اللواء رأفت الحجيري خلال مصافحته مبارك.

حارس مبارك الشخصي: كان يطعم الجنود بنفسه وعامل الجميع كأولاده

روى اللواء رأفت محمد الحجيري، في حوار مع صحيفة "الوطن" المصرية، تفاصيل 23 عاما قضاها بجانب الرئيس السابق محمد حسني مبارك، الذي توفي أمس، حيث عاش فيها معه أصعب الأوقات وأيسرها، وأحبه كـ"أب"، فيما أكد أن مبارك كمان يعامل الجميع كأولاده.

وقضى اللواء رأفت محمد الحجيري ما يقرب من 23 عاما بالقرب من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ما بين حراسته أو العمل سكرتيرا خاصا له، طوال هذه الفترة كان شاهدا على العديد من المواقف والطابع الخاص بالرئيس الراحل.

ويقول الحجيري إنه التحق بالعمل في الحراسة الخاصة بالقصر الجمهوري في عام 1990، حيث جاء اختياره لهذا المنصب بناء على تقارير الكفاءة، ومن هنا بدأت مسيرته مع مبارك والتي لم تنته حتى بعد خروجه من الخدمة.

وعن بدايات اليوم عند الرئيس الأسبق يقول الحجيري: "يوم الرئيس يبدأ مبكراً، حيث يصل الرئيس إلى القصر الجمهوري في الساعة الـ8 صباحاً، يبدأ بتلقي الخطابات والرد عليها، ثم الاجتماع مع الوزراء أو المسؤولين الحكوميين والوفود الأجنبية"، مؤكدا أن ممارسة الرياضة كانت عنصراً أساسياً في حياة الرئيس "لازم يجري لفتين تراك يوميا، ويعشق لعبة الأسكواش".

أما عن أكل الرئيس السابق، أوضح الحجيري أن مبارك يفضل تناول الوجبات الشعبية والخفيفة، "فعقب ممارسته الرياضة في المركز الرياضي، يحرص على تناول سندويتشات الفول والطعمية التي يفضلها بشدة، أو بعض أنواع الفاكهة، مثل اليوسفي أو البرتقال"، وأكد أنه كان يعامل الكل مثل أولاده: "كان يتأكد أن الجنود يأكلون قبل الضباط، فكلما طلب لنفسه طعاما في أسفاره داخل أو خارج مصر يطلب مثله لضباطه وجنوده بنفس الكمية التي يحضرها لنفسه، وأوقات كان يذهب للجنود بالأكل بنفسه".

مواقف عديدة عاشها الحجيري مع مبارك، كان أصعبها عليه في 26 يونيو 1995، حينما تعرض مبارك لمحاولة اغتيال في إثيوبيا، ويقول: "قبل السفر لحضور القمة الأفريقية، حيث أكدت تقارير أمنية عُرضت على مبارك أن الحالة الأمنية هناك غير مستقرة، إلا أن الرئيس أصر على الحضور بنفسه، و"فور الوصول طلبنا من إثيوبيا توفير سيارة ضد الرصاص، ولكنهم قالوا إنهم لا يستطيعون توفيرها، فأحضر الحرس السيارة الخاصة بالرئيس، وسائقا مصريا لها".

ويكمل حارس مبارك الشخصي أنه خلال تحرك الموكب "فوجئنا بوجود سيارة تقف في طريق الموكب، وتأكد أفراد الحرس أنه كمين، ثم وجدت واحدا من اليمين يمسك بسلاح آلي ويطلق النار على سيارة الرئيس، والمسافة بيني وبينه 15 مترا، ولحظة تغييره لخزنة الرصاص، أطلقت عليه من 30 إلى 40 طلقة، ثم أطلق 3 من زملائي النار على المتحركين من جهة اليسار، ونجحنا في القضاء عليهم والعودة مع الرئيس سالمين".

وأوضح الحجيري أنه بعد العودة من إثيوبيا لم ينس مبارك رجاله الشجعان، فكرمهم، ومنحه وسام الشجاعة العسكري وأهدى طاقم الحراسة الخاصة رحلة حج، "كانت من أروع اللحظات التي لا يمكن أن أنساها طيلة حياتي".

الأكثر مشاركة