الانفجار دمر 6000 بناية في بيروت. أ.ف.ب

انطلاق مشاورات تكليف رئيس حكومة لبنانية جديدة على وقع غضب الشارع

جددت دولة الإمارات دعمها للشعب اللبناني في جلسة الإحاطة الافتراضية بالأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في لبنان، فيما انطلقت، أمس، مشاورات سياسية على مستويات عدة بهدف التوصل إلى تسمية رئيس حكومة جديد في لبنان بعد استقالة حكومة حسان دياب، على وقع غضب عارم في الشارع جراء انفجار مرفأ بيروت الذي خلف 163 قتيلاً ونحو 6000 مصاب، ودمر نحو 6000 بناية.

ولم تُسجل في لبنان مظاهر احتفال بالاستقالة، في وقت استمرت مطالبة المتظاهرين بإسقاط كل الطبقة السياسية. وغالباً يستغرق تشكيل الحكومات في لبنان أسابيع وحتى أشهراً. وتوقّع أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية ببيروت هلال خشان «ألا تكون هناك حكومة لأشهر طويلة»، منبّهاً إلى أنّ «لبنان يقف على مفترق طريق مؤلم».

ولا يُعرف ما إذا كان حجم الكارثة وتبعاتها، وما تلاها من تعاطف ودعم دولي ومناشدات للإسراع في اتخاذ خطوات تريح الشعب، قد يدفع الفرقاء السياسيين هذه المرّة إلى تحمّل مسؤولياتهم أمام مواطنيهم.

وفي الشارع اللبناني لم يكن لاستقالة الحكومة أي صدى، ونزل المتظاهرون بعد الإعلان إلى وسط بيروت مصرّين على أن «المنظومة السياسية» المتهمة بـ«الفساد والفشل» يجب أن تحاسب بأكملها بعد كارثة المرفأ.

وأعلن الجيش اللبناني، أمس، تشكيل غرفة طوارئ تضمّ ممثلين عن الوزارات المعنية ومحافظة بيروت والهيئة العليا للإغاثة والصليب الأحمر والدفاع المدني، لتنسيق جهود الإغاثة.

وتتواصل عمليات رفع الأنقاض من أحياء عدة في العاصمة بمبادرات فردية ومن منظمات غير حكومية، كما يقدم أفراد وجمعيات مساعدات للسكان الذين شرد الانفجار نحو 300 ألف منهم من منازلهم.

وعلى صعيد التضامن الدولي، جددت دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها للشعب اللبناني في جلسة الإحاطة الافتراضية حول الوضع الإنساني في لبنان، عقب الانفجار المأساوي الذي وقع في بيروت في الرابع من أغسطس الجاري.

واستهلت نائبة المندوبة الدائمة والقائم بأعمال بعثة الدولة لدى الأمم المتحدة، أميرة الحفيتي، كلمتها بالقول: «قلوبنا مع الشعب اللبناني، حيث كان صموده أسطورياً، ومن الواضح أننا في مرحلة أصبح فيها الدعم الدولي ضرورياً».

وأشارت إلى تعاون وشراكة دولة الإمارات مع الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى لبنان، حيث انضمت الدولة عقب وقوع الانفجار مباشرة إلى كل من منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لإرسال 30 طناً من الأدوات الجراحية وعلاج الصدمات والإمدادات الطبية الأخرى إلى لبنان من دبي، والتي تضم أحد أكبر مراكز الإمدادات والخدمات اللوجستية التابعة للأمم المتحدة.

ولفتت إلى أن دولة الإمارات أرسلت رحلتين إضافيتين تحملان 51 طناً، كما تستعد لإرسال المزيد من المساعدات تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات».

وأعربت الحفيتي عن تقديرها لالتزام موظفي الأمم المتحدة ولجهودهم في الاستجابة الميدانية وحشد المساعدات بما في ذلك عملهم الدؤوب في عقد مؤتمر استضافته العاصمة الفرنسية باريس الأحد الماضي عبر الاتصال المرئي للمانحين من أجل دعم لبنان.

وأضافت: «ستستمر الإمارات في الشراكة والتنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، ونحن في الدولة نقف مع شعب لبنان في تعافيه من هذه المأساة».

الجدير بالذكر أن الإحاطة تمت عبر تقنية الاتصال المرئي بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، وتم خلالها تقديم معلومات مستجدة عن الوضع الإنساني في لبنان والنهج الذي تتبعه الأمم المتحدة وشركاؤها من المنظمات الإنسانية الأخرى في الاستجابة للأزمة الطبية والغذائية والاقتصادية الناجمة عن الانفجار.

حضر الإحاطة وزراء خارجية كل من مصر والأردن والجزائر والعراق.

من جانب آخر، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، «إن بلاده مستعدة للوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق، ولديها ثقة بقدرته على تجاوز الأزمة ومواجهة التحديات التي فرضها تفجير المرفأ».

ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن شكري قوله، بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا ببيروت: «هناك تراكمات سببت الكثير من المعاناة والتحدي، ومن الضروري العمل على الأولويات الخاصة للشعب اللبناني وإعادة الإعمار». وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، أمس، أن لبنان لن يكون وحيداً في مواجهة تداعيات انفجار مرفأ بيروت. وقال عقب لقائه الرئيس اللبناني في قصر بعبدا: «مصاب لبنان مصابنا، وقد نقلت إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هذه الرسالة».

• الجيش اللبناني يعلن تشكيل غرفة طوارئ لتنسيق جهود الإغاثة.. وتَواصل رفع الأنقاض.

الأكثر مشاركة