مؤيدون للبشير خلال تجمّع في الخرطوم أول من أمس. أ.ب

3 قتلى خلال تظاهرة بأم درمان بُعيد مسيرة مؤيّدة للبشير في الخرطوم

أعلنت الشرطة السودانية، أمس، مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في تظاهرة مناهضة للحكومة قامت بتفريقها بالغاز المسيل للدموع في أم درمان، بعدما احتشد آلاف بمسيرة في الخرطوم دعماً للرئيس السوداني عمر البشير، فيما رفضت وزارة الخارجية السودانية الانتقادات الغربية بشأن الوضع في السودان.

وجرت التظاهرة والمسيرة، أول من أمس، بعد شهر من التحركات الغاضبة احتجاجاً على رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف في وقت تعاني البلاد نقصاً حاداً في العملات الأجنبية وتضخماً بنسبة 70%.

وذكر شهود عيان أن المحتجين ردّدوا هتافات «حرية سلام عدالة» و«الثورة خيار الشعب»، وأغلقوا طريقاً رئيساً في أم درمان، لكن الشرطة تصدت لهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع.

وأظهرت تسجيلات انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، يتعذّر التحقق من صحتها، متظاهرين يرشقون رجال الشرطة بالحجارة.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن الناطق باسم الشرطة، هاشم عبدالرحيم، أمس، قوله: «حدثت تجمّعات غير قانونية وأحداث شغب تعاملت معها الشرطة والأجهزة الأمنية وفق القانون، وفرقتها الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع».

وأضاف المصدر نفسه «لاحقاً تلقت الشرطة بلاغات بثلاثة حالات وفاة، وعدد من الإصابات، يجري التحقيق حولها تحت إشراف النيابة العامة»، موضحاً أن الشرطة فتحت تحقيقاً.

ولم توضح الشرطة كيف سقط هؤلاء القتلى.

وكانت مصادر طبية ذكرت لوكالة «فرانس برس»، أول من أمس، أن متظاهراً قتل وأصيب ستّة آخرون بالرصاص خلال تظاهرة مناهضة للحكومة السودانية في أمّ درمان.

وكان الآلاف احتشدوا في الخرطوم، صباح أول من أمس، دعماً للرئيس عمر البشير، الذي يواجه منذ أسابيع حملة تظاهرات واحتجاجات مناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد، يقول محللون إنها أكبر تهديد يواجه البشير الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ توليه السلطة في انقلاب عام 1989.

وناشد «حزب الأمة» المعارض الأطباء إسعاف الجرحى، وقال إن عدداً من المشاركين في التظاهرة المعارضة للبشير أصيبوا بالرصاص.

وقال أطباء بالمستشفى الرئيس في أم درمان إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على المستشفى.

ونقلت وسائل إعلام عن «فرعية أطباء مستشفى أم درمان» قولها في بيان: «شهد مستشفى أم درمان إطلاق الغاز المسيل للدموع داخل (حوادث مستشفى أم درمان التعليمي) تحديداً»، من دون توضيح مصدر إطلاق قنابل الغاز.

ولم تصدر السلطات السودانية أي تعليق على المواجهات، لكن البشير ألقى باللوم في أعمال العنف، التي حصلت خلال الاحتجاجات، على متآمرين لم يسمِّهم.

وقال في كلمة خلال مهرجان للرماية العسكرية شرق مدينة عطبرة (250 كلم شمال الخرطوم) الثلاثاء الماضي: «الذين تآمروا على السودان بكل أسف زرعوا في وسطنا بعض العملاء وبعض الخونة الذين استطاعوا أن يستغلوا بعض ضعاف النفوس الذين كسّروا وحرقوا وخربوا»، بحسب ما أوردت وكالة أنباء السودان الرسمية.

وأفادت السلطات بأنّ 22 شخصاً على الأقلّ قتلوا في التظاهرات، بينهم عنصرا أمن، إلاّ أنّ منظمة «هيومن رايتس ووتش» تقول إنّ عدد القتلى وصل إلى 40.

وفي بداية الاحتجاجات التي اندلعت في 19 ديسمبر في بلدات وقرى سودانية، قبل أن تتمدد إلى الخرطوم، أحرق المتظاهرون العديد من مقار حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير.

ونظّمت التظاهرة المعارضة، أول من أمس، بعيد مسيرة حاشدة لمؤيدي البشير في الساحة الخضراء في الخرطوم وسط انتشار كثيف لعناصر شرطة مكافحة الشغب والجنود وقوات الأمن.

وقال البشير لمناصريه: «هذا الحشد يرسل رسالة للذين يظنون أن السودان سيلحق بالدول التي انهارت».

واستقبل الحشد وصول الرئيس بالتكبير، وهتافات أخرى مؤيدة. ورافق الرئيس زوجته وعدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين.

وقال البشير في كلمته لمناصريه: «الذين سعوا لتكسير السودان. قالوا لنا شروطاً لو عملتها كل المشكلات ستحل. نحن عزتنا أغلى من أي دولار»، في إشارة على ما يبدو لواشنطن التي فرضت حظراً تجارياً على الخرطوم في 1997، وتم رفع الحظر في 2017.

واعتقل أكثر من 800 شخص منذ بدء الاحتجاجات، بحسب مسؤولين، أكدوا أن الوضع استقر الآن.

وبين المعتقلين عدد من زعماء المعارضة والنشطاء والصحافيين. ورفضت وزارة الخارجية السودانية، أول من أمس، انتقادات وجهتها بريطانيا والنرويج والولايات المتحدة وكندا، التي أعربت في بيان مشترك عن قلقها بشأن الوضع في السودان. ودعا البيان «الحكومة السودانية إلى إجراء تحقيق شفاف تماماً ومستقل في موت المتظاهرين بأسرع وقت ممكن، ومحاسبة المسؤولين».

وردت الخارجية السودانية على موقف الدول الغربية الأربع، وقالت في بيان: «تعرب وزارة الخارجية عن رفضها واستنكارها للبيان المجافي للحقائق والصادر من دول الترويكا وكندا»، مؤكدة أن «السودان ملتزم بحرية التعبير والتظاهر السلمي، والذين فقدوا أرواحهم مواطنون سودانيون».

- «الخارجية السودانية» أكدت

في بيان أن «السودان ملتزم بحرية التعبير

والتظاهر السلمي، والذين فقدوا أرواحهم

مواطنون سودانيون».

الأكثر مشاركة