مقتل 4 متظاهرين بالرصاص في مواجهات مع قوات الأمن بالعراق

قتل أربعة متظاهرين بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الأمن في العراق، أمس، وشنت قوات الأمن حملة لإحراق خيام الاعتصامات عند ساحة التحرير في بغداد، فيما هاجمت اللجنة التنسيقية للتظاهرات موقف زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بسحب أنصاره من ساحات التظاهر.

وتفصيلاً، قُتل متظاهر في بغداد، وثلاثة آخرين في مدينة الناصرية بجنوب العراق، بالرصاص الحي، وفق ما أفادت مصادر طبية، خلال مواجهات مع القوات الأمنية التي بدأت، صباحاً، إعادة فتح شوارع كان يغلقها المتظاهرون، وأفاد مراسلو وكالة «فرانس برس» بأن السلطات العراقية أعادت فتح ساحات وشوارع في بغداد ومدن جنوبية، غداة تظاهرة كبيرة دعا إليها مقتدى الصدر في بغداد، للمطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق، وأعلن بعدها توقفه عن دعم التظاهرات المطلبية.

وذكر شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن القوات العراقية شنت حملة لإحراق خيام الاعتصامات عند ساحة التحرير في بغداد، موضحين أن ألسنة النيران وسحب الدخان الأسود الكثيف غطت مكان التظاهر الرابط بين ساحتي الخلاني والتحرير، وسط صيحات المتظاهرين «بالروح بالدم نفديك يا عراق»، وانتشار كثيف للقوات العراقية التي طاردت المتظاهرين.

وتواصلت المصادمات بين المتظاهرين والقوات الأمنية في ساحة الوثبة، حيث استخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع لملاحقة المتظاهرين، الذين استخدموا الحجارة في وجه القوات الأمنية، كما تعرض مبنى فرع مصرف الرافدين في ساحة التحرير للاحتراق.

وهاجمت اللجنة التنسيقية للتظاهرات في العراق، أمس، موقف مقتدى الصدر بسحب أنصاره من ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات الأخرى، ووصفته «بالخزي والخيانة»، وقالت اللجنة في بيان لها: «مقتدى يغدر بالأحرار.. لم يخرج المتظاهرون بفتوى دينية، ولن يخرجوا بتغريدة صدرية، فلا يراهن مقتدى وأنصاره على نفاد صبرنا ونهاية ثورتنا».

أضافت اللجنة: «باقون في الساحات حتى تحقيق أهداف الثورة، ولن نخذل دماء الشهداء، ولن يكونوا ورقة على طاولة المتاجرة السياسية كما فعل الصدر، ما فعله هو خزي وخيانة للثوار، وسيكون ثمنه رئاسة الحكومة المقبلة كما وعدته إيران».

وكان الصدر قد أعطى أوامر لأنصاره بمغادرة ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات، ما سهل على القوات العراقية اقتحام ساحات التظاهر، وإحراق خيم الاعتصام، وتفريق المتظاهرين واعتقال عدد منهم.

وأفاد شهود عيان بأن أتباع الصدر انسحبوا من ساحتي التظاهر في محافظتي كربلاء والنجف، ورفعوا خيامهم وغادروا ساحتي التظاهر، بينما حاول الجيش العراقي وقوات الشغب فض متظاهرين آخرين ينتمون لفئات مختلفة وأغلبهم مستقلون.

وأعادت السلطات العراقية فتح ساحات وشوارع في بغداد ومدن جنوبية، وهو ما أكدته الحكومة، وأثار مخاوف المحتجين من اتساع الحملة وفض التظاهرات المطلبية المستمرة منذ نحو أربعة أشهر.

واقتحمت قوات الأمن ساحة الاحتجاج في مدينة البصرة الجنوبية، وحرقت عدداً من الخيم وفرقت المتظاهرين بالقوة، وفي بغداد أخلت قوات الأمن ساحة الطيران وطريق محمد القاسم السريع، وجسر الأحرار في وسط العاصمة، من المتظاهرين، بحسب ما أعلن بيان لقيادة عمليات بغداد.

وكان المتظاهرون أغلقوا ساحة الطيران وشارع محمد القاسم في شرق بغداد، منذ الاثنين الماضي، في محاولة للضغط على الحكومة لتنفيذ إصلاحات طال انتظارها.

كما أعادت قوات الأمن فتح جسر الأحرار، أحد أهم الجسور التي شهدت، خلال الفترة الماضية، عمليات كر وفر مع المتظاهرين، ويربط هذا الجسر جانب الرصافة بجانب الكرخ حيث المنطقة الخضراء شديدة التحصين، التي تضم مقار حكومية وسفارات أجنبية.

وداهمت قوات الأمن العراقية ساحة التحرير، مقر الاعتصام الرئيس في بغداد، وأطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص، ووقعت الاشتباكات بعد أن شرعت السلطات في إزالة حواجز خرسانية قرب الساحة، حيث يعتصم المحتجون المناهضون للحكومة منذ أشهر.

وذكرت مصادر أمنية وطبية أن ما لا يقل عن 34 شخصاً أصيبوا في الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين في بغداد، وأصيب ستة آخرون في مدينة الناصرية بجنوب البلاد.

فقد 3 فرنسيين في بغداد

قالت منظمة «إس.أو.إس كريتيان دوريان» الفرنسية غير الحكومية، إن ثلاثة مواطنين فرنسيين ومواطناً عراقياً يعملون لديها، فقدوا في العاصمة العراقية بغداد، ولم يطلب أحد فدية لإطلاق سراحهم، وذكرت المنظمة أن الأربعة اختفوا بعدما توجهوا إلى بغداد لإتمام إجراءات إدارية، وتم إبلاغ السلطات العراقية.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الفرنسية إن المنظمة أخطرت الوزارة بالموقف، وتسعى للحصول على مزيد من المعلومات.

وقال دبلوماسيون إن صحافياً فرنسياً اختطف، في ديسمبر الماضي، بالقرب من السفارة الأميركية في بغداد، لكن تم الإفراج عنه بعد 24 ساعة، بعدما تدخل وزير الخارجية الفرنسي لدى رئيس وزراء العراق. باريس - رويترز

الأكثر مشاركة