أوباما يقضي إجازته في منـزل قـروي على حسابه الخاص
رؤساء سابقون وإجازاتهم
بيل كلينتونكانت إجازته في صيف 1996 واحدة من أرخص إجازاته تكلفة، حيث تعرض للانتقاد لاختياره جزيرة مارثا فينيارد التي سبق له ان قبل عروضاً بتمضية إجازات مدفوعة فيها، وتحت ضغط الانتقاد ات اختار تمضية إجازته في ذلك العام في وايومينغ. إبراهام لينكولنخلال الحرب الأهلية الأميركية كان لينكولن يصطحب أسرته الى «بيت الجندي» في ضواحي واشنطن، وهو المكان الذي خط فيه وثيقته بشأن تحرير العبيد.
جورج بوشكان يهوى الهروب الى مزرعته في كراوفورد في ولاية تكساس، وبلغ مجموع ما أمضاه فيها سدس المدة التي قضاها في الرئاسة، أي انه أمضى 1020 يوماً في الرئاسة و490 في مزرعته وهو ما يفوق ما أمضاه أي رئيس أميركي آخر. ريتشارد نيكسونكان نيكسون يقضي إجازاته في منتجع «فلوريدا وايت هاوس ليفت في كاي بيسكاني» في ولاية فلوريــدا. |
حينما تكون رئيساً للولايات المتحدة وزعيماً للعالم الحر يصعب عليك اختيار المكان الذي تهرب اليه من ضغوط العمل وهموم السياسة الداخلية والخارجية لقضاء إجازة لبضعة أيام . لكن الاختيار بالنسبة للرئيس باراك أوباما وقرينته ميشيل بات محسوماً، فقد وقع الاختيار على جزيرة مارثا فينيارد آيلاند في عرض المحيط الأطلسي قبالة ساحل ولاية مساتشوسيتس في الشمال الشرقي من أميركا.
وسيقضي الزوجان اوباما وميشيل وابنتاهما ساشا وماليا وكلبهم، إجازة لمدة أسبوع في مزرعة «بلو هيرون» الواقعة في تشيلمارك التي اعتبرت البلدة الأغلى على الإطلاق في الولايات المتحدة في شريحة القرى والبلدات الصغيرة عام .2007
وتضم «بلو هيرون» التي تصل مساحتها الى 10 آلاف قدم مربعة منزلا فخما مزودا بكل اسباب الرفاهية والحياة العصرية ولا يقل ثمنه عن 20 مليون دولار، وفيه خمس غرف للنوم تعود في تصميمها وأثاثها الى الطراز الفيكتوري، وفيه كل ما يمكن أن يحتاج إليه الرئيس وأسرته من مرافق التسلية والترفيه مثل حوض للسباحة وملعب لكرة السلة وملعب للغولف وشاطئ خاص ويخت، وغير ذلك.
وستدفع أسرة أوباما تكلفة الاقامة في ذلك المنتجع الفخم الذي يعتبر على نطاق واسع بأنه للنخبة، والمعروف أن أسعاره غير اقتصادية وتترواح تكلفة الإقامة فيه لمدة اسبوع بين 35و50 ألف دولار.
ويقول موظفون في البيت الأبيض ومقربون من الرئيس إنه وأسرته مصممون على دفع ما يستحق عليهم من تكلفة الإجازة دون استثناء أو معاملة خاصة على خلاف الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون وعائلته الذين قبلوا قضاء الإجازة مرات عدة في مارثا فينيارد أثناء وجودهم في البيت الابيض على أنها هدية مدفوعة بالكامل قدمها إليهم أصدقاء ورجال أعمال على سبيل الهدية والمجاملة.
ويضيف هؤلاء أن القيمة الاجمالية مقسمة الى ثلاثة أقسام: الأول تدفعه اسرة اوباما من مالها الخاص والثاني من موازنة وحدات الأمن السري المكلفة بأمن الرئاسة والثالث من موازنة البيت الأبيض.
وقد أبدى رجال الأمن السري المكلفون بحراسة الرئيس الأميركي وعائلته تحفظات قوية على 20 مكاناً تم اقتراحها قبل أن يقع الاختيار على مزرعة «بلو هيرون» مكاناً للاجازة الرئاسية المقررة في نهاية اغسطس المقبل.
وفي عام 1998 استقبل انتوني فيشر المالك السابق للمزرعة وزوجته، الرئيس كلينتون وأسرته في حفل عشاء قبل ان يلقى الزوجان فيشر حتفهما في حادث تحطم طائرة في ابريل عام .2003
وتنطوي إجازة اوباما والسيدة الاميركية الاولى في مارثا فينيارد آيلاند على إضافة نوعية مميزة لتاريخ هذه الجزيرة التي أمضت فيها أسر من الأميركيين السود في السابق إجازات، حيث لم تكن موضع ترحيب في أماكن اخرى. وفي السنوات الاخيرة أصبحت فينيارد آيلاند الوجهة المفضلة لإجازات شخصيات مهمة من السود مثل المخرج سبايك لي والبروفيسور المرموق في جامعة هارفارد هنري لويس غيتس وأحد مستشاري الرئيس الاميركي هو «فاليري جاريت»
وإذا كانت إجازة لمدة أسبوع مكلفة للرئيس الأميركي على نحو يثير انتقاد الاميركيين بسبب الازمة الاقتصادية الراهنة أميركيا وعالميا وتناقضها مع الوعود التي قطعها لشعبه أثناء حملته الانتخابية فإن من المؤكد أن الوقت الذي يمضيه الرئيس مع عائلته لا يقدر بثمن.
عن «التايمز»