<p align=right><font size=2>نيكسون طلب من كيسنجر أن يكتب 100 مرة عن خيانة المثقفين. نيوز ميكرز - أرشيفية</font></p>

نيكسون صنّف «الصحافة والحقوقيين» في خانة الأعداء

كشفت أشرطة تسجيلات صوتية، ومذكرات داخلية في البيت الأبيض، تعود الى ديسمبر عام 1972 تم السماح بالاطلاع عليها الأسبوع الماضي، أن الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون، كان كثير التشكك في من حوله، ما أوجد له كثير ا من الأعداء. وبعد شهر من إعادة انتخابه وفوزه على منافسه الديمقراطي جورج ماكغفرن، قال نيكسون لمستشاره للأمن القومي هنري كيسنجر: إنه يعتبر الصحافة والأكاديميين في الجامعات، والمعاهد وناشطي الحقوق المدنية، وجماعات حقوق الإنسان أعداء له مثل خصومه الديمقراطيين، وفيتنام الشمالية.

وفي تسجيل صوتي، جاء في مكالمة هاتفية بين نيكسون وكيسنجر، أن الرئيس أبلغ الأخير بأن سلاح الطيران الأميركي سيمطر فيتنام الشمالية قريبا بالقنابل. وأضاف نيكسون لكيسنجر بحضور مستشاره الكسندر هيغ «كل هؤلاء الذين ذكرتهم لك، وهم (الأكاديميون والصحافيون والحقوقيون) هم أعداء، واكتب ذلك 100 مرة لكي لا تنساه أبدا ».

ويقول الباحث الأكاديمي لوك نيتشر، المتخصص في تاريخ ادارة نيكسون: إن هذه التسجيلات والأشرطة تظهر «أنه كان يعاني من هوس تفاصيل حرب فيتنام، والتفكير المتصل بها بشكل أكبر مما كنا نعتقد من قبل، وإن إدارته واحدة من أكثر الإدارات سرية في التاريخ الأميركي، وتبين إلى أي مدى كان نيكسون يعاني أزمة ثقة في من حوله، وانعكس ذلك في شكوكه بمساعديه، وأن عملاءه يصبون غضبهم على منتقديه، وينهالون عليهم بأقذع الشتائم ولا يتوقفون عن البحث عن نقاط ضعفهم وكشف خصوصياتهم، من المشكلات النفسية والعقلية، وإدمان الكحول، في إطار صراعهم لاحتواء حركات التململ والقلاقل العامة، بسبب استمرار الحرب في فيتنام».

كما أظهرت مذكرة انه تم وصف حاكم ولاية ألاباما، الديمقراطي جورج والاس، والذي كان ينافس ماكغفرن على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي «بالمريض نفسيا» في إطار المحاولات، لإثارة المتاعب والمشكلات للديمقراطيين، بينما أظهرت تسجيلات أخرى أن عين نيكسون كانت مفتوحة ويقظة بشكل متواصل واستثنائي لمراقبة المظاهرات التي تقوم بها جماعات الحقوق المدنية والاحتجاجات التي ينظمها مناهضو الحرب، وأنه رغم الفوز الساحق الذي حققه في انتخابات الرئاسة إلا أن نيكسون يشعر بأنه محاصر من جبهات عدة.

وفي رسالة رفعها الى نيكسون، عن طريق سكرتيرة الرئاسة «روزماري وودز»، كرر مساعده الخاص باتريك بوكانان، والذي يعمل حالياً معلقا، ما جاء في مذكرة أخرى من أن والاس مريض نفسيا وأن توماس إيغلتون أحد قيادات الديمقراطيين كان يعاني متاعب في زواجه ومدمن كحول، واقترح على نيكسون، القيام بعملية تنظيف «للبيت من الداخل»، للتخلص من الموظفين والعاملين الذين يفتقرون للولاء والإخلاص بعد أن لاحظ أن شكوك الرئيس في مسؤولي إدارته وموظفيها لم تتوقف حتى بعد إعادة انتخابه .

وبدوره اشتكى مساعد الرئيس تشارلز كولسون، في مذكرة له تعود الى اغسطس ،1972 من أن صحافيي المال والأعمال والاقتصاد في نيويورك، أصبحوا في جيب منافسه الديمقراطي ماكغفرن، بينما كان مساعدون آخرون يحاولون التأثير في منظمات معادية وشخصيات ليست صديقة واجتذابها .

وقد أفرجت مكتبة نيكسون، التي تديرها دائرة الأرشيف الوطني الأسبوع الماضي، عن نحو 200 ساعة من التسجيلات الخاصة بالبيت الأبيض، ووضعتها على الإنترنت الى جانب نحو 90 ألفا من صفحات الوثائق والمذكرات الخاصة بإدارة نيكسون.

الأكثر مشاركة