كارين أبوزيد: عمل إنساني طويل ومساعدة للفلسطينيين

مع إشراقة أول أيام العام الجديد، غادرت مفوضة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأميركية، كارين أبوزيد، منصبها مفوضاً، بعد انتهاء فترة عملها التي استمرت خمسة أعوام، حيث كانت قد خلفت الدنماركي بيتر هانسن في28 يونيو ،2000 لتكون الشخصية الثانية عشرة التي تشغل هذا المنصب.

وفي أغسطس ،2000 أصبحت أبوزيد نائبة للمفوض العام للوكالة، وفي أبريل ،2005 أصبحت المفوض العام بالإنابة للوكالة التي تشرف من مقري رئاستها في عمّان وغزة على برامج التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والمشروعات الصغيرة التي يستفيد منها نحو مليون ونصف المليون لاجئ في الضفة الغربية، ومثلهم في قطاع غزة، ومنذ سبتمبر ،2000 انصب اهتمامها على توفير المساعدات الطارئة وفرص العمل لضحايا الأوضاع المتأزمة في الضفة والقطاع.

وقبل انضمامها ل «الأونروا»، عملت أبوزيد لدى مكتب المفوض السامي للاجئين التابع للأمم المتحدة لمدة 19 سنة، حيث بدأت عملها الإنساني في السودان عام 1981 للتعامل مع لاجئي أوغندا وتشاد وإثيوبيا، الفارين من الحروب والمجاعة المتفشية في بلادهم، ثم انتقلت إلى ناميبيا في 1989 للمساعدة في تنسيق عودة لاجئي سياسة الفصل العنصري، في عملية تكللت بالنجاح، وأسفرت عن الانتخابات وتحقيق استقلال ناميبيا ، ثم اندلعت الحرب الأهلية في ليبيريا بعد ذلك، فانتقلت إلى سيراليون، لترأس مكتب المفوضية في فريتاون ولتشرع في عملية طارئة وطموحة، وهي توطين 100 ألف لاجئ ومشرد ليبيري في 600 قرية عبر الحدود الفاصلة بين ليبيريا وسيراليون. وبين عامي 1991 - ،1993 أشرفت أبوزيد من مكتب مفوضية اللاجئين في جنيف على عودة لاجئي جنوب إفريقيا، ثم توجهت إلى سراييفو لقيادة مهمة لمدة عامين خلال حرب البوسنة والهرسك، حيث نجا أربعة ملايين من ضحايا الحرب نتيجة لعمليات الإنقاذ الجوي والأرضي التي أجرتها مفوضية اللاجئين هناك، وتمت حماية مئات آلاف آخرين من التطهير العنصري.

كما قضت أربع سنوات كمدير عام للمكتب التنفيذي للمفوضة السامية لشؤون اللاجئين ساداكو أوغاتو، وممثلة إقليمية للولايات المتحدة ومنطقة الكاريبي، حيث انصب اهتمامها على التمويل والإعلام والقضايا القانونية لطالبي اللجوء، وقبل انضمامها لمفوضية شؤون اللاجئين عملت أبوزيد أستاذة للعلوم السياسية والدراسات الإسلامية في جامعة ماكيرير في كامبالا في أوغندا، وفي جامعة جوبا جنوبي السودان.

حصلت أبوزيد المتزوجة بأستاذ جامعي سوداني، ولديها ولدان، على البكالوريوس من جامعة ديبوا في إنديانا والماجستير في الدراسات الإسلامية في جامعة ماك جيل في كندا. ولها مواقف شديدة الوضوح في تفهم وتقدير المعاناة التاريخية لأبناء الشعب الفلسطيني، لاسيما اللاجئين، حيث رددت أكثر من مرة: «أدعو المجتمع الدولي والأطراف المعنية بالنزاع إلى الاعتراف بـ60 عاماً من الظلم الذي حل بالفلسطينيين، فاحتلال الأراضي الفلسطينية لايزال مستمراً، ولا توجد هناك حتى اللحظة دولة فلسطينية، إضافة إلى أن حقوق الإنسان والحريات الأساسية، التي هي حق للفلسطينيين بموجب القانون الدولي، مازالت مسلوبة وغير موجودة». لكن منتقدين يأخذون عليها ضعف موقفها من الحرب الوحشية الإسرائيلية الأخيرة على غزة وتخاذلها عن وصف ما قامت به إسرائيل بأنه جرائم حرب وضد الإنسانية، وامتنعت عن وصف الوضع في قطاع غزة بأنه كارثة، أو ما يعيشه المدنيون فيه بأنه مأساة على الرغم من أنها شهدت على ما حدث بأم عينها. وحين سئلت أبوزيد حول مدى تأثير الجدار الفولاذي المصري في حياة سكان غزة، حذرت من أنه سيزيد واقع حياتهم صعوبة، خصوصاً أن أكثر من 60 ٪ من الاقتصاد الفلسطيني في غزة قائم على الأنفاق التي يتم استخدامها في تهريب السلع من مصر إلى القطاع.

تويتر