عمدة مدينة أميركية تتربح من كوبونات الفقراء
دانت هيئة محلفين في مدينة بالتيمور في ولاية ميريلاند الأميركية عمدتها شيلا ديكسون، بتربح 600 دولار عن طريق استخدام كوبونات هدايا مخصصة للمحتاجين، ما أغرق المدينة في جدل موسع حول سمعة السيدة المنحدرة من أصول إفريقية، ومستقبلها السياسي، باعتبارها أول سيدة تشغل هذا المنصب.
وجاء في قرار الهيئة أن ديكسون «مارست الاحتيال والتدليس، واستفادت وكسبت شخصياً أكثر من 600 دولار من المتاجرة بكوبونات مخصصة لمساعدة المعوزين في المدينة».
كما أسقطت الهيئة عن ديكسون اتهامين بالسرقة، وثالثاً بارتكاب جنحة والقيام بعمل شرير، ما أثار تساؤلات جدية وشكوكاً خطيرة في الأوساط الإعلامية والفعاليات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وفي أوساط المحامين في بالتيمور، حول مدى بقاء عمدتها في منصبها.
واستناداً إلى دستور ميريلاند، فإن كل من يشعل منصباً عاماً يتم وقفه تلقائياً عن ممارسة مهام منصبه في حال إدانته بأية جنحة أو جريمة، لكن المدعي العام قال إن ديكسون ستواصل مهامها حتى يصدر ضدها حكم قضائي محدد، وهو أمر قد يستغرق شهوراً.
وقال الأستاذ في كلية القانون في جامعة ميريلاند، البرفيسور ديفيد غاري، «يجب التمييز بين اختلاس الأموال العامة وأموال جاءت على شكل تبرعات ومساعدات، ففي الحالة الأولى ينطوي الأمر على انتهاك لواجبات ومسؤوليات المنصب العام».
وقال رئيس قسم السياسة العامة في جامعة ميريلاند في بالتيمور « الوضع حساس ودقيق للغاية لجميع الموظفين العموميين في المدينة، فالأمر يبدو كما لو أنهم يمشون بين البيض متوخين الحذر الشديد حتى ينتهي هذا الحال».
وفي حال تجريد ديكسون من المنصب، فإن رئيسة مجلس المدينة، وهي أميركية من أصول إفريقية، ستيفاني راولينز بليك، ستشغل منصب العمدة بصفة مؤقتة.
وعبر أعضاء المجلس عن حزنهم لقرار هيئة المحلفين، واسترسلوا في امتداح صفات ديكسون والإشادة بإنجازاتها ومثابرتها وعملها الدؤوب على مدى أكثر من أربعة أعوام. ودافعت عمدة بالتيمور في تصريح لها عن موقفها، وقالت إنها «ستمضي في تركيز جهودها على إبقاء المدينة في مسارها الاقتصادي الحالي في هذه المرحلة الدقيقة، وستواصل مدينتنا تقدمها نحو الأمام، ولن نخطئ بخطوة واحدة».