أرملة هونيكر تدافع عن زمنه في ألمانيا الشرقية
أكثر من 2000 ألماني مازالوا يعانون من رحلة البحث عن أفراد أسرهم الذين فقدوهم، نتيجة لسياسات التبني القسري التي فرضتها مارغوت هونيكر، أرملة الرئيس الألماني الشرقي السابق أريك هونيكر، والتي تعيش الآن في المنفى في تشيلي على راتب تقاعد حكومي ألماني. وبعد 20 عاماً من انهيار ذلك الجدار، ظلت تلك المرأة غير نادمة على ما فعلته في بني جلدتها. وفي مقابلة صحافية نادرة، أصرت السيدة البالغة 82 عاماً على أن الألمان «عاشوا حياة طيبة في ظل حكم هونيكر».
ولا توافقها الرأي الأسر التي تمزقت بفعل سياسات هونيكر، وفي ظل تلك السياسة كان أبناء المنشقين الذين يحاولون الهرب إلى ألمانيا الغربية، يتم فصلهم عن أبنائهم بالقوة وإلى الأبد، ويتم تربية العديد منهم في منازل أو مؤسسات تبني تابعة للدولة أو مع عائلات أعضاء الحزب الشيوعي الذين ليس لهم أبناء.
ولم ير معظم هؤلاء الأطفال أو الأبناء بعضهم بعضاً مرة أخرى، إلا أنه وفي الوقت الراهن، تم تنظيم مجموعة بحث في محاولة لم شمل الأسر الممزقة مرة أخرى، وحددت المجموعة بأكثر من 2000 فرد لايزالون يعانون من فقدان أعزائهم.
وتعتبر مديرة البرنامج، إيفا سبيرنهيرز، أن ما اقترفه الحزب الشيوعي الألماني الشرقي «يعتبر أسوأ أنواع انتهاكات حقوق الإنسان، حيث تأخذ الدولة أطفال الشعب بعيداً عن أسرهم، ولايزال الآباء والأمهات يعانون من آثار هذه السياسة طوال 20 عاماً، بعدسقوط حائط برلين».
فقدت بترا هوفمان اثنين من أطفالها لمصلحة «دائرة رعاية الشباب». ففي ،1971 عندما كانت عاملة في حانوت تابع للدولة وضعت ابنتها الأولى ماندي، وكان والد الطفلة أحد المنشقين، ولهذا، أجبرتها الحكومة على التخلي عن طفلتها، من أجل أن تتبناها الدولة، وتقول «حاولت أن أقاومهم لكنني كنت يافعة، وما حدث هو أنهم وضعوني في السجن، واعتبروني عدوة للدولة». ووصفها القاضي الذي دانها بأنها «ليست سوى فارة تجري وسط الأعمدة العظيمة للاشتراكية». وأخذت الحكومة منها ايضاً ولداً وضعته عام ،1974 حيث تقول «جاؤوا إلى الباب في الليل، ودفعوني جانباً وسرقوه من سريره». وتم لم شمل كل من بترا وابنتها ماندي الشهر الماضي، لكنها لم تعثر على أثر لابنها.
كانت السيدة هونيكر وزيرة للتعليم في ألمانيا الشرقية السابقة، وكانت أكثر تشدداً في الحزب الشيوعي من زوجها، فالإضافة إلى سياسة التبني القسري، استحدثت هونيكر التدريب العسكري واستخدام السلاح في المدارس.
هربت إلى تشيلي في 1993 بعد أن علمت بأن الحكومة ترغب في تسليمها وانضم إليها زوجها في العام نفسه، لكنه توفي بالسرطان في ،1994 وهرب في بادئ الأمر إلى الاتحاد السوفييتي السابق، ولكن تم استعادته ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى، وخضعت زوجته للتحقيق بشأن فضيحة تبني الأطفال، لكنها لم تخضع أبداً للمحاكمة.
عن «الإندبيندنت»