إسرائيل تتوعد بالمزيد بعد مجزرة غزة. أ.ب

210 شهداء في مجزرة «الرصاص المصبوب» على غزة

في أبشع مجزرة إجرامية منذ «مَحْرقة غزة» التي تعرّض لها القطاع فبراير الماضي، بدأت إسرائيل أمس، عدوانها العسكري الذي انت قد هددت به على غزة، وأسمته «الرصاص المصبوب» بسلسلة غارات استهدفت مواقع أمنية وحكومية تابعة لحركة المقاومة الاسلامية «حماس»، في مناطق متفرقة،ما أسفر عن استشهاد أكثر من 210 فلسطينيين، بينهم عدد من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 700 آخرين، في حصيلة قابلة للارتفاع. وفيما دعت حماس إلى الرد بكل السبل على المجزرة، أعلنت الفصائل الفلسطينية الأخرى النفير العام، بينما دعت السلطة في رام الله إلى ضبط النفس.

وتفصيلاً، بدأت قوات الاحتلال جريمتها الجديدة في القطاع المحاصر، بقصف مقاتلات إف 16 بالصواريخ مواقع الشرطة الفلسطينية التابعة لحركة «حماس»، غداة تصريحات لوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ذكرت حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» إنها أبلغت دولاً عربية وغربية بالعملية العسكرية على غزة التي أطلق عليها الاحتلال اسم «الرصاص المصبوب». وقالت مصادر إعلامية إن قوات الاحتلال أطلقت نحو 30 صاروخًا على أهداف في مدينة غزة، بمعدل أربعة صواريخ على الأقل على كل هدف، في مرحلة أولى، أعقبتها غارات متتالية ومستمرة، وهو القصف الذي وصفه الأهالي بـ«محرقة غزة الجديدة». وأكدت مصادر استشهاد 210 أشخاص، بينهم مدير جهاز الشرطة التابع لـ«حماس» اللواء توفيق جبر وعدد كبير من أفراد الشرطة، في حين تجاوز بلغ عدد الجرحى أكثر من 700 شخصاً وسادت أجواء من الهَلَع بين الأهالي الذين اندفعوا إلى الشوارع. واشتركت في الغارات طائرات الأباتشي التي أمطرت القطاع بعشرات الصواريخ، وغطت سحب الدخان الكثيف الناتج عن القصف سماء القطاع، وهرعت سيارات الإسعاف إلى مناطق القصف، وسط مخاوف من تزايد عدد الضحايا، نظراً لوقوعه في ساعة الذروة وخروج التلاميذ من مدارسهم. وقد حضرت «الإمارات اليوم» منذ اللحظات الأولى للعدوان إلى أول مقرات شرطة الحكومة المقالة التي استهدفها القصف، حيث تناثرت جثث الشهداء والقتلى من عناصر الأجهزة الأمنية والمدنيين حول الأماكن التي ركّز عليها القصف. ووفقًا لتقارير ميدانية، شمل القصف كل أرجاء قطاع غزة، وخصوصاً مدن دير البلح ومخيم جباليا ورفح جنوبي القطاع. وقد تضرر الكثير من المساكن والمحال التجارية جراء القصف.وبحسب شهود، فإن الغارات توالت في وقت واحد على جميع المقرات الأمنية من شمالي غزة إلى جنوبيها، ولم يعرف عدد المقار التي تَمّ قصفها، لكن مصادر فلسطينية ذكرت أن أغلب المقار الأمنية التابعة للحكومة في غزة تَمّ قصفها بشكل مفاجئ. وعلى إثر ذلك دعت حماس عناصر الشرطة كافة، إلى إخلاء المقرات الأمنية. وتحدثت المصادر عن عشرات الفلسطينيين العالقين تحت الأنقاض. وقالت إن مواطنين «أبلغونا عن عشرات المصابين أو الشهداء تحت الأنقاض».

وأكد مصدر في حركة فتح استشهاد عدد من سجناء الحركة في معتقل السودانية في غزة، ودعا حماس إلى إطلاق سراح المعتقلين كافة فوراً، لضمان سلامتهم.

وقال مساعد لوزير الحرب الإسرائيلي بعد الضربات الجوية التي دمرت كثيراً من مقارّ الشرطة في قطاع غزة إن إسرائيل مستعدة لتصعيد هـجومها العــسكري عــلى قطاع غزة. وتابع لـ«رويترز» «العملــية ستتواصـل وتتسع كلما لزم الأمر ووفقاً لتقــييم (القادة)... نواجه فترة لن تكون بسيطة أو سهلة». وأعلن المتحدث العسكري آفي بنياهو لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن العملية على غزة «ليست إلا في بدايتها».

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفي بيان إنه «يدين هذا الاعتداء» ويدعو إلى ضبط النفس. ودعا ياسر عبد ربه، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في مؤتمر صحافي في رام الله إلى وقف «العدوان الاسرائيلي والنأي عن فتح جراح أخرى سياسية أو غير سياسية».

و حمّل مستشار الرئيس الفلسطيني نمر حمّاد من وصفهم بـ«منفذي الأعمال الطائشة» مسؤولية إعطاء الذريعة لإسرائيل للقيام بمثل هذا العدوان.

ودعت «حماس» على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم جناحها العسكري عز الدين القسام إلى الرد بإطلاق الصواريخ في أبعد مدى تصل إليه داخل إسرائيل، والقيام بعمليات حيثما طالت أيديهم. وحمّل الصمت العربي والدولي المسؤولية عن هذا العدوان الإسرائيلي، مؤكدة أن «كل الخيارات مفتوحة». وأعلنت كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية من جنين، حالة الاستنفار العام من أجل الدفاع عن أبناء شعبنا الفلسطيني ومواجهة العدوان الإسرائيلي. كما أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، حالة الاستنفار في صفوف مقاوميها.

وقال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خالد البطش «إسرائيل بدأت حرباً مفتوحة للحصول على ما تريد من تنازلات، وهذا العداون والرسالة الدموية، لم يكونا ليحدثا لولا الصمت العربي».

وأكد أن «مقاومة الاحتلال الإسرائيلي أمر مقدس لنا ولا تنازل على المقاومة». وشبه البطش الغارات الإسرائيـلية بالعـداون الإسرائيلي على لبنان في يوليو عام 2006 .

وأضاف: «ما يحدث الآن يهدد الوضع الإنساني وكل الأوضاع في قطاع غزة .. الشعب الفلسطيني لم يخير في الموت بين الموت جوعًا أو في انتظار الدواء أو الموت في الغارات».

ودان نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الغارة الإسرائيلية، مؤكدًا أن إسرائيل تجهّز لمثل هذا العدوان في وقت ليس بالقصير، وغير مرتبط بانتهاء التهدئة. ودعا إلى موقف فلسطيني موحد ، وإلى جبهة مقاومة متحدة لمواجهة عربدة الاحتلال الإسرائيلي.

مقتل إسرائيلية وإصابة 5 بصواريخ المقاومة

لقيت إسرائيلية مصرعها وأصيب خمسة آخرون، بينهم واحد في حالة حرجة، عندما سقطت صواريخ أطلقتها المقاومة الفلسطينية على تجمّع نتيفوت في النقب الغربي، وسقط إحداها على بيت في المنطقة.

وأعلنت القسام قصف نير إسحاق بأربعة صواريخ قسام، ونتيفوت بثمانية صواريخ، كما أعلنت قصف عسقلان بثلاثة صواريخ «غراد»، وسديروت بصاروخي قسام.

كما أعلنت سرايا القدس مسؤوليتها عن قصف مستوطنة كفار عزا بثلاثة صواريخ من طراز «قدس»، وأعلنت قصف سديروت وعسقلان بثمانية صواريخ.

من جهتها أعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وكتائب شهداء الأقصى إطلاق صاروخين على معبر صوفا. وأعلنت كتائب المقاومة الوطنية قصف البلدات والمستوطنات المجاورة للقطاع بدفعة من الصواريخ، رداً على العدوان على القطاع.

من جهتها، أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية تجنيد جزء من الاحتياط مهمتهم الاتصال بالسلطات المحلية في المنطقة الجنوبية وتوجيه السكان.

يت لحم ـ معا

الأكثر مشاركة