حصيلة المواجهات 34 شهيداً وجرح أكثر من 100

اتفاق تهدئة في غزة بعد يومــين من المواجهات بين إسرائيل والفــلسطينيين

دبابات إسرائيلية تتمركز بالقرب من الحدود مع قطاع غزة. أ.ف.ب

دخل اتفاق هشّ للتهدئة حيز التنفيذ، صباح أمس، في قطاع غزة، بعد يومين من المواجهات بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي وفصائل فلسطينية أخرى، أسفرت عن استشهاد 34 فلسطينياً، وجرح أكثر من 100 آخرين.

وتفصيلاً، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، استشهاد القيادي في الجهاد الإسلامي رسمي أبوملحوس، خلال غارة نفذت قبل بدء وقف إطلاق النار، فيما نفت حركة الجهاد الإسلامي أن يكون أبوملحوس قيادياً فيها.

وذكر مصدر مصري رسمي، ومسؤول كبير في الجهاد الإسلامي، لوكالة «فرانس برس»، أن وقفاً لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس.

وقال المصدر المصري «تم التوصل إلى اتفاق تهدئة، بعدما وافقت الحركة على مقترح مصري بهذا الشأن، وبعدما أُبلغنا بموافقة الاحتلال الإسرائيلي على التهدئة».

وبعد نحو نصف الساعة من بدء التهدئة، أطلق صاروخ من غزة باتجاه إسرائيل، كما ذكر شهود عيان. لكن مصدراً في حركة الجهاد الإسلامي قال «أحياناً يحتاج ضبط الميدان إلى بعض الوقت»، مؤكداً أن «الجميع ملتزمون بالتهدئة، طالما التزم بها الاحتلال».

وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إن خمسة صواريخ أطلقت على إسرائيل من غزة بعد سريان مفعول وقف إطلاق النار، وإن الدفاعات الجوية تمكنت من اعتراض اثنين منها.

وأكد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، أن لا علاقة لحركته بهذه الصواريخ. وقال شهاب «جاري التحقق من هذه الصواريخ، مبدئياً لا علاقة للجهاد بها».

وقال المسؤول المصري إن الاتفاق ينص أيضاً على «الحفاظ على سلمية مسيرات العودة» التي ينظمها الفلسطينيون كل يوم جمعة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة منذ مارس 2018، للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي التي هجروا منها منذ عام 1948.

وتابع أن الاتفاق يتضمن أيضاً «موافقة إسرائيل على وقف الاغتيالات».

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، انتهاء العملية العسكرية ضد حركة الجهاد الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر، مطلقاً عليها اسم «الحزام الأسود»، كما أعلن العودة إلى الحياة الروتينية في بلدات ومدن غلاف غزة، «بعد تقييم الوضع بين السلطات المحلية والمكاتب الحكومية»، بما يتضمن إزالة جميع القيود في بقية مناطق البلاد.

وأفادت تقارير إعلامية بأن الجبهة الداخلية في إسرائيل أصدر تعليمات لجميع مناطق الكيان بالعودة للحياة الطبيعية، باستثناء غلاف قطاع غزة.

وأعلن ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي رفع كل القيود التي كانت مفروضة على المواطنين في المناطق الحدودية لغزة مع الجانب الإسرائيلي، بعد مشاورات أمنية.

واندلعت موجة العنف الأخيرة الثلاثاء الماضي، بعد استهداف إسرائيل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبوالعطا، بغارة على منزله في مدينة غزة، أدت إلى استشهاده. وردّ مقاتلون فلسطينيون بإطلاق قذائف وصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية، وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية. وعلى الإثر، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية الثلاثاء والأربعاء والخميس، استهدفت خصوصاً مواقع تابعة لحركة الجهاد الإسلامي.

وأكد مصدر في حركة الجهاد الإسلامي لـ«فرانس برس» الاتفاق.

وصرّح مسؤول في الجيش الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية، أن إسرائيل ستوقف عملياتها في غزة، إذا توقف الجهاد الإسلامي عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، استشهاد القيادي في الجهاد الإسلامي رسمي أبوملحوس، خلال غارة الليلة الماضية على قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على حسابه على «تويتر»، إن الغارة نفذت على دير البلح قبل سريان وقف إطلاق النار.

وقال متحدث آخر، وهو جوناثان كونريكوس، إن أبوملحوس «كان أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي، وإنه مثل آخرين كثر لديهم تكتيك إخفاء الذخيرة والبنية التحتية العسكرية في منازلهم».

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، التابعة لحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة باستشهاد ثمانية أفراد من عائلة واحدة (أبوملحوس)، بعد استهداف منزلهم في غارة ليلاً.

وكانت الحصيلة الأولية المعلنة ستة قتلى. لكن بعد نحو ساعة من بدء سريان التهدئة، عثر عاملون في الدفاع المدني على جثتي طفلين تحت ركام المنزل، لترتفع الحصيلة إلى ثمانية، بينهم خمسة أطفال وسيدتان. وأكد مصدر أمني فلسطيني أن «صاروخاً واحداً على الأقل أصاب المنزل، ما أدى إلى تدميره واستشهاد كل من فيه من أفراد العائلة»، واصفاً ذلك بأنه «مجزرة إسرائيلية جديدة».

وذكر جيران وأقارب لعائلة أبوملحوس أن رسمي أبوملحوس كان ضابط شرطة عسكرية في السلطة الفلسطينية.

ولم تستهدف الغارات الإسرائيلية للمرة الأولى مواقع لحركة حماس.

 

تويتر