بومبيو يبدأ جولة عربية الثلاثاء لبحث الانسحاب الأميركي

المعارضة السورية تتهم روسيا بقصف غرب حلب.. وتركيا تطلب دعماً أميركياً

القوات الأميركية في سورية. أرشيفية

قالت مصادر في المعارضة السورية إن الطائرات الحربية الروسية شنّت عشرات الغارات على ريف حلب الغربي، مساء أول من أمس، وطال القصف محيط مدينة دارة عزة وبلدتي أورم الكبرى وبلدة خان العسل، التي تعرضت لقصف بالصواريخ الفراغية، وطال القصف عدداً من القرى في ريف حلب الغربي، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، فيما طلبت تركيا دعماً عسكرياً من الولايات المتحدة لمحاربة «داعش» في سورية، ويبدأ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جولة، بعد غد، تشمل ثماني دول عربية، لبحث انسحاب قوات بلاده من سورية.

وتفصيلاً، نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مصادر في المعارضة السورية، قولها، إن المقاتلات الروسية قصفت مناطق سيطرة فصائل المعارضة، بعد مقتل أكثر من 10 عناصر، وإصابة أكثر من 20 آخرين من عناصر القوات الحكومية، وتصدي مقاتلي المعارضة للقوات الحكومية على جبهتي البحوث العلمية والراشدين غرب مدينة حلب.

وأوضحت المصادر أن جبهة الملاح قد شهدت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، وتعرّضت مواقع القوات الحكومية في الأكاديمية العسكرية لقصف بقذائف المدفعية الثقيلة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

من جانبه، قال مصدر مقرّب من القوات الحكومية السورية، إن الطيران الحربي استهدف مواقع مصدرها مجموعات وصفها بـ«الإرهابية» في خان العسل وأورم الكبرى، بعد استهداف بالقذائف الصاروخية منطقة الراشدين وحيي حلب الجديدة والحمدانية ومحيط السوق المحلية على أطراف شارع النيل في غرب حلب.

من جانب آخر، يقوم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بجولة خارجية تبدأ الثلاثاء المقبل، تشمل ثماني دول عربية، لبحث انسحاب قوات الولايات المتحدة من سورية، وسيلقي خطاباً في القاهرة، حول التزام الولايات المتحدة بالسلام والازدهار والاستقرار والأمن في الشرق الأوسط، فيما توجه مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، إلى إسرائيل وتركيا، وكتب بولتون على موقع «تويتر» إنه سيبحث مع مسؤولي البلدين سحب القوات الأميركية من سورية، وسينضم إليه في المحادثات رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، والمبعوث إلى سورية جيمس جيفري.

وحذّر بولتون، أمس، الحكومة السورية من مغبة اعتبارها الانسحاب العسكري الأميركي المتوقع دعوة لاستخدام الأسلحة الكيماوية، وقال للصحافيين على متن طائرة أقلته إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي: «ليس هناك تغير على الإطلاق في موقف الولايات المتحدة، وأي استخدام من النظام السوري لأسلحة كيماوية سيقابل برد قوي للغاية، كما فعلنا في مرتين سابقتين».

وتابع: «لذلك على النظام السوري، ألا تكون لديه أي أوهام بشأن الأمر».

أضاف بولتون: «فيما نخوض في تفاصيل كيفية تنفيذ الانسحاب وملابساته، لا نريد أن يرى النظام السوري أن ما نفعله يمثل أي تخفيف لموقفنا المعارض لاستخدام أسلحة الدمار الشامل».

وبهدف طمأنة الحلفاء الغربيين المشاركين في التحالف ضد «داعش»، قالت وزارة الخارجية إنه لا جدول زمني للانسحاب الأميركي الذي سيتم في شكل منسق جداً، بهدف عدم ترك فراغ قد يستغله الإرهابيون، فيما ذكر مسؤولون بوزارة الدفاع (البنتاغون) أن قوات سورية الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، مازالت تستعيد أراضي من «داعش»، بعد قرابة أسبوعين من إعلان واشنطن أنها ستسحب قواتها، البالغ قوامها نحو 2000 جندي من سورية، وقال ترامب في ذلك الحين إن القوات نجحت في مهمتها، ولم تعد هناك حاجة لوجودها هناك.

وفي السياق، أعلنت واشنطن تعيين جيمس جيفري، الذي يشغل منصب المبعوث الأميركي إلى سورية، بمنصب الموفد الخاصّ للولايات المتّحدة لدى التحالف الدولي ضدّ تنظيم داعش، خلفاً لبريت مكغورك، الذي استقال من مهامه بعد استقالة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو، في بيان، إنّ جيفري سيقوم بقيادة وتنسيق جهود وزارة الخارجيّة، لتنفيذ إعلان ترامب عن انسحاب مسؤول للقوّات الأميركيّة من سورية، بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء، من دون الإضرار بأهداف الولايات المتحدة في سورية والعراق، بما في ذلك الهزيمة الدائمة لـ«داعش». وأبلغ مسؤولون أميركيون «رويترز» أن الانسحاب قد يستغرق أشهراً عدة، ما يمنح القوات المدعومة من الولايات المتحدة الوقت لتوجيه ضربات نهائية لـ«داعش». وذكر التحالف الدولي ضد «داعش» في بيان له، أول من أمس، أنه نفذ 469 ضربة في سورية، في الفترة بين 16 و29 ديسمبر الماضي، دمرت قرابة 300 موقع قتالي، وأكثر من 150 منطقة لتحضير الهجمات، وعدداً من طرق الإمداد ومنشآت لتخزين زيوت التشحيم ومعدات.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أن تركيا طلبت من الولايات المتحدة أن تقدم دعماً عسكرياً كبيراً، بحيث يمكنها أن تتولى مسؤولية رئيسة لمحاربة تنظيم داعش في سورية، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين كبار، لم تحدد هوياتهم، أن المساندة يمكن أن تشمل توجيه ضربات جوية، ونقلاً وأعمالاً لوجستية، وإذا ما تم الوفاء بذلك، فقد يزيد الجيش الأميركي انخراطه في سورية قبل أن تنسحب قواته من البلاد.


469

ضربة نفذها التحالف الدولي ضد «داعش» خلال أسبوعين.

بولتون: أي استخدام من النظام السوري لأسلحة كيماوية سيقابل برد قوي للغاية.

تويتر