ميركل تحظى بشعبية لا مثيل لها لأي مستشار ألماني منذ الحرب العالمية الثانية. رويترز

ميركل.. المستشارة المفضلة لدى الألمان

فرضت المستشارة الألمانية المحافظة أنغيلا ميركل (55 عاما) التي يتوقع أن تفوز في الانتخابات التشريعية الألمانية في 27 سبتمبر نفسها على أنها المستشارة المفضلة لدى الألمان و«المرأة الأقوى في العالم»، على الرغم من نهجها السياسي غير الواضح.

وميركل التي نشأت في الجمهورية الديمقراطية الألمانية السابقة (ألمانيا الشرقية سابقاً)، وبدأت مسيرتها السياسية مع سقوط جدار برلين، تحظى بشعبية لا مثيل لها منذ الحرب، من أكثر من 60٪ من المؤيدين لها، وتعتبر إعادة انتخابها أمراً مؤكداً.

وتستند الحملة الانتخابية لحزبها «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» بشكل كامل على شخصها، على الرغم من أنها كانت تعتبر في بعض الأوقات أنه تنقصها الجاذبية، وأنها غير لامعة في فن الخطابة.

ولم تعرض ميركل برنامجاً انتخابيا مفصلاً تلوّح باحتمال تحالف بين الاجتماعيين الديمقراطيين وأقصى اليسار من أجل تشكيل الائتلاف الذي ترغب فيه مع الليبراليين. وحين عُينت مستشارة في 22 نوفمبر ،2005 كانت أنغيلا أول امرأة تتولى المنصب في ألمانيا، والأولى التي تحكم دولة أوروبية كبرى منذ عهد رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، وأول رئيسة حكومة متحدرة من ألمانيا الشرقية سابقاً.

وتعتبر ميركل التي صنفتها مجلة فوربس«أقوى امرأة في العالم» على مدى أربع سنوات متتالة تميزت رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي باعتماد معاهدة لشبونة.

وحين حلت الأزمة الاقتصادية، تعرضت لانتقادات شديدة من شركائها في الاتحاد الأوروبي، حين رفضت خطة إنعاش أوروبية، وأصبحت تعرف بمواقفها الرافضة.

واليوم، تبدد الجدل. وعلى الرغم من شخصيتيهما المتناقضتين، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إنه يقدر هذه المرأة «الشجاعة والوفية والذكية».

وعلى صعيد السياسة الخارجية، دعت المستشارة الألمانية روسيا إلى احترام مسائل حقوق الإنسان، ودعت البابا بنديكتوس السادس عشر إلى أن ينأى بنفسه عن نظريات اسقف متشدد أنكر وجود المحرقة.

وفي مجال السياسة الداخلية، تجنبت اتخاذ مواقف حاسمة. وبعدما اضطرت للتعايش مع اليسار، تخلت عن نظريات ليبرالية كانت تدافع عنها عام 2005 مكتفية بالعموميات، ومكررة القول إن «النمو يخلق وظائف».

والاستثناء الوحيد أنها عملت جاهدة من أجل إنقاذ شركة صناعة السيارات «أوبل» و25 ألف وظيفة لهذه الشركة في ألمانيا وشرائها من قبل شركة ماغنا الكندية، بمشاركة مجموعات عامة روسية.

ويشيد ألمان كثيرون ببراغماتيتها وبساطتها، لكن قناعاتها تبقى غامضة بالنسبة إليهم.

الأكثر مشاركة