ترامب قلّل من أهمية الحاجة إلى وضع كمامة مستنداً إلى رؤيته الخاصة. أ.ف.ب

بكين: بومبيو لا يملك أدلة على أن مصدر «كورونا» مختبر صيني

أكدت بكين، أمس، أن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، «لا يمكنه تقديم أدلة» على تسرّب فيروس كورونا المستجد من مختبر صيني، «لأنه لا يملكها»، فيما أعلن جون راتكليف، الذي عينه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مديراً للاستخبارات، أنه سيركز على الصين، كونها الدولة التي تطرح أكبر تهديد، موضحاً أن بكين مصممة على انتزاع موقع الولايات المتحدة كدولة عظمى عالمياً.

وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا شونيينغ، بأن «بومبيو تحدث مرات عدة، لكنه لا يستطيع تقديم أدلة».

وأضافت: «لماذا؟ لأنه لا يملك أياً منها»، مشددة على أن مصدر المرض مسألة يجب أن تترك للخبراء العلميين، «بدلاً من سياسيين يكذبون باسم ضرورات السياسة الداخلية».

يأتي ذلك في وقت نُقل فيه عن الرئيس الصيني، شي جينبينغ، أمس، قوله إن الوقاية من فيروس كورونا والسيطرة عليه لاتزالان تواجهان عدم تيقن كبيراً، في الوقت الذي تعتزم فيه الحكومة اتخاذ المزيد من الإجراءات، لتخفيف الأعباء الضريبية على الشركات وتعزيز الدعم الائتماني.

وذكر التلفزيون الرسمي أن الحكومة قالت في اجتماع آخر لها، برئاسة رئيس الوزراء لي كه تشيانغ، أمس، إنها ستدعم البنوك، لإصدار المزيد من القروض دون ضمانات، وتمديد آجال ومدفوعات الفائدة للشركات التي تبقي على العاملين.

وقال بومبيو، الأحد الماضي، إن هناك «عدداً هائلاً من الأدلة» على أن الفيروس المسبّب لمرض «كوفيد-19» تسرّب من مختبر للفيروسات في مدينة ووهان بوسط الصين، حيث ظهر للمرة الأولى في نهاية العام الماضي. وصرح بومبيو لشبكة «إيه بي سي»، الأحد الماضي، بأن «هناك عدداً هائلاً من الأدلة، يشير إلى أن هذا هو المصدر» (المختبر)، لكنه رفض التعليق على فرضية أن نشره كان متعمداً.

وفي سياق الهجوم الأميركي على الصين، أعلن جون راتكليف أنه سيركز على الصين، كونها الدولة التي تطرح أكبر تهديد، لكن راتكليف المدافع الصريح عن دونالد ترامب، تعرض لضغوط خلال جلسة الاستماع المخصصة لتثبيت تعيينه في مجلس الشيوخ، وسئل ما إذا قد كان مستعداً لتسييس الجهاز الاستخباراتي لإرضاء الرئيس ترامب.

وهي المرة الثانية التي يترشح فيها راتكليف لتولي هذا المنصب، الذي لم يشرف عليه أي مسؤول ثابت منذ تسعة أشهر تقريباً، بعد فشل خطة سابقة لتعيينه في أغسطس بسبب تساؤلات حول خبرته. وأعلن راتكليف، العضو الجمهوري في الكونغرس من تكساس، أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ: «أعتبر الصين كأكبر تهديد حالياً»، موضحاً «أي في ما يتعلق بوباء (كوفيد-19)، والدور الذي تضطلع به الصين. والسباق لتطوير شبكة الجيل الخامس في الاتصالات. وقضايا القرصنة المعلوماتية.. جميع هذه القضايا مرتبطة بالصين».

وفي الصين، عاد تلاميذ مدينة ووهان الصينية، مصدر فيروس كورونا المستجد، إلى صفوفهم، أمس، التي دخلوها مرتدين أقنعة وقائية، وبعد عبورهم واحداً تلو الآخر أمام ماسحات حرارية لقياس حرارة الجسم.

وللمرة الأولى، منذ أن أغلقت مدينتهم كاملةً في يناير، استأنف طلاب المرحلة النهائية في 121 مؤسسة الدروس أمام الألواح الخشبية والشاشات الرقمية.

وتشكل العودة إلى المدارس، أمس، آخرة خطوات العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية في ووهان ومقاطعة هوباي.

وأغلقت المدينة التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد، أواخر العام الماضي، وتمدد منها إلى العالم، لمدة 76 يوماً، ولم تستعد نشاطها حتى الشهر الماضي.

وشمل إجراء العودة إلى المدرسة فقط الطلاب الأكبر سناً، في المرحلة النهائية المهنية والثانوية، إذ عليهم الاستعداد لامتحان حاسم يقرر مصير دخولهم إلى الجامعة.

ولم تحدد السلطات مواعيد عودة تلاميذ المراحل الأخرى إلى صفوفهم، لكن بعض البلدات سمحت لهم باستئناف الدراسة.

وقال المسؤولون في ووهان إن على الطلاب والمعلمين جميعاً أن يكونوا خضعوا لفحص مسبق لفيروس كورونا المستجد، قبل أن يعودوا إلى الصفوف، وأن المنشآت التعليمية جميعها يجب أن تخضع لعملية تعقيم وتنظيف مسبقة.

واستعداداً لفتح الأبواب، قامت بعض المدارس بإبعاد المقاعد عن بعضها، وحضرت الصفوف بشكل تتسع فيه لعدد أقل من الطلاب، وفق الإعلام المحلي.

وعلى مداخل المدارس، كانت الماسحات الحرارية بانتظار التلاميذ، ولم يسمح لمن سجل ارتفاعاً بالحرارة الدخول إلى المدرسة.

وأشارت صحيفة «شاينا ديلي» الرسمية إلى أن بعض إدارات المدارس نظمت مواعيد وصول متعاقبة للطلاب والأساتذة.

وبدأت المدارس في مناطق أخرى بالصين فتح أبوابها تدريجياً منذ الشهر الماضي، بعد إغلاقها منذ يناير، واقتصار التدريس على الإنترنت، فيما سمحت بكين وشنغهاي بعودة بعض الطلاب الأسبوع الماضي.

وتعود أبرز مدن الصين إلى الحياة الطبيعية بشكل تدريجي، بعد أشهر من القيود الصارمة، وإغلاق قطاعات كبيرة من الاقتصاد، بهدف السيطرة على تفشي الفيروس.

العودة إلى المدارس، آخرة خطوات العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية في ووهان ومقاطعة هوباي.

الأكثر مشاركة