ضبط أسلحة من كوريا الشمالية قد يعيدها إلى المفاوضات
ربما وجه ضبط تايلاند طائرة محملة بسلاح من كوريا الشمالية أعنف ضربة لأكبر مصدر للعملة الصعبة لبيونغ يانغ، وقد يدفعها للعودة إلى المحادثات النووية، أملاً في الحصول على مساعدات.
وتشير تقديرات إلى أن كوريا الشمالية تجني أكثر من مليار دولار سنويا من مبيعات الأسلحة التي تمول البرنامج النووي للدولة البالغ حجم اقتصادها 17 مليار دولار، وتواجه صعوبة في توفير الغذاء لشعبها.
وقال بايك سيونغ جو، من المعهد الكوري للتحليلات الدفاعية في سيؤول، «إنها انتكاسة خطرة لمصدر حيوي جدا للدخل في كوريا الشمالية، بسبب الكيفية التي سينظر بها العملاء المحتملون الذين يشترون السلاح للأمر في الوقت الحالي».
وتمارس العقوبات الجديدة التي فرضتها الأمم المتحدة على الشمال، رداً على تجاربه النووية في مايو الماضي، ضغطاً على بيونغ يانغ إذ زادت من صعوبة تفادي الحصار الدولي لمنع مبيعات الأسلحة، وتزيد من المخاطر التي يتحملها العملاء.
وفي بداية الأمر، قوبل ضبط الشحنة في بانكوك بقلق من أن يثير غضب الشمال الذي أشار إلى استعداده لاستئناف محادثات نزع السلاح النووي المتعثرة، عقب استقبال بيونغ يانغ مبعوثا أميركيا بارزا في الأسبوع الماضي.
وقليلون من توقعوا أن يتخلى كيم جونغ إيل عن مبيعات الأسلحة التي تدر عملة صعبة يحتاج إليها لتوطيد حكمه وكسب تأييد كوادر بارزة، فيما يعد نجله لخلافته. وقد يشعر بالحاجة إلى تقديم تنازلات في محادثات نزع السلاح النووي السداسية مع تضاؤل التدفقات النقدية.
وقال بايك «هذا يشير إلى تنامي احتمال تفكير الشمال في حوار مع الولايات المتحدة، والعودة إلى المحادثات السداسية سبيلاً للخروج من المأزق».
وقبل عام، تراجعت كوريا الشمالية عن اتفاقها مع الصين واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة لإنهاء برنامجها النووي مقابل معونة ضخمة وإنهاء عزلتها الدولية.
ومددت محكمة تايلاندية احتجاز طاقم طائرة الشحن من طراز اليوشن 76 مسجلة في جورجيا، وكانت تحمل 35 طناً من قذائف صاروخية وقاذفات صواريخ أرض-جو وأسلحة أخرى وقطع غيار.
ويقول مسؤولون أميركيون إن أكبر مبيعات الشمال من السلاح هي من الصواريخ لإيران وغيرها من الدول في الشرق الأوسط.
ويزيد ضبط الشحنة من الضغط على الصين التي ينظر إليها على أنها صاحبة التأثير الأكبر في تطبيق عقوبات الأمم المتحدة.
وألقت واقعة احتجاز الطائرة في بانكوك بظلالها على الزيارة التي بدأها هذا الأسبوع لليابان نائب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والذي يعد أبرز المرشحين لخلافة الرئيس هو جين تاو. وقال المتخصص في الشؤون الكورية في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، دانييل بينكستون، إن عملية الضبط في بانكوك «دليل واضح على الضغط المتزايد للعقوبات على كوريا الشمالية، وسيؤثر ذلك في دخلها من العملة الصعبة، ودخلها من الشحنات».