صورة من فيديو تُظهر إطلاق قذيفة من مكان غير محدد في الصين ضمن مناوراتها حول تايوان. أ.ب

الجيش الصيني يبدأ مناورات عسكرية ضخمة حول تايوان

بدأ الجيش الصيني، أمس، أهم مناورات عسكرية في تاريخه حول تايوان، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة التي تعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.

وأعلنت القناة التلفزيونية الصينية الحكومية «سي سي تي في»، بدء أضخم تدريبات عسكرية على الإطلاق تنظمها بكين في محيط الجزيرة. وقالت القناة في رسالة نُشرت على شبكة ويبو للتواصل الاجتماعي: «التدريبات بدأت».

وأطلق الجيش الصيني سلسلة من التدريبات العسكرية في ست مناطق بحرية حول تايوان على طول طرق التجارة المزدحمة، ولا تبعد في بعض أجزائها أكثر من 20 كيلومتراً عن شواطئ تايوان.

وقالت قيادة منطقة العمليات الشرقية في الجيش الصيني إنها استكملت عدة عمليات إطلاق لصواريخ تقليدية في المياه قبالة الساحل الشرقي لتايوان، أمس، في إطار تدريبات مقررة.

وقال متحدث باسم القيادة في بيان إنه تم رفع الضوابط ذات الصلة على المجالين البحري والجوي بعد اكتمال عمليات الإطلاق.

وقال الكولونيل شي يي المتحدث باسم قيادة المسرح الشرقي للعمليات، إن القوات الصينية شنت «هجوماً بقوة الصواريخ التقليدية متعددة النماذج على مناطق بحرية محددة سلفاً قبالة الجزء الشرقي من تايوان».

وأضاف الكولونيل شي أن «جميع الصواريخ أصابت الهدف بدقة، وجرى اختبار دقة الضربة وموانع دخول المنطقة».

وتؤكد بكين أن هذه التدريبات، وكذلك تدريبات أخرى محدودة بدأت في الأيام الأخيرة، هي «إجراء ضروري وشرعي» بعد زيارة بيلوسي.

وقالت هوا تشون ينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية للصحافيين إن «الصين في وضع الدفاع الشرعي عن النفس».

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية أن التدريبات تهدف إلى محاكاة «حصار» للجزيرة، وتشمل «مهاجمة أهداف في البحر وضرب أهداف على الأرض، والسيطرة على المجال الجوي».

وذكرت صحيفة «غلوبال تايمز»، نقلاً عن محللين عسكريين، أن التدريبات ستجرى على مدى «غير مسبوق»، لأن الصواريخ ستحلق فوق تايوان للمرة الأولى.

وقالت الصحيفة المعروفة بلهجتها القومية: «هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها الجيش الصيني ذخيرة حية ونيران مدفعية بعيدة المدى فوق مضيق تايوان».

وفي إجراء احترازي لضمان السلامة، منعت إدارة الأمن البحري الصينية السفن من دخول المناطق المعنية.

وستجرى هذه التدريبات في سلسلة من المناطق التي تطوق تايوان، وبعضها على بعد 20 كيلومتراً فقط عن الساحل التايواني، وستستمر حتى ظهر الأحد.

وقال مصدر عسكري صيني، طلب عدم كشف هويته، «إذا اصطدمت القوات التايوانية عمداً (بالجيش الصيني) وأطلقت رصاصة عرضاً، سيرد (الجيش الصيني) بقوة، وسيكون على الجانب التايواني تحمُّل كل العواقب».

وفور بدء المناورات، أكد الجيش التايواني أنه «يستعد للحرب من دون السعي إلى الحرب». وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان، إن «وزارة الدفاع الوطني تؤكد أنها ستلتزم مبدأ الاستعداد للحرب من دون السعي للحرب».

وقال مصدر مطلع لـ«رويترز»، أمس، إن الجيش الصيني توغل مرات عدة بشكل سريع داخل الخط الفاصل الذي يقسم مضيق تايوان.

وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إن نحو 10 سفن من البحرية الصينية عبرت لفترة وجيزة الخط الفاصل.

وأضاف المصدر أن العديد من الطائرات التابعة للقوات الجوية الصينية عبرت الخط الفاصل مرات عدة صباح أمس، ما دفع تايوان إلى نشر طائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي لتتبع حركة الطائرات الصينية.

الأكثر مشاركة