أحمد والي كرزاي الملقب بـ«ملك قندهار». أ.ف.ب

عائلة كرزاي تسعى إلى احتلال المشهد السياسي ‏

‏وراء الحراس والحواجز الأسمنتية المنيعة التي تحيط بفيلا احمد والي كرزاي شقيق الرئيس الافغاني حامد كرزاي، يقبع رمز يكشف عن قوة الرجل والمتمثل في عدد من الفضائح. وبعد الولوج الى الداخل يمكن لقاء السيد كرزاي الذي يطلق عليه «ملك قندهار». وبالنظر الى انه برز باعتباره «سمسار سلطة» بارز في جنوب افغانستان خلال السنوات الخمس الماضية، فإن هذا الرجل الاخ غير الشقيق لكرزاي، يمثل واحدة من المشكلات الاجنبية الملحة بالنسبة للولايات المتحدة. ويرى منتقدي كرزاي (49 عاماً)، أن رئيس المجلس التشريعي المحلياصبح بمثابة حكومة ظل لمهربي المخدرات وتجار السلاح وقادة الميليشيات، كما انه يستغل علاقته القبلية لاغراضه الخاصة. ومع ذلك فإن واشنطن تعتمد عليه لدعم حلف شمال الاطلسي (الناتو) في حربه ضد حركة طالبان عن طريق اقناع سكان قندهار انه أزف الوقت من اجل عهد جديد من الحكم الرشيد.

ونظراً إلى ان كرزاي يبذل الجهود للتغلب على سمعته غير النظيفة في أعين بعض المسؤولين الاميركيين فإنه يقدم نفسه زعيماً قبلياً، معتمداً على الهالة الارستقراطية لاسرة كرزاي كي يحشد دعم قبائل الباشتون من خلفه. وقال الرجل لصحيفة «فايننشال تايمز»: «كان والدي زعيم هذه المنطقة وكذلك كان جدي. وقد تعلمت من والدي كيفية التعامل مع القبائل، وكيف تكتسب احترامهم. وافضل استخدام هذه السلطة كي ادعم جهود المجتمع الدولي». ولطالما كانت قندهار المحور الذي يدور حوله الصراع منذ قرون، ولكن النزاع يدور الان بين رؤيتين متنافستين حول المستقبل. وتتمثل استراتيجية الغرب في بناء المؤسسات الحكومية في افغانستان وقوات الامن المحترفة للقضاء على سلطة «طالبان» بما يضمن مغادرة 140 الف جندي اجنبي للبلد. ولكن بعض المراقبين يرون ان الاقطاعية التي انشأها كرزاي في قندهار تجسد ظهور نظام سياسي جديد وبدوافع شخصية، تقوم فيه عائلة كرزاي باحتلال المشهد السياسي برمته. ويقول السياسيون الساخطون وكبار السن في قندهار ان الغضب من كرزاي هو اكبر عامل لنمو الصراع، وانه سيكون من الصعب تحويل ولاء الناس الى الدولة الافغانية طالما بقي كرزاي في قندهار. ويعتقد خصوم كرزاي وكبار المسؤولين الاميركيين والمحللين السياسيين المستقلين انه كان يستغل ترؤسه للمجلس التشريعي المحلي لمصلحة عشيرته المعروفة «بوبالزيا» الامر الذي يثير غضب جماعات الباشتون الاخرى مثل الغيلازي والوكوزاي واليزاي. وقالوا إن مجموعة من أصحاب الاموال و أمراء الحرب المتربحين عبر الحصول على عقود من الولايات المتحدة لحماية قوافل امدادات الناتو، قد ساهموا جميعا في تشديد قبضته على المدينة وتوابعها. وقال مالالي ايشاق، احد اعضاء البرلمان الافغاني من قندهار: «اذا استمر الصراع بينما كرزاي لايزال هناك فستفشل كل جهود المجتمع الدولي، لأن ثمة احتمالاً ان يستفيد من هذا الصراع كي يوسع منطقة نفوذه»، ولكن كرزاي يشعر بالغضب ازاء هذ التصريحات ويقول إن التقارير التي تتحدث عن نشاطاته المحظورة هي من صنع أعدائه، ويضيف ان الانتهاك الوحيد للقانون الذي قام به طيلة حياته هو ارتكابه مخالفتي مرور في الولايات المتحدة. ويصف كرزاي نفسه باعتباره وريث إرث من الخدمات خلفه والده عبدالاحد كرزاي، وهو شخصية مهمة ابان حكم الملك ظاهر شاه خلال ستينات القرن الماضي. وخلال العقود التالية التي أدت الى تشتت العائلة افتتح كرزاي مطعماً في شيكاغو عام 1986 ،حيث أمضى أجمل أيام حياته، كما يقول في الولايات المتحدة. وهو يقول ان علاقته مع حامد كرزاي تعمقت عندما انتقل الى مدنية كويتا الباكستانية عام 1992 ،لدعم الكفاح السياسي للرئيس المقبل بالرغم من التهديدات التي توجت باغتيال والدهم قبل سبع سنوات من هذا التاريخ. وبالنظر الى علاقة الدم التي تربط كرزاي مع الرئيس فقد تمكن من النجاة من الضغوط الغربية لابعاده. ويأمل مسؤولو الناتو أن يسمح كرزاي لمجموعة من التكنوقراط لادخال نظام أكثر شفافية لإدارة قندهار.

الأكثر مشاركة