متظاهرون عراقيون في وسط بغداد. إي.بي.إيه

مقتل وإصابة العشرات في تظاهرات العراق.. والسلطات تعيد قطع الإنترنت

قتلت قوات الأمن العراقية 13 محتجاً على الأقل بالرصاص وأصيب العشرات خلال 24 ساعة، متخلية عن ضبط النفس الذي مارسته نسبياً عقب موجة العنف الأولى، وأطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين المحتجين ضد الأحزاب السياسية التي تسيطر على الحكومة، وأعادت السلطات قطع الإنترنت في بغداد وجنوب البلاد، فيما نددت الأمم المتحدة بالعنف وطالبت بحماية المتظاهرين.

ولقي خمسة متظاهرين مصرعهم بالرصاص، أمس، بعد يوم واحد من مقتل ثمانية وإصابة العشرات، ومن بين القتلى، اثنان على الأقل عندما فتحت قوات الأمن النار على محتجين اعتصموا عند مدخل ميناء أم قصر الرئيس قرب مدينة البصرة المنتجة للنفط، وأوقف الاعتصام العمليات في الميناء الذي يستقبل القسم الأكبر من واردات العراق، وفرض مسؤولو الأمن في البصرة حظر تجول في الساعة العاشرة مساء أول من أمس، في محاولة لتفريق الحشد، وقالوا إنهم سيستخدمون القوة إذا لزم الأمر لفض الاحتجاج، وذكر شهود عيان أن القوات الأمنية سارعت إلى الانسحاب بعد إصرار المتظاهرين على مواصلة الاعتصام في مواقعهم وقطع الطرق أمام حركة الشاحنات، واستمرت الاشتباكات صباح أمس، وقتل شخص أثناء دفن متظاهر قتل الليلة الماضية.

واندلعت أعمال عنف في كربلاء، ليلة أمس، أدت الى مقتل أربعة متظاهرين برصاص قوات الأمن، لدى محاولتهم حرق مبنى القنصلية الإيرانية، ويتهم جزء كبير من الشارع العراقي إيران بالوقوف خلف النظام السياسي الذي يطالبون بإسقاطه، وما أجج غضب المتظاهرين هو الزيارات المتكررة لقائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني» قاسم سليماني، للعراق، وتصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي حول العراق.

ودارت مواجهات بين المتظاهرين والأمن في وسط العاصمة بغداد، والذين رشقوا القوات الأمنية بالحجارة، وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في الطريق المؤدية إلى السفارة الإيرانية، ومقر وزارتي الخارجية والعدل، وأُغلقت المؤسسات الحكومية بالكامل، أمس، في مدن متفرقة بينها الناصرية والديوانية والكوت، جنوب البلاد، وقامت القوات العراقية بإغلاق جسر الأحرار ليكون ثالث جسر وسط بغداد يغلق بسبب تصاعد وتيرة التظاهرات الاحتجاجية.

وندّدت مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق جانين هينيس بلاسخارت بالعنف في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وقالت: «راعني سفك الدماء المستمر في العراق، العنف لا يولد إلا العنف، يجب حماية المتظاهرين السلميين، لقد حان الوقت للحوار الوطني».

وأقدمت السلطات العراقية مرة أخرى، أمس، على قطع شبكة الإنترنت بالكامل في بغداد وجنوب البلاد بعد دخول الاحتجاجات الداعية إلى «إسقاط النظام»، شهرها الثاني، وواصلت القوات الأمنية اتخاذ إجراءات لمنع وصول أو تفريق حشود المحتجين، خصوصا في ساحة التحرير الرمزية، وسط بغداد، وقالت منظمة «نيت بلوكس» للأمن الإلكتروني إن «هذا القطع الجديد هو أسوأ القيود التي فرضتها الحكومة العراقية منذ بداية التظاهرات».

وأعرب رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، أمس، عن تأييده للمطالب المشروعة للمتظاهرين، وأكد خلال مؤتمر صحافي، عقده عقب اجتماع مع الرئيس العراقي، برهم صالح، أن من حق العراقيين أن يتمتعوا بالخدمات وفرص العمل وأن تتحسن حياتهم.

الأكثر مشاركة