبوا أنفسهم إلى السلفيين، بإنشاء «هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر»، حالة من السخط والفزع والسخرية في آن واحد بين المصريين، وبينما نفى كل من حزب النور والدعوة السلفية علاقتهما بها، ورد عليهم أصحاب الصفحة بالتهديد بكشف ما يثبت هذه العلاقة، اعتبرها باحثون اسلاميون استمراراً لعملية جس النبض التي تقوم بها الاحزاب السلفية لرسم خريطة طريق للتعامل مع المجتمع.

وكان شباب قالوا عن أنفسهم إنهم سلفيون، أنشأوا على «فيس بوك» صفحة «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمصر»، حيث أصابت كل روادها بالفزع والاستنكار، خصوصاً مع تزايد اعضائها الذين تجاوزوا الـ1500 عضو خلال يومين فقط، ووضع القائمون على تلك الصفحة مكان الصورة الشخصية على «فيس بوك»، شعار حزب النور السلفي، اضافة الى رابط خارجي للراغبين في الانضمام إلى الهيئة.

وختم البيان «لن نعلن عن هويتنا إلا بعد الوصول إلى العدد المناسب من الأعضاء المسجلين لدينا على صفحة وثيقة التسجيل، ونطمئنكم أننا ما قمنا بهذا إلا بعد استشارة أئمتنا الكرام».

ونفى حزب النور والدعوة السلفية اية علاقة لهما بالصفحة، وقالا انهما لا علم لهما بها.

وقال القيادي الإعلامي بحزب النور السلفي محمد نور، لـ«الإمارت اليوم»، إن محاولات تشويه الاحزاب السلفية لم تتوقف منذ ظهورهم على المسرح السياسي، وهي تزداد كلما حققنا نتائج طيبة»، معتبرا ان «توقيت اعلان الصفحة جاء قبيل المرحلة الثالثة والاخيرة للانتخابات، لإخافة الناس من حزب النور والتحالف السلفي، باعتبارنا سنتحكم في مصائر الناس بالقوة، ونتدخل في شؤونهم الخاصة، على الرغم من اننا نعلن طوال الوقت اننا نتبع منهج رسولنا في الدعوة بالكلمة والموعظة الحسنة».

لكن مشرفي الصفحة أصدروا بيانين لاحقين، أكدوا فيهما تورط «النور» و«الدعوة السلفية» في دعم الفكرة، ووعدوا بكشف تفاصيل ذلك للرأي العام، كما وعدوا بأن تستمر المبادرة، حتى لو تخلى النور والسلفية عنها.

على صعيد مقابل، تواصلت على الإنترنت كتابات فردية و«مجموعات» تحذر من مغبة إنشاء هيئة قد تتطور الى شرطة دينية في مصر، وتصبح دولة داخل الدولة، بما يفتح الباب للتدخل بلا ضوابط في حياة الناس الخاصة، ويؤدي الى حرب أهلية.

وقام شباب بعمل «جروب إلكتروني» مضاد لدعوة إنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحمل الجروب عنوان «مجموعة البحث عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لضربها». وصرح مؤسسو الجروب بأنها أنشئت ردًا على قيام حزب النور أو أنصاره بتشكيل هيئة تنتهي بشرطة دينية.

وأعلن أصحاب الجروب عدم اعترافهم بأي تشكيل أو جماعة أو حزب أو مؤسسة دينية سوى الأزهر الشريف، والتعامل مع تلك الهيئة باعتبارها تشكيلاً شبه عسكري يدعمه أو يموله بعض الأحزاب والدول الأخرى، التي تسعى لتفتيت وتشويه مصر، والاحتفاظ بالحق القانوني في مقاضاته، وفي حال تقاعس الدولة عن التعامل معه ستتم مواجهته بتشكيل مماثل والرد عليه بعنف.

وهدد الجروب بأنه «إذا كان احدكم على استعداد لأن يستشهد في سبيل الله من أجل نصرة دينه، فالأحرى بجميع المسلمين أن يستشهدوا ايضًا من أجل نصرة قيم الحق والعدالة التي يريدها الله». من جهته، اعتبر المتخصص في الحركات الاسلامية سيد زايد، ان التيار السلفي يقوم بعمليات جس نبض للشارع المصري، لمعرفة مدى استجابته لافكاره، وما إذا كانت تلك الافكار ستقاوم إعلامياً وميدانياً أم انها يمكن ان تمر مرور الكرام. وقال زايد لـ«الإمارات اليوم»، إن «التيار السلفي حديث عهد بالسياسة، وكان يعمل في مجال الدعوة بين انصاره فقط الذين يقبلون افكاره من دون مناقشة، لكنه اليوم يعرض خطابه على عموم الشعب المصري، وهو لا يعرف مدى تقبل تلك الافكار».

وقال زايد إن «حديث الناطق الرسمي للدعوة السلفية عبدالمنعم الشحات، عن كتابات الأديب العالمي نجيب محفوظ، التي وصفها بانها تحض على الرذيلة، هو جس نبض للشارع لرؤيتهم في الادب، ومطالبة صلاح ابواسماعيل بتغطية التماثيل الفرعونية بالشمع لانها اصنام، وحديث الناطق الرسمي لحزب النور يسري حماد، مع الصحافي الاسرائيلي للاذاعة الاسرائيلية، كان لعرض وجهة نظرهم في اتفاق السلام مع اسرائيل بطريقة غير مباشرة، ومعرفة رد فعل الشارع المصري». وقال الصحافي سعيد محمود، ان «الشعب المصري سيقاوم بالقوة أي تيار يستهين به ويحاول ان يفرض عليه رؤيته، وان السلفيين إذا فكروا بهذه الطريقة فستكون نهايتهم في ميدان التحرير، مثلما انتهى مبارك، لان الشعب متدين وواعٍ، ولا يحتاج إلى احد ليرشده».

وقال الناشط الحقوقي النوبي والروائي حجاج ادول، ان «المجتمع المدني وجميع طوائف الشعب المصري، وفي مقدمته الإسلامي، ستتصدى لهم».

الأكثر مشاركة