إعلام الكنبة

اتخذ عدد من القنوات العالمية، نتيجة لانتشار «كورونا» المستجد قراراً بإنتاج برامج «توك شو» شهيرة من منازل مذيعيها، من بين هذه البرامج «ذي ديلي شو» و«كليفر نيوز»، وعدد من برامج محطة «سي.إن.إن».

يتواكب هذا التوجه مع تغيرات واسعة يشهدها الإعلام الآن، مثل إلغاء صحف ورقية، كما في مصر والأردن، واعتماد الصحف على العمل من المنازل، ويسمي الغرب هذه الظاهرة الآن بـ«إعلام المسافة الاجتماعية»، بينما يتمسك المشرق العربي بتعبير ظهر في يناير 2011 مع تطويره، فيسميها «إعلام الكنبة».

سيشهد العالم بسبب «كورونا» انقلاباً دراماتيكياً على جميع الأصعدة، لكن بالنسبة للإعلام فقد جاءت الأزمة كرصاصة رحمة لعالم إعلامي قديم كامل يترنح، بدا كأنه انتهى إكلينيكياً، وتكاسل الجميع عن ترتيب بديله.

فالصحافة بالمعنى الإخباري فقدت منذ سنوات مبرر وجودها، وتحولت لما يشبه «المزحة الرمادية»، تخبرك بحماس عن مقدم مولود بينما الآخرون يحكون عن وفاته.

وبقدر ما يبدو «إعلام الكنبة» سهلاً من حيث عدم مغادرة الإعلامي منزله، بقدر ما سيتطلب نوعاً مختلفاً من الإعلاميين لإدارته، بحسب رؤية خبراء ومتخصصين.

فنظرية (الصحافي - الطاقم)، أو ما يسمونه one man crew، ستتزايد قيمتها، كما أن القدرات النوعية، أي كل جوانب «الملتي - ميديا»، والخلفية الثقافية للصحافي أيضاً سيصبح لها مساحتها، علاوة على أن القصص الإنسانية في ظل سرعة احتراق الخبر، ستكون أيضاً لها اعتبارها بما سيجعل الصحافي الأبرز هو الأقرب إلى الروائي الأميز، وضع يذكرنا بعبارة غابريل غارثيا ماركيز التي لم يأخذها كثيرون على محمل الجد، والتي قال فيها «صدقوني - الصحافة جنس أدبي».

سيشهد العالم بسبب «كورونا» انقلاباً دراماتيكياً على جميع الأصعدة، لكن بالنسبة للإعلام فقد جاءت الأزمة كرصاصة رحمة لعالم إعلامي قديم كامل يترنح.

الأكثر مشاركة