تتأثر بشكل كبير بإرادة قادة الحرس الثوري والتنظيم الإرهابي

السيادة القطرية رهينة سياستي «الأخونة» و«الأيرنة»

أمير قطر تميم بن حمد يقبل رأس القرضاوي أحد أخطر رموز تنظيم «الإخوان» الإرهابي. أرشيفية

قال «مركز المزماة للدراسات والبحوث»، تعليقاً على السياسات القطرية وارتهانها بتوجهات إيران وتنظيم «الإخوان» الإرهابي، إن سيادة الدوحة باتت رهينة سياستي «الأيرنة» (نسبة إلى إيران) بقيادة الحرس الثوري، وتنظيم «الإخوان» نتيجة ضعف النظام القائم في الدوحة، وفشله في إدارة شؤون البلاد.

وأضاف المركز، في تقرير له حول هذا الشأن، قائلاً إن الآليات والمنهجيات، التي ارتكزت عليها الدوحة في ممارسة سياساتها الخارجية والداخلية، اختلفت، وتشعبت الأهداف، وتبعثرت الرؤى بين تعدد الأطماع الأجنبية، التي تخدم مشروعات إقليمية توسعية في الدوحة نتيجة ضعف نظامها، ما جعل قطر تعاني «تخبطاً شديداً» في صياغة القرارات، و«تعجلاً مظلماً» في اتخاذها، و«وهناً إدراكياً» في تقييم نتائجها وعواقبها، وارتهان قراراتها السيادية وتوجهات رموز نظامها بإرادة قوى إقليمية، تسعى إلى تحقيق أطماعها تحت غطاء الدين والإسلام السياسي.

وأوضح تقرير المركز أن ذلك يرجع إلى أسباب عدة، على رأسها ضعف النظام القطري، وفشله في إدارة البلاد سياسياً واقتصادياً، واعتماده على مستشارين مؤدلجين، استطاعوا خداع النظام القطري بحفنة من الأقاويل والشعارات، وبعض التقارير والدراسات التي بنيت على منافع تخدم أجندات أجنبية في الداخل القطري، ونجاح تنظيم «الإخوان» ونظام إيران في اختراق المؤسسات القطرية عبر رموز «تنظيم الحمدين»، والسيطرة على نهج وسلوك قطر، خصوصاً السياسي والإعلامي.

وتابع أن السبب الأبرز يمكن صياغته في قالب «الانخداع بالفانوس السحري» الذي يملكه «تنظيم الحمدين»، وهو الأموال الطائلة التي ظن أنه يمكن من خلالها فقط أن يجعل قطر تحصل على كل ما تريد، ويحولها إلى قوة مؤثرة إقليمية وعالمية عبر شراء الولاءات والذمم ودفع الرشاوى لتكميم الأفواه وحشد المواقف الداعمة، ودفع أثمان صمت الدول عن دعم قطر للجماعات الإرهابية وسلوكها التخريبي في المنطقة، موضحاً أن النظام القطري تناسى أن هناك قضايا وإشكاليات لا يمكن معالجتها عبر الرشاوى ودفع الأموال، خصوصاً إذا تعلق الأمر بالأمن القومي لأي دولة، ومس أمن واستقرار الشعوب، وهي نقطة مفصلية لا يمكن أن تخدم طموح الحمدين في دفع الفدية لأجل الصمت عنها.

كما أوضح المركز أن بعض القوى الإقليمية، ذات الأهداف التوسعية، عملت على اختراق الدوحة، والسيطرة على قراراتها السيادية لأسباب وأهداف خطيرة، أهمها شق الصف العربي والخليجي لإضعافه في مواجهة الإرهاب «الإيراني» و«الإخواني»، وتحويل الدوحة إلى مركز تخريب وتجسس ضد مصالح الدول العربية، وتحويلها إلى غرف وميادين لوضع الخطط والمؤامرات التي تستهدف الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

والأهم مما سبق السيطرة على الأموال القطرية الهائلة، وتحويل مسارها من خدمة الدول العربية إلى تدمير الدول العربية، وبدلاً من أن تستخدم هذه الأموال لدعم التقدم والتطور في الدول العربية، وهو ما يقف عائقاً أمام مشروعات هذه القوى التوسعية ومخططات التنظيمات الوصولية الدولية، ويتم استخدامها لدعم وخدمة أجندات ومخططات هذه القوى والجماعات، واستغلال هذه الأموال لنشر الفوضى والفتن والاقتتال في الدول العربية، لإضعافها وإرهاق مؤسساتها الأمنية والعسكرية والاقتصادية، ليتسنى لها اختراقها وتمرير مشروعاتها ومخططاتها، وهو ما يكشف سر التحام التخطيط، وتنسيق العمل، وتوحيد الأهداف، بين إيران وتركيا وتنظيم «الإخوان» حول الأزمة القطرية، والاستماتة في دعم «تنظيم الحمدين» للصمود على مواقفه العدائية تجاه الأشقاء العرب، وهذه التدخلات هي السبب الرئيس في تعنت قطر وإصرارها على دعم الإرهاب ونشر الفوضى والاقتتال، والإبقاء على الأزمة وحالة الانقسام.

وختم المركز تقريره بالقول إنه بالنظر إلى ما آلت إليه الأمور في الداخل القطري، وما سببته سياسات وقرارات الحمدين، المرهونة بيد إيران و«الإخوان»، من أزمات ومشكلات للدول العربية، تنكشف حالة الغلفة والتخدير التي تسيطر على رموز النظام القطري، وتؤكد النظرية التي تقول إن «الحمدين» يغط في سبات عميق، فنتائج سياساته التي جلبت الأزمات السياسية والاقتصادية للبلاد أكبر دليل على أن قرارات الدوحة تتأثر بشكل كبير بإرادة قادة الحرس الثوري وتنظيم «الإخوان»، وربما تصل إلى حد الهيمنة والسيطرة عليها بالكامل، وليس من الصدفة أن تتحول الأموال والثروات القطرية إلى السكين التي تذبح بها الشعوب العربية والمصدر الأساسي لتمويل الجماعات الإرهابية، التي تأتمر بأمر إيران وتنظيم «الإخوان».


- النظام القطري تناسى أن هناك قضايا

لا يمكن معالجتها عبر الرشاوى ودفع

الأموال، خصوصاً إذا تعلق الأمر بالأمن

القومي لأي دولة، ومس أمن

الشعوب واستقرارها.

تويتر