الاحتلال يقتـل 45 فلسطـيــــــنياً فــي أحضــــان «الأونــــــروا»

شهداء فلسطينيون في المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الغوث في جباليا. رويترز

نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة دموية جديدة، عندما استهدفت الطائرات والمدفعية الحربية الإسرائيلية بقذائف عدة مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في مخيم جباليا شمال قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد 45 فلسطينياً، في اليوم الـ11 من العدوان الذي سقط فيه 72 شهيداً، فيما اعترفت الاحتلال بمقتل ثلاثة من جنوده وضابط وإصابة نحو 70 بجراح منذ بداية الاجتياح البري على قطاع غزة، وتوسع المواجهات الى المناطق السكنية المكتظة.

وتفصيلاً، استهدفت قوات الاحتلال مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الغوث في جباليا ما أوقع 42 شهيداً على الأقل وعشرات الجرحى، فيما ذكرت وكالات الأنباء ان عدد الشهداء مرشح للارتفاع في ضوء الجراح الخطيرة لعدد من الجرحى، وعدم تمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم.

وتضم المدرسة التي تعرضت للقصف عائلات أوت إليها بعد أن دمرت اسرائيل منازلها في العدوان المتواصل على القطاع منذ 11 يوماً، وبعد ساعات قليلة من إعلان وكالة الغوث عن استهداف مدرستين تابعتين للوكالة في غزة ورفح وسقوط عدد من الشهداء والجرحى فيهما.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية أمس مزيداً من المنازل السكنية والمدراس التي تؤوي المواطنين الفلسطينيين المدمرة بيوتهم، حيث تجاوز عدد المنازل المستهدفة 26 منزلاً، ما رفع عدد الضحايا في صفوف المدنيين بصورة كبيرة، خصوصاً الأطفال، وفي الوقت الذي كانت اسرائيل تغير بشدة على غزة وتقصف بعنف ارجاء المدينة، في محاولة لإخراج الجرحى من المنازل المدمرة، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» أنها تمكنت من اسقاط طائرة استطلاع اسرائيلية في رفح، وأنها استولت عليها.

كما أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس والوية الناصر مسؤوليتها عن مجموعة من العمليات والاشتباكات العنيفة مع قوات الاحتلال في مناطق مختلفة من القطاع، من بينها اشتباك خاضه مقاومو السرايا والقسام مع وحدة اسرائيلية خاصة غرب مدينة غزة.

وكانت كتائب القسام أعلنت أن مقاتليها قتلوا 10 جنود إسرائيليين في مواجهات على الشريط الحدودي.

في سياق متصل، صرح وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك للإذاعة الإسرائيلية العامة أن الجيش قطع قطاع غزة الى قسمين وحاصر مدينة غزة.

وأضاف «لا يمكن لبلد ان يسمح لمنظمة ارهابيين بأن تكدر حياة مواطنيه»، وأدلى باراك بتصريحاته اثناء تفقده مدينة سديروت حيث سقطت اربعة صواريخ لم تسفر عن إصابات.

وبعد ليلة شهدت معارك عنيفة، خصوصاً في أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح على حدود مدينة غزة، تواصلت المواجهات في المناطق نفسها، وكذلك في مناطق سكنية في جباليا وبيت لاهيا في شمال القطاع وفي خانيونس والبريج ودير البلح جنوباً.

واستشهد خمسة فلسطينيين في غارات اسرائيلية على مدرستين تديرهما الأمم المتحدة في مدينة غزة وجنوب القطاع، وفق مصدر طبي ومتحدث باسم الأمم المتحدة.

ولجأ آلاف من الفلسطينيين الذين فروا من مناطق المواجهات أو الذين دمرت منازلهم الى مدارس تابعة للأمم المتحدة في غزة.

كما استشهد ثمانية فلسطينيين بينهم ستة مقاتلين في مواجهة مع قوة اسرائيلية في دير البلح، فيما استشهد ثمانية فلسطينيين في جباليا وثلاثة في حي الزيتون، وفق مصادر فلسطينية.

واستشهد فلسطينيان من ضحايا حي الزيتون تحت أنقاض مبنى من أربع طبقات تعرض لغارة جوية، فيما تتواصل أعمال البحث بين الأنقاض للعثور على 20 آخرين. وعلى الرغم من استمرار الهجوم، اطلقت عشرات من الصواريخ على جنوب اسرائيل، وسقط احد هذه الصواريخ للمرة الأولى على بعد اكثر من 45 كلم شمال شرق قطاع غزة مستهدفاً مدينة قطرة (غديرة).

واعترفت إسرائيل بمقتل خمسة جنود وإصابة نحو 70 بجراح منذ بداية العدوان البري على غزة. وأعلن الجيش أن ضابطاً في وحدة المظليين التابعة له قتل أمس في المواجهات مع الفصائل الفلسطينية.

وقال متحدث باسم الجيش إن الضابط القتيل ينتمي للواء المظليين. وأضاف يبدو أن هذا الحادث أيضاً يعود إلى إطلاق قذيفة من دبابة إسرائيلية عن طريق الخطأ باتجاه إحدى المناطق التي كان ينشط فيها جنود من لواء المظليين.

وبحسب المصادر الإسرائيلية فإنه بين الجرحى الذين أصيبوا في جبل الكاشف قائد لواء غولاني آفي بيلد، وعدد من الضباط، واصفة جراح أحدهم بأنها بالغة الخطورة وجراح ثلاثة آخرين بالخطيرة والبقية بين متوسطة الى طفيفة.

وأعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية أنها استدرجت الجنود الإسرائيليين إلى منزل مفخخ في جبل الكاشف، ومن ثم فجرته بهم موقعة العشرات منهم بين قتيل وجريح، فيما اعترفت اسرائيل بمقتل ثلاثة جنود وإصابة 23 قائلة إنهم أصيبوا بطريق الخطأ عندما قصفت دبابة المنزل الذي دخلوه في سعيهم للتوغل اكثر باتجاه مدينة غزة.

بيريز: إسرائيل غير قلقة حيال صورتها
رفض الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أمس، بقوة الجهود الأوروبية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقال ان اسرائيل غير قلقة حيال صورتها في العالم.

وأبلغ بيريز وفداً وزارياً أوروبياً في القدس «على أوروبا ان تفتح عينيها. نحن لا نقوم بعلاقات عامة. نقاتل الإرهاب ولنا الحق المطلق في الدفاع عن مواطنينا». وأبلغت المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر بيريز بأن «صورة اسرائيل دمرت» عبر رفضها الاستماع الى نداءات وقف اطلاق النار من المجتمع الدولي، بحسب ما نقل بيان للرئاسة الإسرائيلية. وعلى الرغم من الضغوط الدولية، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت اي وقف لإطلاق النار من دون ضمان الوقف الكامل لإطلاق الصواريخ من غزة على الأراضي الإسرائيلية.

وصرحت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني للوفد الأوروبي الذي دعا الى وقف فوري لإطلاق النار ان اسرائيل لن تبرم «اتفاقا مع الإرهاب»، في اشارة الى حركة المقاومة الإسلامية «حماس».
القدس المحتلة ــ أ.ف.ب

اعتقال نائب من «حماس» في الضفة
اعتقل الاحتلال الإسرائيلي أمس، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» عبدالجابر فقهاء في مدينة رام الله في الضفة الغربية.

وقالت مصادر فلسطينية إن قوة إسرائيلية دهمت منزل فقهاء، وحاصرته قبل أن تقتحمه وتعتقل النائب الفلسطيني. وكان فقهاء أفرج عنه من السجون الإسرائيلية قبل شهرين بعد اعتقال دام 30 شهراً.

وفي السياق نفسه اعتقلت القوات الإسرائيلية رئيس بلدية البيرة جمال الطويل والناطق باسم «حماس» فرحات اسعد في رام الله، وكلاهما سبق اعتقاله في السجون الإسرائيلية.

يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقل نحو 40 نائباً من «حماس» منذ عامين ونصف العام، رداً على قيام الحركة بأسر واحتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت في غزة. وكانت القوات الإسرائيلية اعتقلت 16 فلسطينياً في الضفة الغربية.
رام الله ــ د.ب.أ

تويتر