عمالقة التكنولوجيا و«كورونا».. مساهمات شحيحة وسعي للمكاسب
يمر العالم بواحدة من أسوأ الأزمات الصحية في تاريخه، وهي كارثة يمكن أن تقتل أكثر من 240 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها. ويضاف إلى هذه المأساة الإنسانية أزمة اقتصادية كبرى، إذ فقد كثيرون وظائفهم في غضون أسابيع قليلة.
في هذا السياق، تقوم العديد من الشركات بالتعبئة لتقديم المساعدة لعمل الحكومات، إلا أن البعض الآخر لايزال متحفظاً بشكل مثير للدهشة في الوقت الحالي، مثل شركات التكنولوجيا العملاقة: «غوغل» و«أبل» و«فيس بوك» و«أمازون» و«مايكروسوفت».
ومنذ بداية تفشي الوباء، أنفقت هذه الشركات مجتمعة نحو 550 مليون دولار، ضمن جهود مكافحة «كورونا». إنه يبدو مبلغاً كبيراً، ولكن الأمر ليس كذلك، كما لو أن أحدهم يمتلك أصولاً بقيمة 100 ألف دولار وتبرع بـ60 دولاراً!
المبالغ التي تبرع بها عمالقة الإنترنت منذ بداية الأزمة، تمثل 0.06٪ فقط من الثروة التراكمية لهذه الشركات متعددة الجنسيات، وفقاً للبيانات التي جمعتها «تاكس كوب»، وهي هيئة تعنى بالمسائل الضريبية.
على سبيل المثال، أسهمت «غوغل» بنسبة 0.02٪ من ثروتها، أي أقل بقليل من 60 مليون دولار، بينما بلغت ثروتها 201 مليار، وتبرعت «فيس بوك» بـ180 مليون دولار (0.10٪ من ثروتها)، في حين بلغ صافي أصول الشركة، وفقاً لأحدث بياناتها المالية، 100 مليار دولار.
ويكفي القول إن جزءاً بسيطاً من هذه الثروات الهائلة يمكنه شراء 80 ألف جهاز تنفس اصطناعي تحتاجها أميركا.
وبالنسبة لمؤسس «أمازون»، جيف بيزوس، على سبيل المثال، فإن المليار دولار اللازمة لتزويد البلاد بأجهزة تنفس، تمثل أقل من 1٪ من ثروته.
ومن دون مشاركة استثنائية في ذروة الركود الاقتصادي الذي سيهز العالم في الأشهر المقبلة، يمكن أن يسجل عمالقة التكنولوجيا أنفسهم في التاريخ كرمز لأفضل وأسوأ ما قدمته الرأسمالية في آنٍ معاً.