القراصنة في السويد يتمرّدون على القوانين. أرشيفية

صعود حزب «القرصنة الإلكترونية» في السويد

اكتسب «حزب القراصنة» السويدي شهرة واسعة بعد إدانة القائمين على موقع «بايرت باي» الذي كان يروج لمبادئ الحزب.

وعرف هذا الحزب الذي تأسس عام 2006 بمعارضته الشديدة للقوانين المقيدة لحرية تنزيل الأفلام والموسيقى وغيرها من منتجات الثقافة عبر الإنترنت. وكانت محكمة سويدية قد حكمت بالسجن عاماً في حق مؤسس الموقع وفرضت عليه غرامة مالية قدرها مليون يورو، والغريب في الأمر أن ذلك أدّى إلى ارتفاع عدد المنخرطين في الحزب السياسي المثير للجدل.أ

وخلال أيام قليلة تجاوز عدد المنخرطين 48 ألفاً بعدما كان عددهم حوالي 10 آلاف، ليصبح بذلك رابع أهم حزب في البلاد.

وقال مؤسس الحزب كريستيان إنغستروم، «هدفنا أن نحصل على مقعد في البرلمان الأوروبي ويلزمنا 100 ألف توقيع تقريبا»، ودخل إنغستروم (48 عاما) الذي دافع عن المصدر المفتوح للبرمجيات، العراك السياسي عام ،2004 ومنذ ذلك الوقت، ناضل من أجل فرض رؤيته بخصوص حرية البرمجيات.

ومن المتوقع أن يلتحق نائب عن حزب القراصنة بالبرلمان الأوروبي ليدافع عن حق المستخدمين في تحميل البرامج والملفات مجاناً من الشبكة العنكبوتية، وذلك بعد فوز مفاجئ للحزب في الانتخابات السويدية العامة قبل أسبوع.

وتشير نتائج الانتخابات الأخيرة إلى أن 19٪ من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، صوتوا لمصلحة الحزب، وبعد فوزه اختار الناطق بلسان الحزب ريك فالكينغ موقع «تورنت فريك» الشهير في مجال تحميل الملفات، ليهنئ أعضاء الحزب بالفوز التاريخي وجاء في البيان «لقد تمكنا اليوم من تغيير المشهد السياسي في السويد».

قام مشروع إنغستروم الانتخابي على محورين اثنين، هما إصلاح القوانين التي تقنن حقوق المؤلفين ووضع برامج لحماية الحياة الخاصة. وبما أن حزب إنغستروم يدعو إلى «شبكة عنكبوتية مفتوحة في مجتمع منفتح» فهو ينبذ أي رقابة على الموضوعات، ما عدا التجارية.

وخلافاً لما يعتقد البعض ، فإن قرصنة المواد الفنية تخدم الفنانين، ويعتبر إنغستروم، الذي يعارض بشدة القانون الجديد لمحاربة القرصنة الذي عرض على الجمعية العامة الفرنسية من جديد في مايو الماضي، أن هذا القانون المعروف بقانون «هادوبي» سيعود بأوروبا 20 سنة إلى الوراء، ولذلك يتمنى إنغستروم المتفائل بشأن نتائج الانتخابات الأوروبية أن يصبح حزبه نموذجاً يحتذى به خارج السويد.

وقد تشكلت أحزاب عدة شبيهة في أوروبا الأعوام الماضية، والتقت في 2007 في فيينا لمناقشة مستقبل العمل السياسي وكيفية الوصول إلى البرلمان الأوروبي ووضعوا 2009 موعداً حاسماً لهذا الهدف. وبعد ذلك بعام خاض حزب القراصنة الألماني الانتخابات في ولاية هيس إلا أنه لم يحصل إلا على 0.5٪ من الأصوات. وقد تم تسجيل الحزب رسمياً في كل من فرنسا وفنلندا وإسبانيا وبولندا.

الأكثر مشاركة