فلسطينيون يتظاهرون مطالبين بالإفراج عن أسراهم. إي.بي.إيه

«إذاعة الأسرى» تمد جسراً بين المعتقلين الفلسطينيين وذويهم

أطلقت «صوت الأسرى»، الإذاعة المتخصصة الأولى في غزة، البث التجريبي لها، لتبني جسراً بين المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وذويهم، متحدية قراراً إسرائيلياً بمنع أهالي أسرى قطاع غزة من زيارة أبنائهم منذ منتصف .2007

وجدت أم ابراهيم في الإذاعة التي بدأت بثها التجريبي الجمعة الماضية نافذتها لتوصلرسالتها إلى ابنها الأسير إبراهيم بارود (45 عاماً) الذي أمضى 24 عاماً من محكوميته البالغة 27 عاماً، وقالت «الإذاعة ستعوضنا عن منعنا زيارة أولادنا». وفي رسالتها على الهواء مباشرة، أبلغت ابنها المحتجز حالياً في سجن المجدل أن شقيقه التوأم محمد أصبح جداً. ويمتلك الأسرى أجهزة راديو تمكنهم من متابعة المحطات الإذاعية المحلية.

وكانت أم إيهاب تهيئ نفسها لبث رسالة صوتية مباشرة عبر الإذاعة لابنيها في سجن كتسيعوت في النقب، جنوب إسرائيل، وتقول «أنا سعيدة، لأن ايهاب ومحمد سيطمئنان علينا، وهما يسمعان صوتنا عبر إذاعة الأسرى.. هذا خبر مفرح».

ويغطي بث الإذاعة معظم الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، وفقاً لمدير إذاعة «صوت القدس» المحسوبة على حركة الجهاد الإسلامي، صالح المصري الذي يوضح أنه بالتنسيق مع الجهات المختصة في حكومة غزة (حماس) والسلطة الوطنية في رام الله، يصل بث الإذاعة إلى كل المناطق التي فيها سجون إسرائيلية. وهي جسر بين جميع الأسرى داخل سجون الاحتلال وأهليهم .

ويقول«أصبح في إمكان الأسرى الاستماع لاخبار ذويهم السارة عبر البرامج المفتوحة والمباشرة على مدار الساعة، وسنفرد مساحات واسعة للأسرى ليوصلوا رسائلهم الصوتية إلى أبنائهم وذويهم».

وبثت الإذاعة رسائل صوتية مباشرة لمعتقلين من داخل السجون، خصوصاً من سجن كتسيعوت . ونقلت أن الأسرى في سجن النقب يتجمعون حول أجهزة الراديو للاستماع للإذاعة .

وبثت رسالة للمعتقل أبوحسن «نبشركم بأن الأسرى موحدون، نطالبكم بالوحدة في وجه الاحتلال» وتحدث أسرى آخرون عن «استمرار الوضع المأساوي في السجون، المعاملة قاسية ولا إنسانية».

ولا يكشف الأسرى أسماءهم الحقيقية خوفاً من ملاحقتهم من إدارة السجن، لاسيما أن الأسرى يستخدمون أجهزة هاتف نقال يتم تهريبها إلى داخل السجون.

ويقول المصري «رسالة الإذاعة إنسانية واجتماعية، الأسرى سيوصلون مظلوميتهم إلى الإعلامين، المحلي والخارجي، ومنظمات حقوق الإنسان، حول الإجراءات والممارسات القمعية ضدهم. بصوتهم، يسلطون الضوء على قضاياهم».

وتوجه «أم سليم» مؤشر الراديو، لعلها تسمع صوت ابنها سليم الكيالي (57 عاماً)والمعتقل منذ مايو 1983 بتهمة مشاركته في قتل إسرائيليين.

وتقول المرأة التي أعياها المرض، وهي ترقد على سرير في غرفة ابنها وتحتضن صورته، «أنتظر دقيقة بدقيقة أن أراه، أمنيتي أن أسمع صوته قبل أن أموت، تزوجت ابنته الوحيدة التي لم يرها ولم يفرح بها».

وفي مقر الإذاعة في غزة، ينهمك محررو الأخبار ومعدو البرامج، الذين قضى جميعهم فترات مختلفة في السجون الإسرائيلية، بإعداد البرامج، ولا يتوقفون عن حث مراسلين ومعدي برامج متطوعين ينتشرون في الضفة وغزة «لإعداد تقارير وبرامج إذاعية».

الأكثر مشاركة