الأتراك يختارون رئيسهم وأعضاء البرلمان وسط انقسام حاد

شهدت مكاتب الاقتراع في تركيا تدفّقاً كبيراً للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في مغلفات خضراء كبيرة، بداخلها بطاقة لاختيار الرئيس التركي للسنوات الخمس المقبلة، وأخرى لاختيار أعضاء البرلمان الـ600، وكانت المنافسة حامية بين الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، ومرشح المعارضة الرئيس كمال كيليتشدار أوغلو، وأغلقت مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة 17:00 بتوقيت تركيا، وجرت الانتخابات بعد نحو ثلاثة أشهر من زلازل مدمّرة ضربت جنوب شرق البلاد وأودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص.

وقالت وكالة أنباء الأناضول الرسمية إن أردوغان تصدّر نتائج الانتخابات بعد فرز نحو 85% من بطاقات الاقتراع، وحصد ما يزيد على 50% من الأصوات، مقابل 44% لمنافسه كيليتشدار أوغلو، لكن النتيجة النهائية بإعلان الفائز أو إجراء جولة إعادة ستعلنها اللجنة المشرفة على الانتخابات بعد فرز بقية صناديق الاقتراع.

في المقابل، أعلن كيليتشدار أوغلو أنه تصدّر النتائج متقدّماً على أردوغان، وقال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «نحن في الصدارة».

وصافح أردوغان مسؤولي الانتخابات لدى إدلائه بصوته في إسطنبول، وتحدّث مع مراسل لمحطة تلفزيونية في مركز الاقتراع، قائلاً: «نسأل الله مستقبلاً أفضل لبلادنا وأمتنا والديمقراطية التركية».

وأدلى منافسه كيليتشدار أوغلو بصوته في أنقرة، وعلت وجهه ابتسامة وسط تصفيق الحشود المنتظرة لدى خروجه من مركز الاقتراع، وقال لوسائل الإعلام: «أعبر عن حبي العميق واحترامي لكل المواطنين الذين يذهبون إلى صندوق الاقتراع ويدلون بأصواتهم. جميعنا نفتقد الديمقراطية كثيراً».

وفي الانتخابات الرئاسية التركية لعام 2023، كانت تركيا أمام خيارين متناقضين، بين أردوغان (69 عاماً) المتربع على السلطة منذ عشرين عاماً، ومنافسه كيليتشدار أوغلو (74 عاماً)، ولم يتعلق الأمر بجيلين مختلفين وإنما بأسلوب وقناعة، فأردوغان المتحدر من عائلة متواضعة في حي شعبي في إسطنبول ينادي بالقيم العائلية، ويحظى بثقة الأغلبية المحافظة، أما كيليتشدار أوغلو الذي ولد في أوساط متواضعة في ديرسم (تونجلي حالياً) في شرق الأناضول فهو خبير اقتصادي وموظف رسمي سابق ترأس الضمان الاجتماعي التركي، وهو منذ عام 2010 رئيس حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي ديمقراطي) الذي أنشأه مؤسس الأمة التركية مصطفى كمال أتاتورك الذي لطالما دعا إلى علمانية مشددة.

وما يدل على قناعاتهما المختلفة، أنهى أردوغان حملته مساء أول من أمس أمام كاتدرائية آيا صوفيا في إسطنبول التي حوّلها إلى مسجد في 2020، فيما أنهى منافسه حملته في أنقرة أمام ضريح أتاتورك.

وأمام حشد من مؤيديه تباهى أردوغان بإعادة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، قائلاً: «الغرب كله أصيب بالجنون، لكنني فعلت ذلك»، وبعد عودته إلى حي قاسم باشا الشعبي حيث ولد، وعد أردوغان البالغ 69 عاماً «بإعطاء درس جيد لأولئك الذين يريدون تقسيم البلاد».

أما السباق في الانتخابات البرلمانية فكان متقارباً بين تحالف الشعب المكوّن من حزب العدالة والتنمية المحافظ بزعامة أردوغان، وحزب الحركة القومية القومي وغيرهما، وبين تحالف الأمة بقيادة كيليتشدار أوغلو المؤلف من ستة أحزاب معارضة، من بينها حزبه: الشعب الجمهوري العلماني الذي أنشأه مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك. وراقبت الانتخابات بعثة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وقالت إنها ستصدر بياناً بملاحظاتها الأولية غداة يوم الانتخابات. وهناك 64 مليون ناخب من أصل 85 مليون نسمة يحق لهم التصويت في الانتخابات التركية، بينهم 5.2 ملايين شاب يصوّتون للمرة الأولى، و3.4 ملايين ناخب صوّتوا في الخارج، وبلغ عدد مراكز الاقتراع 50 ألفاً.

وخلال الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في 2018، فاز أردوغان من الدورة الأولى بعد حصوله على أكثر من 52.5% من الأصوات، ووعد باحترام حكم صناديق الاقتراع التي راقبها الآلاف من مؤيدي الجانبين.

64

مليون ناخب من أصل 85 مليون نسمة.

5.2

ملايين شاب يصوّتون للمرة الأولى.

3.4

ملايين ناخب صوّتوا في الخارج.

الأكثر مشاركة