رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون «يمين» ندّد من دمشق باغتيال المبحوح واستخدام جواز سفر فرنسي في العملية.                    أ.ف.ب

برلين ترجّح وقوف الـ «موساد» خلف اغتيال المبحوح.. وباريس تُندّد

رجّحت سلطات الأمن الألمانية أن يكون جهاز المخابرات الإسرائيلي الـ«موساد» خلف عملية اغتيال القيادي بحركة حماس محمود المبحوح، التي نفذت في دبي يوم التاسع عشر من يناير 2010 ، فيما ذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية ان جواز السفر الألماني الذي استخدمته المجموعة في عملية القتل، هو وثيقة قانونية سلمت لحامل جواز سفر اسرائيلي، وندد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون من دمشق بعملية الاغتيال، بينما اعلنت حركة حماس انها ستستغل كل الإمكانات القانونية لملاحقة قادة جهاز الـ«موساد» والرد على اغتيال المبحوح، داعية المجتمع الدولي إلى ملاحقة القادة الإسرائيليين كمجرمي حرب.

وفي التفاصيل، قالت مجلة «دير شبيغل» في عددها المقرر صدوره غداً، إن وحدة «كيدون» في الموساد، التي نسب إليها في الماضي عدد من عمليات التصفية المثيرة، قامت بتنفيذ عملية المبحوح. وجاء في تقرير المجلة أن المخابرات الإسرائيلية استخدمت على ما يبدو لتلك العملية، جواز سفر ألمانياً حقيقياً تم إصداره عام 2009 في مدينة كولونيا، غرب البلاد. وأضافت المجلة أن الادعاء العام في كولونيا بدأ نهاية الأسبوع الماضي إجراءات التحقيق بتهمة إصدار وثائق مزورة بشكل غير مباشر. ويدرس الادعاء الاتحادي حالياً ما إذا كان سيتولى التحقيق بتهمة الاشتباه في أنشطة استخباراتية.

وجاء في تقرير المجلة أن مواطناً إسرائيلياً يدعى ميشائيل بودنهايمر، تقدم مطلع صيف العام الماضي، بطلب لدى مكتب سجلات السكان في كولونيا للحصول على وثائق سفر ألمانية. وقدم بودنهايمر للمكتب وثيقة زواج والديه، بالإضافة إلى جواز سفر إسرائيلي صادر نهاية عام 2008 في تل أبيب، كما أشار إلى الأصول الألمانية لعائلته التي طاردها النازيون. وفي 18 يونيو عام 2009 أصدرت السلطات الألمانية الوثائق التي طلبها بودنهايمر.

وذكرت الصحيفة أن أحد عملاء ال«موساد» المشتبه فيهم سافر إلى دبي بجواز سفر بودنهايمر في 19 يناير الماضي. وأظهرت تحريات المجلة أنه لا يوجد رجل يدعى بودنهايمر تحت العناوين المسجلة رسمياً في كولونيا. ووفقاً لتقرير المجلة، ضاع أثر عميل ال«موساد» المشتبه فيه بمدينة هيرتزليا الإسرائيلية، حيث كان يقول انه يقيم حتى يونيو الماضي.

وفي تكرار جديد، اعرب نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون، امس، عن اعتقاده أن عملية اغتيال المبحوح لن تؤدي الى ازمة في علاقات اسرائيل مع الدول الأوروبية «لأنه لا علاقة لإسرائيل بهذه العملية». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ايالون قوله خلال ندوة، ان هناك مصالح مشتركة لإسرائيل وبريطانيا وفرنسا والمانيا في مكافحة الإرهاب العالمي بشكل مستمر، ولذلك لن تكون هناك أزمة، وانما بالعكس، اذ ان العلاقات مع هذه الدول ستتعزز وتتطور.

وفي باريس علقت صحيفة فرنسية على التداعيات المحتملة لعملية اغتيال المبحوح، بالقول إن العملية ستدخل تاريخ المخابرات لأنها إيذان بفتح عصر لـ«فرق الاستخدام لمرة واحدة» التي تفقد قدرتها على تنفيذ أي مهمة بعد استخدامها للمرة الأولى. ورأت صحيفة «ديرنيير نوفيل دا الزاس» أن الإمساك حتى الآن بمنفذي العمليات المخابراتية كان صعباً نسبياً، إلا أن التطور التقني وانتشار كاميرات المراقبة واعتماد جوازات السفر البايومترية التي سجلت أوصاف عملاء المخابرات الذين يحملون هوية أيرلندية، ستحدّ من القدرات الفائقة لعملاء المخابرات وستقلص المساحة التي سيسمح لهم فيها بتنفيذ مثل هذه العمليات مستقبلاً «فهل يصبح جيمس بوند المستقبل رجل الاستخدام الواحد، بعد أن تنكشف حقيقته بعد أول عملية ينفذها، ثم يلاحق بالإمكانات التي توفرها الأجهزة الرقمية قبل أن يصبح موظفاً مكتبياً لأن وجهه أصبح معروفاً لرجال الشرطة في أنحاء العالم؟».

وفي دمشق ندد، رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون، امس، باغتيال المبحوح ودعا الى معرفة الحقيقة في عملية القتل. وقال فيون أثناء زيارة لسورية «انني لا اعرف كل تفاصيل هذه القضية في دبي، وآمل في أن يُلقى الضوء على كل المسؤولين عن هذا الاغتيال».

وأضاف أثناء مؤتمر صحافي عقده مع نظيره السوري محمد ناجي عطري «تندد فرنسا بالاغتيال، الاغتيال ليس وسيلة عمل في العلاقات الدولية».

وقال «ومثل البريطانيين والألمان طلبنا من السلطات الإسرائيلية تقديم تفسير لأنه تم استخدام جواز سفر فرنسي في العملية، نريد أن نعرف حقيقة هذه القضية كاملة».

وفي غزة، قال القيادي في «حماس» صلاح البردويل، في مؤتمر صحافي، ان حركته ستسلك طريقين في التعامل مع اغتيال المبحوح «المسلك الأول القانوني حيث سنستغل كل الإمكانات القانونية من خلال توكيل محامين وقضاة للوصول الى الجناة ومحاكمتهم، والمسلك الثاني هو الجزاء من جنس العمل، والعدو الصهيوني الذي ارتكب هذه الجريمة لا يمكن بأي حال الا ان يتلقى جزاءه». واضاف البردويل «اننا نحمل الـ(موساد) المسؤولية المباشرة عن جريمة اغتيال المبحوح على ارض عربية، وعليه ان يتحمل تبعات جريمته كاملة عاجلاً أو آجلاً». ودعا البردويل المجتمع الدولي لملاحقة قادة الاحتلال كمجرمي حرب ارهابيين يعرّضون استقرار الشعوب والدول للخطر والإرهاب.

الأكثر مشاركة