أبوت آباد منطقة غربية الهوى..سمّيت على اسم ضابط استعماري
يتركز اهتمام وسائل الإعلام العالمية هذه الأيام على مدينة أبوت آباد التي شهدت عملية عسكرية أميركية انتهت بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وتقع هذه المدينة في وادي أوراش في شمال غرب باكستان، ضمن مقاطعة خيبر بختونخوا، في منطقة هزارا، بالقرب من إقليم كشمير، وسط سلسلة من الجبال هي امتداد لجبال الهيمالايا، ويوجد بها مبانٍ قديمة تعود إلى أيام الاستعمار البريطاني. ويوجد بالقرب من المدينة ثاني أهم القرات العسكرية في باكستان، وتعرف بالأمن والهدوء. كما تعتبر وجهة للسياح نظراً للمناظر الجميلة التي تتميز بها.
توصف أبوت آباد بأنها منتجع للطبقة الباكستانية المتوسطة، وإن كانت تميل للثراء قليلاً، وكل سكانها تقريبا يعيشون في بيوت حديثة خاصة بهم ويمتلكون سيارات، وبها مستوى مرتفع من التعليم من خلال المدارس الخاصة الغالية، فضلاً عن مناخها المعتدل.
ويبدو أن سحر المنطقة الجميلة قد جذب بن لادن وجعله يستقر هناك، كما فعل بالمسؤول البريطاني جيمس آبوت، في منتصف القرن الـ،19 خلال الحكم البريطاني لشبه الجزيرة الهندية. فقد عشق المكان وكتب فيه شعرا، وبادله أهل المنطقة المشاعر نفسها وأحبوه، وسموا قريتهم ابوت اباد تكريماً له.
ويقول الضابط البريطاني إنه أحب المنطقة لأول وهلة، وإنه غادرها وهو يشعر بالحزن، ويروى عن الضابط أنه اندمج مع ثقافة المسلمين الأفغان وشمال غرب الهند (باكستان حالياً) وكان يتنقل في مهامه الرسمية وهو يرتدي لباساً تقليدياً خاصاً بالمنطقة. وعمل جيمس ابوت حاكما للمنطقة، من 1949 إلى ،1953 وأوكلت مهمة تهدئة الوضع على الجبهة الشمالية، ومحاولة منع الروس من غزو المنطقة المحاذية، وشهدت هذه الفترة استقراراً ملحوظاً.
تكتسب أبوت آباد أهمية استراتيجية خاصة، فقد كانت مقراً للقوات البريطانية لوقت طويل، واتخذها الجيش الباكستاني في ما بعد لتكون مقر قيادة كتيبة تابعة للفرقة الثانية. وتتركز فيه ضواحي المدينة ألوية مدرعة وحرس الحدود، وفصائل عسكرية في الجبال المحاذية، وتكمن حساسية المنطقة في قربها من إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان. وفي 1948 افتتح أول مستشفى من قبل «الصليب الأحمر» البريطاني، لاستقبال آلاف الجرحى الذين سقطوا في ساحات المعارك في كشمير. وتعرضت أبوت آباد لزلزال مدمر في 2005 ضرب منطقة كشمير وشمال شرق باكستان، وتعرضت المدينة على إثره لتدمير هائل.
تحيط بالمدينة سهول خصبة من كل الجهات، وتتميز بمناظر خلابة يقصدها السياح من كل مكان، وتتميز هذه التضاريس بمناخ شديد البرودة شتاء ومعتدل صيفاً، وعلى بعد عشرات الكيلومترات يوجد سد تيربيلا المائي الكبير. ويمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 30 درجة مئوية صيفاً، كما تنخفض دون الصفر في الشتاء، وتسقط الثلوج بكثافة في أشهر الشتاء، توجد بالمدينة معالم سياحية كثيرة منها الكنيسة التي بناها المستعمرون الإنجليز، ومسجد إلياسي الذي بني على الطراز الإسلامي المعروف في أواسط آسيا، إضافة إلى الشلالات والمتنزهات الطبيعية.